التصميم الداخلي في قطر مرآة النمو الاقتصادي

13 مايو 2015
شكل المباني والشركات جزء من مؤهلات النجاح(كريم جعفر/فرانس برس)
+ الخط -
تعد قطر واحدة من الأسواق الأكثر ربحية على المستوى الاقتصادي في المنطقة، مستفيدة من الدخل المادي المرتفع، والعدد الكبير من رجال الأعمال المقيمين في الدولة، وإقبالهم على الاستثمار في جميع القطاعات. ويعتبر قطاع الديكور والتصميم الداخلي واحداً من القطاعات الأكثر تميزاً، إذ تعمل شركات كبرى ومئات المتخصصين على إعداد وتصميم الديكور الداخلي والخارجي للبيوت والعقارات والشركات على مختلف أنواعها.

وتنفق الدوحة بقطاعيها العام والخاص مئات ملايين الدولارات سنوياً على تطوير وتجديد وافتتاح الفروع الجديدة للشركات والمراكز الحكومية، التي يستأثر التصميم بربع تكلفتها الإجمالية.

وتعتبر قطر من الدول الأولى في المنطقة في إعداد التصاميم المميزة داخلياً وخارجياً للشركات الموجودة فيها، وتتسابق الشركات العالمية مع المحلية في الفوز بعقود التصميم لفروع الشركات، إذ تعد المصارف من أكثر الجهات إنفاقاً على الديكور في فروعها، مستفيدة من كونها تعد الأكبر على مستوى العالم، ومن استقطابها للشخصيات العالمية.

وأشار العاملون في قطاع الديكور، إلى أنه من القطاعات ذات الربحية العالية في السوق المحلية، مبينين أن القدرة المالية العالية لدى الشركات تساعدها على الإنفاق بشكل كبير على تحسين مرافقها وافتتاح المزيد منها، لافتين إلى الفعاليات العالمية التي تخطط الدوحة لاستضافتها في المرحلة المقبلة، مما يساعد على الاهتمام بشكل متزايد في تصميم المعاقل الاقتصادية التي تبرز القدرات الكبيرة للاقتصاد القطري، وقدرته على منافسة أقوى الاقتصادات في المنطقة.

وأوضح مصمم الديكور في قطر، رواد حاتم، أن قطاع التصميم الداخلي والديكور يشهد نشاطاً كبيراً في الدولة، إذ تعمد الشركات العاملة في السوق المحلية إلى الاعتماد على الهندسة الداخلية لتحسين مظهر فروعها الجديدة، وتجديد فروعها القائمة في المناطق، راصدة مبالغ تتراوح بين 10 و100 ألف دولار على التزيين والرسم على الجدران وتوزيع المساحات بشكل ملائم.
وأضاف حاتم، في تصريح لـ "العربي الجديد"، أن اجمالي ما تنفقه الشركات القطرية سنوياً على الديكور والتصميم الداخلي يصل إلى 40 مليون دولار تقريباً، مبيناً أن هذه الأرقام تشكل 25% من الكلفة الإجمالية للمكتب أو الفرع.

ويعمد أصحاب المنازل والعقارات إلى رصد مبالغ تبدأ من 750 دولاراً لدهن المنزل سنوياً، فيما تتولى الشركات العقارية تصميم عقاراتها داخلياً. وفي هذا الإطار، أوضح الخبير، نواف المهندي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الشركات العقارية تخصص سنوياً نحو 7 ملايين دولار لتنفيذ الديكور وتجديد الأثاث وتزيين عقاراتها ومشاريعها الموجودة في الدولة، مبيناً أن الشركات العاملة في القطاع تصل إلى ثلاث شركات كبرى تعمل عبر 12 فرعاً في كافة المحافظات، وتبرم نحو 3000 عقد سنوياً لكل منها لتصميم المنازل وفروع الشركات من الداخل، وتصل قيمة تقسيم الغرف وتزيينها داخل المنزل الواحد إلى 10 آلاف دولار، فيما ترتفع الكلفة إلى 18 ألف دولار في حال القيام بالتصميم من الخارج وتزيين المقرات بالحجارة المزخرفة وغيرها، كاشفاً عن أن أصحاب الشركات العقارية يتقاضون مبالغ ضخمة من العملاء لقاء الاهتمام بتزيين شققهم ووضع الديكور المناسب لها، مما يساعدهم على زيادة إيراداتهم التشغيلية السنوية.

وتستثمر المصارف وشركات السيارات والشركات التجارية ملايين الدولارات في شراء الأثاث والمفروشات من الشركات المتخصصة بالهندسة الداخلية في السوق.

وأفاد المدير المالي في شركة للأثاث في السوق القطرية، ابراهيم الصقر، بأن مبيعات المفروشات تصل سنوياً إلى نصف مليار دولار تقريباً، لافتاً إلى أنها تشكل 50 % من إجمالي كلفة التصميم الداخلي والديكور، مبيناً أن المبيعات في قطر تشكل 27% من مبيعات الخليج، مما يجعلها من بين أفضل ثلاث دول في بيع وتصريف المفروشات.

وذكر أن أرباح الشركات العاملة في الديكور تصل سنوياً إلى ستة ملايين دولار تقريباً، كاشفاً عن أن الشركات الثلاث العاملة تعد من الشركات العائلية صاحبة الباع الطويل والتاريخ الذي يمتد إلى 30 عاماً في السوق القطرية.

وأفاد بأن مبيعات قطاع الأثاث والمفروشات تنمو سنوياً بنحو 12%، مستفيدة من النشاط الكبير في التجديد وتصميم الديكورات الحديثة في الشركات، ومعتبراً أن الأرباح العالية التي تسجل في الشركات تدفعها للتجديد والتغيير في فروعها، وتساعدها على التوسع في المناطق القطرية، والحصول على نسبة أكبر من العملاء المقيمين في السوق.

ورجح الصقر أن يبلغ الإنفاق على المفروشات والأثاث هذا العام نحو 650 مليون دولار، في ظل العدد الكبير من المشاريع التي بوشر العمل بها في السوق المحلية بالتزامن مع استضافة الدوحة عدداً من الفعاليات خلال السنوات القليلة المقبلة، وأهمها بطولة كأس العالم في عام 2022، والتي يرجح أن تزيد النشاط في قطاع الديكور بنحو 24%، خصوصاً في ظل العدد الكبير من المنشآت المنوي تنفيذها، والنمو الكبير المتوقع في عدد الغرف الموجودة في الفنادق، مما سيؤدي إلى مزيد من الأرباح للشركات العاملة في تصميم الغرف والعقارات داخلياً وخارجياً.

وتعد المصارف من أبرز القطاعات إنفاقاً على الديكور والتصميم في فروعها، مستفيدة من وجود المصارف العالمية في قطر، وقدر الصقر إجمالي إنفاق المصارف بنحو 100 مليون دولار في السنوات الثلاث الماضية على إعداد التصميم والديكور، ونحو 200 مليون دولار على المفروشات والأثاث والأجهزة الإلكترونية، في حين أشار المهندي إلى أن شركات الأثاث والديكور تستفيد من التغيير والعقود التي تجريها الجهات المسؤولة والوزارات في قطر، إذ يصل عددها إلى 400 عقد تتراوح قيمة الواحد منها بين 200 ألف دولار و3 ملايين دولار. وتتوزع هذه الصفقات على تنفيذ ديكور المقار الجديدة والقيام بعمليات دهان للمقار القائمة وشراء مفروشات أو تغيير الأثاث الموجود.

إقرأ أيضا: قطاع التصميم في البحرين قاطرة اقتصاديّة
المساهمون