من "نتفليكس" إلى "أمازون"، تفاعلت منصات البث التدفقي مع هذه التطورات، من خلال التركيز على أعمال لفنانين سود عن طريق تخصيص فئات كاملة لها.
وأكدت "نتفليكس"، في بيان، "عندما نقول إن "حياة السود مهمة" نقصد أيضاً أن المؤلفين السود مهمون أيضاً"، مع تسليط الضوء على سلسلة أعمال في الولايات المتحدة، من "ضوء القمر" الحائز على جائزة أوسكار أفضل فيلم سنة 2017، ومسلسل "أعزائي الناس البيض".
وقد أطلقت منافستها "أمازون برايم" في الولايات المتحدة قسماً مسمى "تاريخ السود، كفاح وأمل" مع أفلام بينها "جاست ميرسي" Just Mercy مع مايكل ب. جوردان.
كذلك أثارت خدمة "إتش بي أو ماكس" التي أطلقت، نهاية الشهر الفائت، ضجة مع إعلانها سحب فيلم "ذهب مع الريح" مؤقتاً من قائمة الأعمال التي تعرضها، بحجة أنه يضم "أحكاماً نمطية عنصرية كانت شائعة في المجتمع الأميركي".
وتعتزم الشبكة إعادة عرض الفيلم الحائز على ثماني جوائز أوسكار مع إرفاقه بإيضاحات تضع العمل في إطاره التاريخي.
ومن الآثار الجانبية الأخرى لهذه الحالة المستجدة، يسجل ازدياد كبير في مبيعات الكتب المرتبطة بالعنصرية في البلدان الناطقة بالإنكليزية.
فمن "وايت فراجيليتي" لروبن دي أنجيلو إلى "هاو تو بي أن أنتي رايسست" للأستاذ الجامعي إبرام اكس كندي، يتناول سبعة من أكثر الكتب مبيعاً عبر "أمازون" في الولايات المتحدة مواضيع العنصرية.
وفي بريطانيا، تصدر كتاب "لماذا لم أعد أتحدث للبيض عن العرق Why I'm No Longer Talking to White People، لريني إيدو-لودج المبيعات لدى سلسلة مكتبات "ووترستونز".
وكان هذا الكتاب الذي يتطرق إلى مسائل العنصرية قد أثار الجدل في البلاد لدى صدوره سنة 2017.
وعلى صعيد القصص الروائية، تصدر كتاب "غيرل، وومان، آذر" للإنكليزية النيجيرية برناردين إيفاريستو المبيعات.
يروي الكتاب قصة عن حياة أسر السود في بريطانيا، وفاز بجائزة بوكر العريقة سنة 2019 بالتساوي مع "ذي تيستامنتس" لمارغاريت أتوود.
إلغاء ومكاشفات
مع وقف عرض مسلسل تلفزيون الواقع "كوبس" في الولايات المتحدة، والذي يواجه باستمرار انتقادات على خلفية المبالغة في تصوير مسؤولية السود عن الجرائم في الولايات المتحدة، وسحب "بريطانيا الصغيرة" Little Britain من منصة "بي بي سي" الإلكترونية بسبب تجسيد ممثلين بيض لشخصيات سود... يرخي الجدل بشأن عنف الشرطة، والعنصرية بظلاله على عالم الإعلام.
— GirlGangMcr (@GirlGangMcr) June 10, 2020
|
ويُعرف برنامج "بريطانيا الصغيرة" الشهير بتجسيده الساخر لشخصيات بريطانية من كل الأصول والأوساط، بينهم نساء سوداوات كان ممثلون بيض يضعون مساحيق تبرج لأدائها.
وعلل ناطق باسم "بي بي سي" هذا القرار، لمجلة "فراييتي"، بأنّ "الزمن تغير منذ بدء عرض "بريطانيا الصغرى".
ومن التصريحات التي أحدثت ضجة أيضاً في هذا الإطار، ما أوردته مارتا كوفمان من مبتكري مسلسل "الأصدقاء"، خلال ندوة أخيراً، بأنها "لم تبذل ما يكفي من الجهود من أجل التنوع" في المسلسل الذي تدور أحداثه في نيويورك، والذي واجه انتقادات منذ بداياته لكونه لم يعكس تمثيلاً جيداً عن المجتمع.
وقالت، في تصريحات أوردتها منشورات متخصصة، "عليّ إيجاد وسيلة للتعاون مع فرق جديدة وكتاب وأصوات من دون أي استحواذ" ثقافي، مبدية الأمل في تظهير التغيير في أعمال مقبلة.
عنصرية موسيقية
في المجال الموسيقي، طاولت حركة "حياة السود مهمة" أخيراً مصطلح "الموسيقى الحضرية" المستخدمة للتعبير عن أنواع مختلفة تشمل الراب والهيب هوب وآر أند بي، والتي غالباً ما يعنى بها فنانون سود.
وقد فتحت شركة "ريبابليك ريكوردز" التابعة لـ"يونيفرسال" التي تضم فنانين بارزين بين نجومها، من أمثال الكنديين درايك وذي ويكند، الطريق من خلال وقف استخدام هذا المصطلح.
وحذت حذوها سريعاً جهات أخرى بينها القائمون على جوائز "غرامي" الموسيقية الأميركية التي ستغير تسميات بعض جوائزها، خصوصاً من خلال تبديل جائزة "الموسيقى الحضرية المعاصرة" بـ"موسيقى آر أند بي التقدمية".
(فرانس برس)