مبادرة تدعو لانتخابات مجلس وطني للخروج من المأزق الفلسطيني

26 يونيو 2019
إجماع على ضرورة الوحدة الوطنية (العربي الجديد)
+ الخط -

تقود شخصيات وقيادات فلسطينية مبادرة تدعو إلى تحريك الوضع السياسي الفلسطيني الحالي، عبر سلسلة من المواقف منها إجراء انتخابات مجلس وطني، حيث نظمت "الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس"، اليوم الأربعاء، مؤتمرها الشعبي تحت شعار "منظمة التحرير وشعبها بنيان مرصوص"، وذلك في بلدة بيرزيت شمال مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.

ويهدف المؤتمر إلى إعلان موقف مناهض لورشة المنامة الاقتصادية و"صفقة القرن"، والتطبيع، وكذلك قضية الانقسام، والمضي قدماً في المبادرة التي طرحها الأب منويل مسلم وعدد من الشخصيات في إبريل/ نيسان الماضي، والتي دعت إلى تنظيم انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني.

وقال صاحب المبادرة، رئيس الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس، الأب منويل مسلم لـ"العربي الجديد"، "إنه لا يفصل بين المبادرة وبين التطورات الحالية التي جرت على القضية الفلسطينية، حيث كانت المبادرة، انتخاب مجلس وطني لمنظمة التحرير يفرز لجنة تنفيذية ورئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية".

وأضاف: "هذا الكلام اليوم نحن نعيده، ولكن نحن نقول إن ما حدث من تطورات على الشعب الفلسطيني مثل صفقة القرن وورشة المنامة، وضرب مقدرات القدس، والحصار على غزة، والتطبيع، هي أوجاع بحاجة لدواء، والدواء لها نحن الفلسطينيون من يصنعه، ولا نبحث عنه في العواصم العربية".

وأكد أن "الدواء إعادة بناء وتنظيم منظمة التحرير لتكون هي القائدة لشعب فلسطين وتقرر ما يجب أن نعمل، لتقييم الماضي، وتقييم الحاضر، وتخطط للمستقبل وهذا هو عنوان المؤتمر اليوم، مشدداً على أن هذه المبادرة مثل حجر رُمي في الماء الراكد".

من جهته، أكد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي السابق حسن خريشة، وهو أحد القائمين على المبادرة في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "المؤتمر والمبادرة بحضور كافة الأطياف يسعيان لإخراج الشعب الفلسطيني من الأزمة المركبة المعاشة"، ولكنه استدرك قائلاً "اليوم في ظل المتغيرات التي نراها وفي ظل مؤتمر البحرين، واستبدال السياسي بالاقتصادي، واستخدام العواصم العربية لأول مرة في هذا الصراع، رسالتنا للعرب أن أميركا لم تستطع حماية لا شاه إيران ولا حسني مبارك ولا زين العابدين بن علي، وبالتالي من يراهن على أميركا مخطئ".

وقال خريشة: "إن الفكرة من المبادرة إعادة دمقرطة منظمة التحرير وإعادة الأجسام المنتخبة، وهذا سيختصر المسافات، بمعنى إدخال الجهاد الإسلامي وحماس وغيرهما إلى المنظمة، والقفز على أوسلو ومخرجاتها والسلطة الفلسطينية"، معتبراً أن "هذا هو المخرج في ظل الظروف المعقدة، وتقزيم القضية الفلسطينية بحيث تكون صفقة للبيع".

وأكد أن "الانتخابات بتلك الصيغة ستوحد الشعب الفلسطيني، للبناء على الموقف الموحد الآن من صفقة القرن، وبذلك سيتم الانتقال من الإجماع اللفظي إلى الإجماع الفعلي".

وحول مدى التجاوب مع الخطوة، أكد خريشة أن "حماس والجهاد وافقتا على المبادرة، فيما شارك في المؤتمر اليوم نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، لتكون تلك المشاركة جزءاً من التوافقات الوطنية والشعبية والرسمية للخروج من الأزمة".

وخلال كلمات ممثل حماس عبر الهاتف حسام بدران، وممثل حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، عبر كلمة مكتوبة أمام الحضور، أعلنت الحركتان عن تأييدهما للمبادرة وجهود أصحاب الفكرة.

من جهته، قال العالول إن "الفلسطينيين الآن متفقون، وهناك انسجام فلسطيني بكل الأطياف لرفض ورشة المنامة، فالموقف الحالي هو الأجدى لتحقيق الهدف، في تسجيل نصر للإرادة الفلسطينية وتسجيل هزيمة للولايات المتحدة لصفقتها التي شيعت في المنامة بموقف فلسطيني موحد"، حسب رأيه.

وحول الخيارات الفلسطينية الحالية، قال العالول: "لا خيار أمامنا غير أن نقف وقفة التحدي وإرادة صلبة، البعض يتساءل ما الذي تفعلونه، إلى أين ماضون؟ والإجابة لا يوجد لدينا خيار مهما كانت قدرتنا، هل نستطيع أن نناور بالقدس؟ هل هذا ممكن؟".


وأضاف العالول: "إن المؤشرات تشير إلى احتدام الصراع في الفترة المقبلة، وهذا يعني أننا يجب أن نستعد، ولا بد أن نغير من نهجنا وثقافتنا السائدة، ونمط حياتنا، وندرك أن الاحتلال ما زال قائماً، وهذا بحاجة إلى طبيعة حياة مغايرة، سواء مع بعضنا أو مع الاحتلال أن لا نتصرف أننا أصبحنا دولة مستقلة".