وقال ماكرون، في مؤتمر صحافي مع نظيره الجيبوتي إسماعيل عمر غيلله، وفق ما أفادت "رويترز"، إنّ "قرار بوتفليقة التراجع عن الترشّح لعهدة خامسة يفتح فصلاً جديداً في تاريخ الجزائر".
ولم يقدّم ماكرون تفاصيل عما يعتبره "مدة معقولة" للفترة الانتقالية.
وبعد احتجاجات شعبية واسعة منذ 22 فبراير/شباط الماضي، أعلن بوتفليقة الذي يحكم الجزائر منذ 1999، في بيان رئاسي، أمس الإثنين، سحب ترشحه لولاية رئاسية خامسة، وإرجاء تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 إبريل/نيسان المقبل، لأجل غير مسمى.
كما أقال بوتفليقة حكومة أحمد أويحيى، ودعا إلى تشكيل حكومة كفاءات، فضلاً عن الدعوة إلى مؤتمر وفاق وطني، وتنظيم الاستحقاق الرئاسي تحت إشراف حصري، تنظيماً ومراقبة، لهيئة انتخابية وطنية مستقلة، وذلك مباشرة بعد المؤتمر.
وكانت فرنسا أول من رحب، على لسان وزير خارجيتها جان إيف لودريان، مساء الإثنين، بقرار الرئيس بوتفليقة، و"اتخاذه إجراءات لتحديث النظام السياسي الجزائري".
وقال لودريان في بيان، إنّه "غداة التظاهرات الكبرى التي حصلت بهدوء واحترام في كل أنحاء الجزائر، تعرب فرنسا عن أملها في أن يتم سريعاً إطلاق دينامية جديدة من شأنها تلبية التطلعات العميقة للشعب الجزائري".
وتعد الخطة السياسية الجديدة التي طرحها بوتفليقة، نتيجة لرفض الشارع الجزائري تعهدات كان أعلن عنها في رسالة ترشحه في الثالث من مارس/آذار الحالي، والمتعلقة بتنظيم مؤتمر وفاق وطني وتعديل الدستور، في حال انتخابه لولاية خامسة.
وإثر صدور البيان، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن بوتفليقة استقبل كذلك الدبلوماسي الجزائري ووزير الشؤون الخارجية الأسبق الأخضر الإبراهيمي، بهدف تكليفه برئاسة هيئة رئاسية تشرف على مؤتمر وفاق وطني.
وقال الإبراهيمي، في تصريح للتلفزيون الرسمي عقب اللقاء، إن الرئيس "أخبرني ببعض قرارات الأمة التي هو بصدد اتخاذها، وهي قرارات ستصل قريباً لعلم الناس".
وكان "العربي الجديد" قد نشر حصرياً صباح الإثنين، قرار بوتفليقة بتكليف الإبراهيمي برئاسة الهيئة التي تشرف على مؤتمر الوفاق الوطني.
واليوم الثلاثاء، صرح مصدر حكومي لـ"رويترز"، بأنّ المؤتمر الذي سيرأسه الإبراهيمي، سيضم ممثلين للمتظاهرين بالإضافة إلى شخصيات لعبت دوراً بارزاً في حرب الاستقلال التي استمرت من عام 1954 إلى عام 1962.
وقال المصدر الحكومي، لـ"رويترز"، إنّ "المؤتمر الجزائري سيضم أيضاً ممثلين للمتظاهرين وجميلة بوحيرد، وزهرة ظريف بيطاط، والأخضر بورقعة".
وظهر بوتفليقة، مساء الإثنين، للمرة الأولى بشكل علني منذ توجهه إلى سويسرا في رحلة علاجية في 24 فبراير/شباط الماضي.
وجاء ذلك في فيديو بثه التلفزيون الجزائري الحكومي، أظهر بوتفليقة وهو يستقبل عدداً من المسؤولين، وهم أويحيى، والإبراهيمي، والفريق أحمد قايد صالح، ونور الدين بدوي، ورمطان لعمامرة.
وكرد فعل على القرارات، خرج جزائريون، مساء الإثنين، في احتفالات محدودة، لاسيما في العاصمة ومحافظة جيجل وقسنطينة، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية، وشبكات التواصل الاجتماعي.