نيجرفان البارزاني: الحفيد الذي ورث رئاسة إقليم كردستان العراق

28 مايو 2019
عُرف نيجرفان بقربه من عمّه مسعود البارزاني (Getty)
+ الخط -

انتخب برلمان إقليم كردستان العراق، اليوم الثلاثاء، نيجرفان البارزاني، رئيسا جديدا للإقليم خلفا لعمه مسعود البارزاني الذي ترك المنصب إثر تداعيات تنظيم أربيل استفتاء للانفصال عن العراق نهاية عام 2017، وهو ثاني رئيس للإقليم منذ اكتسابه صفة دستورية عام 2005 عقب الغزو الأميركي ــ البريطاني للعراق.

ونيجرفان إدريس البارزاني الرجل الثاني في الحزب الديمقراطي الكردستاني بعد زعيم الحزب، رئيس إقليم كردستان السابق مسعود البارزاني، ولد عام 1966 وهو حفيد مؤسس الحزب الديمقراطي الكردستاني مصطفى البارزاني، وابن شقيق مسعود البارزاني، هاجر إلى إيران مع عائلته عام 1975 هربا من السلطات العراقية، ومع ريعان شبابه كانت له ميول بالشؤون السياسية حتى أكمل دراسته في العلوم السياسية بجامعة طهران، وانتمى مبكرا لـ "الحزب الديمقراطي" وفي عام 1989 أصبح قياديا في الحزب.

يطلق عليه في الإقليم الابن الأول لمسعود البارزاني وحوله يُثار كثير من الشائعات، بسبب قربه من مسعود البارزاني الذي يفضله على أبنائه الأربعة وخاصة مسرور الطامح بقوة لخلافة أبيه بالحزب الأهم في الإقليم.

احتضان البارزاني ابن أخيه نيجرفان كان قد بدا واضحا، منذ وفاة والده إدريس نهاية الثمانينيات.

وهو متزوج من نبيله البارزاني ابنة مسعود البارزاني أيضا ولديه أربعة أطفال، وحصل أخيرا على الدكتوراه من إحدى الجامعات الأميركية.

عُرفت عنه هوايته للخيل والصيد وحبه الأدبَين الكردي والفارسي. يجيد اللغات الكردية والفارسية والإنكليزية بطلاقة ولا يجيد العربية نطقا لكن يفهمها استماعا ويرد عليها بالكردية أو الإنكليزية.

بدأ نيجرفان رحلته مع المناصب المهمة في إقليم كردستان عام 1996 حين أصبح نائبا لرئيس الوزراء، ثم رئيس للوزراء في أربيل عام 1999، وعام 2006 انتخب كأول رئيس حكومة في إقليم كردستان العراق بعد توحيد إدارة محافظات الإقليم، وانتخب في الوقت ذاته نائبا لرئيس "الحزب الديمقراطي"، وعام 2014 تم انتخابه رئيسا للإقليم مجددا.

كان نيجرفان البارزاني من أشد المؤيدين لاستفتاء الانفصال عن العراق الذي أجري في إقليم كردستان في سبتمبر/أيلول 2017، وروج نيجرفان بارزاني في حينها بقوة للاستفتاء واستقلال كردستان، مؤكدا أن كردستان القوية المستقلة يمكن أن تكون جزءا من حل المشاكل الإقليمية والدولية.

ودعا إلى بناء علاقات جوار جيدة مع العراق، رافضا الاستمرار مع بغداد في علاقة تشبه علاقة صاحب الملك بالمستأجر التي لا يرتاح لها الطرفان.

وعلى الرغم من ذلك، لم يقطع اتصالاته مع بغداد، وبذل جهودا مكثفة وقام بزيارة إلى العاصمة العراقية مطلع عام 2018، والتقى رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي بهدف تخفيف الاحتقان الذي تلا الاستفتاء ودخول القوات العراقية إلى محافظة كركوك، وبقية المناطق المتنازع عليها.

وتُحسَب له علاقته الجيدة مع الأتراك والإيرانيين حيث لعب دوراً في إعادة العلاقات بين الإقليم والجارين إيران وتركيا، عقب تنظيم الإقليم استفتاء الانفصال عن العراق والأزمة التي حدثت إثره.

كما أن له علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية، استغلها للحصول على دعم غربي لقوات "البشمركة" الكردية، بعضه لا يزال مستمرا حتى هذه اللحظة.


لعب دورا مهما في مد جسور التواصل بين الأحزاب الكردية لا سيما الحزبين الرئيسيين، "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، و"الاتحاد الوطني الكردستاني" للخروج بمواقف موحدة تجاه الأزمات المتكررة التي ضربت كردستان.

يتمتع نيجرفان البارزاني بشعبية في محافظتي أربيل ودهوك، بعد أن وظف سنوات وجوده في السلطة لإطلاق عدد من المبادرات التي تهدف لتحسين المستوى المعيشي، ورفاهية المجتمع، فضلا عن اهتمامه بالقضايا الاقتصادية في إقليم كردستان، ومن ضمنها اتباع سياسة تنمية الموارد الطبيعية، وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع دول الجوار والمجتمع الدولي، وتعزيز الاقتصاد المحلي والاستثمار الأجنبي، والدفاع عن حقوق المرأة، وتنمية وتعزيز عملية التربية والتعليم العالي.