تركيا تؤكد خيارها التقارب مع دمشق وتطمئن المعارضة السورية

03 يوليو 2024
عناصر من الجيش التركي قرب الحدود السورية، 10 أكتوبر 2017 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تركيا تؤكد على أهمية تقاربها مع النظام السوري لمصالحها الوطنية وأمنها القومي، مع التأكيد على عدم الإضرار بالمعارضة السورية وتوضيح أن سياستها ترتكز على مصالح الدولة والشعب التركي.
- الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يناقش احتمال لقاء بالرئيس السوري بشار الأسد، مشددًا على أن أي تحركات ستراعي المصالح التركية وتحافظ على علاقاتها بما في ذلك مع المعارضة السورية.
- المحللون يرون التقارب التركي-السوري كمحاولة مبنية على مصالح مشتركة لكن بدون دوافع قوية للنجاح، مع استمرار الجهود الدولية لضمان انسحاب تركي من سوريا وتركيز الولايات المتحدة على تحسين حقوق الإنسان والوضع الأمني في سوريا.

أكدت تركيا أن تقاربها مع النظام السوري في دمشق يرتبط بمصالحها الوطنية وأمنها القومي، ملمحة إلى أن هذا التقارب لن يكون على حساب المعارضة السورية، فيما تشير معطيات إلى أن جهود التقارب بين الجانبين ما زالت تصطدم بالعديد من العثرات. وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان لها اليوم الأربعاء، إن سياسة تركيا الخارجية "ترتكز على مصالح دولتنا وشعبنا، ومنذ بداية الأزمة في سورية، اتخذت تركيا موقفاً مبدئياً، وبينما تعمل على مراجعة سياستها الخارجية بما يتماشى مع متطلبات المصالح الوطنية، فإنها لا تتردد في اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة التهديدات التي يتعرض لها أمنها القومي".

وأضاف البيان: "تحريف الحقائق وتوجيه الاتهامات بدافع التعصب الأيديولوجي لتحقيق مكاسب سياسية لا يندرجان ضمن النقد البناء"، معتبرا أن الاتهامات الموجهة لسياسة تركيا الخارجية في الشرق الأوسط وسورية "تفتقر إلى التحليل والمعرفة الأساسية بالتاريخ". ويأتي بيان الخارجية، بعد تصريحات أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الليلة الماضية أمام الحكومة التركية، موجهة للنظام والمعارضة في سورية. وقال في إشارة الى احتمال اجتماعه مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد: "لن نمتنع عن الاجتماع مع أي كان، كما كان الحال في الماضي".

وأضاف: "عند القيام بذلك، سنأخذ مصالح تركيا في الاعتبار في المقام الأول، لكننا لن نسمح بأن يكون أي شخص يثق بنا، أو يلجأ إلينا، أو يعمل معنا، ضحية في هذه العملية، تركيا ليست ولن تكون دولة تتخلى عن أصدقائها"، في إشارة إلى المعارضة السورية. وأكد أنه ليست لتركيا أية أطماع في الأراضي السورية، وأنها لا تسعى للتدخل في شؤونها الداخلية، بل فقط حماية مصالحها الوطنية.

واعتبر المحلل السياسي أحمد الحسن في حديث لـ"العربي الجديد" أن محاولات التقارب بين تركيا والنظام السوري، تشبه "الزواج بالإكراه أو المبني على مصلحة مشتركة، لكن في الحقيقة ليست لدى أي منهما دوافع قوية لمواصلة هذا النهج، أو تقديم تنازلات لتمكينه من النجاح". وأضاف الحسن: "فضلا عن التباعد والمرارة بين الجانبين خلال السنوات العشر الماضية والتي سادها كثير من الاتهامات وحملات التحريض المتبادلة، فإن ما يهم في الوقت الحالي هو اختلاف الأولويات لدى كل جانب".

وتابع: "في الوقت الذي تطلب تركيا من النظام أن يتحد معها في محاربة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، نرى أن قيادة قسد تعرض على النظام أيضا التحالف لطرد تركيا من الشمال السوري، في محاولة لاستغلال المزاج الشعبي المناوئ لتركيا هذه الأيام في تلك المنطقة". واعتبر أن "النظام الذي عرف عنه براعته في اقتناص الفرص، قد لا يجد أمامه مساحة كافية للتلاعب ومحاولة كسب نقاط من الجانبين، دون تقديم تنازلات، ويبدو أن عليه أن يحدد خياراته خلال الفترة القريبة المقبلة".

في غضون ذلك، نقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، عن مصادر "متابعة" في دمشق، قولها إن ثمة اتصالات مستمرة بين موسكو وعواصم عربية، لضمان خروج أي لقاء مع الجانب التركي بـ"تعهد واضح وصريح وعلني للانسحاب من كامل الأراضي السورية التي يحتلها الجيش التركي، وفق أجندة محددة زمنيًا"، معتبرة أن ذلك يعد "قاعدة أساسية يمكن البناء عليها للبحث المتبقي في الملفات، وليس شرطاً مسبقاً".

وفي سياق متصل، ذكر السكرتير الصحافي للكرملين، ديمتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي سيناقشان القضية السورية خلال لقائهما اليوم الأربعاء في قمة شنغهاي، بالعاصمة الكازاخية أستانة. وفي تصريحات نقلتها وكالة "نوفوستي" الروسية، قال بيسكوف إن "عملية إحلال السلام في سورية مهمة للغاية"، معرباً عن ترحيب موسكو "باستعداد تركيا لاتخاذ خطوات إضافية لإحلال السلام في سورية".

وكانت وزارة الخارجية الأميركية ذكرت أمس الثلاثاء أن واشنطن أبلغت حليفتها تركيا بموقفها من إقامة محادثات مع النظام السوري، مع وجوب التركيز على ضرورة اتخاذ خطوات لتحسين وضع حقوق الإنسان والوضع الأمني لجميع السوريين. ومن بين المطالب التركية الرئيسية من النظام تعاون الجانبين في محاربة "حزب العمال الكردستاني"، المصنف على قائمة الإرهاب تركياً والذي ترى أنقرة في "قوات سوريا الديمقراطية" مجرد امتداد له في سورية، إضافة الى التعاون في عودة اللاجئين السوريين، خاصة المقيمين في تركيا.

المساهمون