التأمين الأردني... فرص استثمارية واعدة

20 مايو 2015
نمو في أرباح شركات التأمين الأردنية (Getty)
+ الخط -
على الرغم من انخفاض معدل انتشار التأمين في الأردن، الذي بلغ نحو ‏‎2.1‎‏% مقارنة ‏بالمعدل العالمي ‏‎6.3‎‏%، إلا أنه يعد من أعلى المعدلات في منطقة الشرق الأوسط وشمال ‏إفريقيا، التي حققت نسبة ‏‎1.5‎‏%.

فقد شهد قطاع التأمين خلال السنوات الأخيرة، نمواً نوعياً وكمياً في المملكة، عقب طرح منتجات عديدة، ذات بُعد ‏مجتمعي كالتأمين الطبي، ما حسّن من واقع التغطية التأمينية، وأسهم إلى جانب تأمين ‏المركبات، في نمو القطاع وتوسع شبكة الحماية الاجتماعية.

تشير إحصاءات وزارة الصناعة والتجارة والتموين إلى نمو إجمالي أقساط التأمين من ‏‎100‎‏ ‏مليون دينار في عام ‏‎1999‎‏ إلى ‏‎491‎‏ مليون دينار مع نهاية عام ‏‎2013‎‏ أي ما يقارب خمسة ‏أضعاف. فيما واصل هذا النمو تقدمه، ليرتفع إجمالي الأقساط وفق البيانات الأولية للنصف ‏الأول من عام ‏‎2014‎‏ إلى ‏‎272‎‏ مليون دينار، محققة نسبة ارتفاع قدرها ‏‎7‎‏% مقارنة بالفترة ‏ذاتها من عام ‏‎2013‎‏.‏

وحسب مصدر في الاتحاد الأردني لشركات التأمين، فقد استأثر تأمين المركبات بأكبر حصة ‏من المحفظة التأمينية خلال الستة أشهر الأولى من العام الماضي، حيث بلغت قيمة أقساطه ‏‎108‎‏ ملايين دينار، تلاه التأمين الطبي ‏‎81‎‏ مليون دينار، فتأمين الحريق ‏‎29‎‏ مليون دينار، ‏وتأمين الحياة ‏‎28‎‏ مليون دينار.

ويلاحظ الخبير في قطاع التأمين رامي القضاة توزّع المحافظ التأمينية على عدد كبير من ‏شركات التأمين، وخاصة فيما يتعلق بإجازة تأمين المركبات، على خلاف الحصص السوقية ‏لإجازة التأمين على الحياة، حيث تستأثر ‏‎3‎‏ شركات بنحو ‏‎70‎‏% من إجمالي أقساط تأمين ‏الحياة، فيما تستأثر إحدى الشركات بنحو ‏‎36‎‏% من إجمالي الحصص السوقية للتأمين الطبي.

وقال القضاة لـ "العربي الجديد": "إن إجمالي مساهمة أقساط التأمين في الناتج المحلي الإجمالي ‏تبلغ ‏‎2.06‎‏%"، مشيراً إلى نمو حصة الفرد من أقساط التأمين، من ‏‎66.8‎‏ ديناراً عام ‏‎2010‎‏ ‏إلى ‏‎75.2‎‏ ديناراً في عام ‏‎2013‎‏.‏

وتظهر بيانات الاتحاد الأردني لشركات التأمين ارتفاع رأس المال المدفوع للشركات العاملة ‏في السوق خلال عام ‏‎2014‎‏ إلى‎283 ‎‏ مليون دينارتقريباً مقابل ‏‎281‎‏ مليون دينار في عام ‏‎2013‎‏ بنسبة نمو تبلغ نحو ‏‎%0.5‎‏. وارتفاع استثمارات القطاع من ‏‎500‎‏ مليون دينار في ‏عام ‏‎2013‎‏ إلى ‏‎512‎‏ مليون دينار العام الماضي، بزيادة قدرها ‏‎%2.4‎‏. محققاً ربحاً إجمالياً ‏صافياً خلال الأشهر الستة الأولى من عام ‏‎2014‎‏ بلغ نحو‎20‎‏ مليون دينار تقريباً، مقابل ‎11‎‏ ‏مليون دينار للفترة نفسها من عام ‏‎2013‎‏.‏

ورأت رئيسة صندوق تعويض المتضررين من حوادث المركبات في إدارة ‏التأمين الأردنية، نلجان هاكوز وجود فرصة لنمو قطاع التأمين في الأردن، وخاصة على صعيد التأمين ‏الصحي والتامين الطبي والتأمين على الحياة الذي يتضمن تأمين دفعات الحياة (التقاعدي) ‏والتأمين الجزئي. ولفتت في تصريح لـ "العربي الجديد" وجود سوق تأمين صحي دائم ‏للموظفين المتقاعدين أو الذين تركوا وظائفهم في القطاع الخاص مقابل أقساط تأمين يتم دفعها ‏خلال ممارسة الموظف عمله، نظراً لعدم تغطية التأمين الصحي لهذه ‏الفئة، إضافة إلى وجود فجوة فيما يتعلق باستمرارية التغطية الطبية، في حال الإصابة ‏بأمراض مزمنة.

وقالت هاكوز إن التقديرات تشير إلى أن عدد غير المستفيدين من التأمين الطبي وصل إلى نحو ‏‎20‎‏% - ‏‎30‎‏% من سكان الأردن. ‏وأكدت أن على شركات التأمين اتخاذ تدابير عديدة، أهمها ‏تصميم وطرح منتجات تأمينية جديدة، ذات قيمة مضافة، تستجيب لاحتياجات السوق، فضلاً ‏عن تقوية مراكزها المالية.

من جهته، أشار الخبير الاقتصادي عمر قاسم النبهان، إلى أن قطاع التأمين يؤدي دوراً متزايد الأهمية ‏في الاقتصاد الأردني، لكن نشاطه لا يزال يركزعلى ‏تأمين السيارات، في وقت لا تزال حصيلة التأمين للفرد فيه منخفضة بالمقارنة مع الدول ‏الأخرى. وهذا يعني، يضيف لـ "العربي الجديد"، بأن هناك مجالاً كبيراً للتوسع في خدمات هذا ‏القطاع داخل الأردن، من خلال تنوعها، وتقديم برامج جديدة، والتسويق لها. مشيراً ‏إلى أن انفتاح الاقتصاد الأردني واندماجه في الاقتصاد العالمي سيضع قطاع التأمين أمام تحديات جديدة.

إقرأ أيضا: هل يحقق رفع الأجور النمو الاقتصادي التونسي أو العجز؟
المساهمون