"بحر" فايا يونان... كأنّ سورية بخير

24 ابريل 2017
الفنانة السورية فايا يونان (فيسبوك)
+ الخط -
في نهاية الشهر الماضي، أطلقت المغنية السورية الشابة فايا يونان ألبومها الأول، والذي حمل عنوان "بيناتنا في بحر"، خلال حفل غنائي قدمته يونان في قصر "الأونيسكو" في العاصمة اللبنانية بيروت. ويضم الألبوم تسع أغان، وهي: "بيناتنا في بحر"، "تزنر بعطري"، "زنوبيا"، "شدي عقلبي"، "في الطريق إليك"، "لي في حلب"، "موطني"، "وجهك يا حلو" و"يا ليته يعلم". 

وبمجرد الاطلاع على أسماء الأغاني في الألبوم، يتبين أن ألبوم يونان يغلب عليه الطابع السياسي؛ فالتغني بحلب وزنوبيا، في الوقت الذي تتعرض فيه مدينتا حلب وتدمر للدمار الناجم عن حرب النظام السوري على شعبه، لا يمكن أن نقرأه بمعزل عن السياسة، كما أن استخدام مفردة "البحر" في اسم الألبوم، لا يمكن أن نقرأه بمعزل عن قضية الضحايا السوريين في طريق الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، التي باتت محوراً للإعلام حول العالم.

ولكن يونان، التي بدأت تشتهر في العالم العربي منذ ما يقارب 3 سنوات، والتي تملك الجنسية السويدية وتعيش بعيداً عن سورية منذ سنة 2003، والتي سبق وأن أعلنت ولاءها للنظام السوري خلال ظهورها على قناة "سما" الفضائية؛ تغني للمدن المنكوبة دون التطرق للحرب الدائرة في سورية أو لضحاياها. ففي أغنية "لي في حلب" تتغزل يونان بالمدينة وكأن المدينة لا تزال بخير، ولا تزال محافظةً على بريقها وجمالها؛ وكذلك تتناسى بأغنية "زنوبيا" مدينة تدمر وما يحدث فيها، وتحاكي فيها جماليات سورية الكبرى والعراق من خلال صور شعرية. وأما في أغنية "بيناتنا في بحر" فإن يونان توحي بكلماتها المفككة وغير المباشرة، إلى إيمانها بأن لغة الحوار بين السوريين ليست مجدية، ولتقترح أن يتم الحوار السوري من خلال الموسيقى، فلخصت توجه الألبوم بـ"كوبليه" واحد، تقول فيه: "عم ناديك اسمعني، عم حاكيك افهمني، إذا مش قادر تفهمني، بركي منحكي موسيقى".


وهذه ليست المرة الأولى التي تنادي بها فايا يونان بمواقف وأفكار تناقض موقفها السياسي، فسبق وأن رصدت ودانت بأغنية "لبلادي" الحوادث المؤلمة حول العالم، رغم أنها تؤيد النظام السوري الذي ارتكب جرائم بحق شعبه، في تجاهل تام لمن يرتكب الجرائم والمجازر، وفي تجهيل للفاعل، كما هي حال أغلب الفنانين السوريين والعرب الذين يكتفون بالمناداة بـ"السلام في سورية" على اعتبار أن ذلك كاف.

وعلى صعيد الشكل الفني والموسيقى، فإن ألبوم يونان الأول لا يفتقد للجمالية، رغم إغراقه بالكلاسيكية، فيبدو الألبوم وكأنه ينتمي للألفية الماضية، إلا أن أداء يونان في معظم أغاني الألبوم يبدو متناغماً مع الموسيقى الكلاسيكية والشرقية. ولكن الألبوم يعاني بشكل واضح من ضعف كلمات الأغاني، التي تبدو مفككة وتفتقد في معظم الأحيان للشعرية؛ ومن ناحية أخرى، يفتقد الألبوم لوجود أغنية قادرة على منافسة السوق العربية، بل إن أغاني الألبوم غير قادرة على منافسة أغنية "موطني" التي أعادت يونان توزيعها، وأدرجتها ضمن الألبوم، بما في ذلك أغنية "شدي عقلبي" التي من الممكن اعتبارها أفضل أغاني الألبوم.




المساهمون