ومع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تجنّبت رئاسة الوزراء البريطانية المبالغة في الاحتفالات ببريكست، في رغبة منها لتجاوز الانقسامات التي خلفتها سنوات التفاوض على الانفصال عن بروكسل، بل دعت سفاراتها إلى ألا تحتفل رسمياً بهذه المناسبة، رغم أهميتها التاريخية.
وقال جونسون، عاكساً هذه النزعة، "نغادر الليلة الاتحاد الأوروبي، إنها لحظة أمل رائعة للعديدين، لحظة اعتقدوا أنها لن تأتي أبداً، وهناك العديدون بالطبع ممن يشعرون بالقلق والخسارة".
وأضاف "هناك بالطبع مجموعة ثالثة، ربما الكبرى، والتي بدأت تقلق من أن الفوضى السياسية لن تنتهي. أتفهم جميع هذه المشاعر، وعملنا في الحكومة على أن نجمع كلمة هذا البلد مجدداً والسير قدماً".
ويريد جونسون تصوير بريكست على أنه بداية لعهد جديد أمام بريطانيا قائلاً "وأهم ما في ذلك أن نقول هذه الليلة ليست النهاية وإنما بداية"، مضيفا "بالطبع، جزء منها استخدام الصلاحيات الجديدة، هذه السيادة المستعادة، لتطبيق التغييرات التي يطلبها الناس، سواء كان ذلك من خلال السيطرة على الهجرة أو تأسيس موانئ حرة أو تحرير صناعة الصيد البحري أو عقد صفقات تجارة حرة أو ببساطة أن نسن قوانيننا وقواعدنا الخاصة لمصلحة شعب هذا البلد".
وأضاف جونسون "نريد أن تكون هذه اللحظة بداية حقبة جديدة من التعاون الودود بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، بريطانيا التي ستكون قوة أوروبية عظمى وعالمية حقاً في أهدافنا وطموحنا".
وأضاف "بالرغم من جميع نقاط قوته وخواصه الرائعة، فإن الاتحاد الأوروبي قد تطور خلال 50 عاماً باتجاه لم يعد يناسب هذا البلد".
وحاول جونسون رسم صورة وردية لبريطانيا ما بعد بريكست، يعالج فيها التفاوت الاقتصادي بين مناطقها المختلفة، في إشارة إلى الشمال الإنكليزي الذي يشعر بالتهميش مقابل العاصمة لندن، والذي انقلب على حزب العمال لصالح المحافظين في الانتخابات الأخيرة.
وقال "ربما تكون هذه أهم لحظة في سبيل التجديد والتغيير الوطني الحقيقي. هذا فجر حقبة جديدة لن نقبل فيها بعد الآن أن تكون خيارات حياتكم وخيارات حياة عائلاتكم معتمدة على المكان الذي ولدتم فيه. إنها لحظة نبدأ فيها فعلاً بالاتحاد والمساواة، والتغلب على الجريمة وإصلاح الخدمات الصحية الوطنية وتعليم أفضل وتقنية متميزة، وتحقيق أكبر توسعة لبنيتنا التحتية منذ القرن التاسع عشر".
وفي السياق، تكتفي العاصمة لندن، مساء الجمعة، بحفل مقتضب في ساحة البرلمان البريطاني، حيث ستسجل ساعة العد العكسي حتى موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي عند الساعة الحادية عشرة، ومن دون أية ألعاب نارية، بينما يستغل زعيم حزب بريكست الفرصة ليجمع أنصاره أمام البرلمان احتفالاً ببريكست.
وكان بوريس جونسون قد عقد اجتماعاً لحكومته الخميس في مدينة سندرلاند شمال إنكلترا، وهي أول مدينة أدلت بصوتها لصالح بريكست في الاستفتاء الذي أجري في 2016.
كذلك تم إنزال أعلام الاتحاد الأوروبي من على الدوائر الرسمية البريطانية، وتزيين ساحة البرلمان البريطاني بأعلام المملكة المتحدة، وأصدرت وزارة المالية قطعة نقدية من فئة 50 بنساً (نصف جنيه إسترليني) احتفالاً بالمناسبة.
أما في الشأن اليومي للبريطانيين، فستظل أغلب الأمور على وضعها الحالي صباح السبت، حيث تستمر بريطانيا خاضعة لقوانين الاتحاد الأوروبي، وفي عضوية السوق المشتركة والاتحاد الجمركي الأوروبيين، حتى نهاية الفترة الانتقالية يوم 31 ديسمبر/ كانون الأول 2020.