ووفقاً لضابط رفيع في وزارة الداخلية العراقية، فإن "عدد ضحايا الاحتجاجات في البصرة وميسان وذي قار والنجف وكربلاء وواسط ارتفع إلى 61 جريحا و2 من القتلى"، مبينا أن "من بين الجرحى 30 عنصر أمن".
وأضاف الضابط، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن "ما لا يقل عن 40 طريقا رئيسيا أغلقها المحتجون، الذين ما زالوا في الشوارع حتى الساعة الواحدة ليلا، وأعدادهم تتزايد"، مبينا أن "عدد المكاتب ومقرات الأحزاب التي أحرقت ونُهبت محتوياتها بلغت تسعة، أربعة منها تتبع لحزب الدعوة الإسلامية بزعامة نوري المالكي، والأخرى لتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، وحزب الفضيلة بزعامة رجل الدين محمد اليعقوبي، وقائمة الفتح بزعامة هادي العامري، ومكتب لمليشيا العصائب المقربة من إيران بزعامة قيس الخزعلي، ومقر لمليشيا كتائب حزب الله".
ووقعت عمليات الحرق تلك في النجف وميسان والبصرة وبلدات أخرى جنوب العراق، بينما نجحت قوات مكافحة الشغب في إخراج المحتجين من مطار النجف ومبان حكومية في محافظة ميسان، لكن بعد أن أصابتها عمليات تخريب واسعة، خاصة المطار الذي وصل المحتجون إلى مدرجه الوحيد، ما أدى إلى توقّف الملاحة فيه بشكل كامل.
وقالت مصادر محلية في النجف إن "السلطات العراقية في بغداد قطعت خدمة الإنترنت عن عدد من المدن، من بينها الهارثة والمعقل والزبير في البصرة والهندية ومركز مدينة النجف والناصرية وميسان وأجزاء من محافظة بابل". ووفقا للمصادر ذاتها، فإن الإنترنت توقف كذلك في خدمة الهاتف (ثري جي).
في هذه الأثناء، أعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، عن عقد اجتماع طارئ لمناقشة الوضع الأمني في البلاد. ووفقا لبيان مقتضب صدر عن مكتب العبادي، فإن العبادي عقد اجتماعا للمجلس الوزاري الأمني لمناقشة الوضع الأمني جنوب البلاد.
ويضم المجلس الوزاري الأمني وزراء الدفاع والداخلية والأمن الوطني ورئيس جهاز المخابرات ومستشار الأمن الوطني العراقي، إضافة إلى رئيس أركان الجيش العراقي.
ويأتي الاجتماع بعد ساعات من إرسال الحكومة تعزيزات عسكرية وأمنية، أكد مسؤولون في بغداد أنها تجاوزت العشرة آلاف جندي وعنصر أمن، بهدف ضبط الأمن في تلك المحافظات.
وقال عضو مجلس عشائر البصرة، الشيخ سعد الحلفي، لـ"العربي الجديد"، إن "الاحتجاجات ستستمر لحين الاطمئنان إلى أن هناك تغييرا". وأضاف "خرجنا ولا نرغب في العودة إلا بعد أن نجد شيئا ملموسا، ولن نسمح لأحد بالركوب على التظاهرات، خاصة السياسيين"، معلقا على بيان نوري المالكي، ليلة الجمعة، حول وقوفه وتأييده للتظاهرات بالقول إنه "أساس البلاء، وعليه أن يخجل من نفسه ويصمت".