مصادر دبلوماسية غربية: نتنياهو أفشل المصالحة الفلسطينية

26 ابريل 2018
نتنياهو عمل بشكل مباشر ضد المصالحة(Getty)
+ الخط -
حمّلت مصادر دبلوماسية غربية حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المسؤولية عن إفشال الجهود المصرية الهادفة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، فضلاً عن توفير الظروف التي قادت إلى تنظيم حراك مسيرات العودة الكبرى.

وفي تحليل نشرته النسخة العبرية لموقع "المونتور"، اليوم الخميس، رأى المعلق الإسرائيلي بن كاسبيت، أن إسرائيل هي المسؤولة عن دفع الغزيين للتحرك بهدف رفع الحصار ومنع انهيار القطاع، من خلال تخريب فرص تحقيق المصالحة.

ونقل كاسبيت عن المصادر قولها إنّ تل أبيب لم تحرص على إنجاح جهود القاهرة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، ما فاقم الأوضاع الاقتصادية في القطاع، التي أدت بذاتها إلى دفع الغزيين لتنظيم هذا الحراك.

وأوضحت المصادر أن إسرائيل كان بإمكانها المساعدة على دفع المصالحة والسماح بالتالي بعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وهو ما كان سيفضي إلى رفع تدريجي للحصار المفروض على القطاع.

وأضافت أنّ تحسينا فوريا لأوضاع الفلسطينيين في غزة كان يمكن أن يفضي إلى تعزيز الشعور بالأمل لديهم.


وحسب المصادر الغربية، فإنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعهد في البداية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعدم إعاقة مشروع المصالحة وأنه سيعمل كل ما في وسعه من أجل إنجاحها.


وذكرت أن نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين أبلغوا مدير المخابرات العامة المصرية السابق خالد فوزي، بأنهم جادون في المساعدة على إنجاح المصالحة.

واستدركت المصادر أنّه عندما تم التوصل لاتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" تراجعت إسرائيل عن تعهداتها بإنجاحها.

وأضافت: "بدلاً من أن تقوم إسرائيل بتشجيع رئيس السلطة محمود عباس على المضي قدماً في المصالحة قامت بتهديده من مغبة التعاطي معها بجدية، وبدل أن تساعده حرصت على إحباط فرص تطبيق اتفاق المصالحة".

وأشارت المصادر إلى أن نتنياهو لم يكتف بالوقوف ضد المصالحة "بل إنه أقنع الإدارة الأميركية بالوقوف ضدها"، لافتةً إلى أن كلاً من مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر، ومبعوثه للمنطقة جاسون غرينبلات التقيا السيسي وأعلنا دعمهما للمصالحة ثم تراجعا بعد أن أقنعهما نتنياهو بعدم دعم المصالحة.

وأشارت المصادر الغربية إلى أن يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في قطاع غزة، قطع شوطا كبيرا في إبدائه الاستعداد لإنجاح اتفاق المصالحة.

وذكرت المصادر أن مدير المخابرات التابعة للسلطة الفلسطينية ماجد فرج، أبلغ الأوروبيين في اجتماع عقد في القاهرة، بأنّ السنوار وافق على دخول 3000 عنصر من عناصر الشرطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، حيث أشار إلى أن إسرائيل هي التي رفضت دخول عناصر الشرطة.

وأوضحت المصادر أنّ السنوار من خلال هذه الخطوة أبدى استعداده لعدم احتكار "حماس" السلاح في القطاع.

وأضافت المصادر ذاتها: "لقد نقلت إسرائيل رسائل واضحة للسلطة مفادها: لا تثقوا بـ(حماس)، هي ستقوم بذبح عناصركم، هذا مسار نهايته كارثة".

وعزت المصادر موافقة نتنياهو في البداية على دفع المصالحة إلى حقيقة أنّه اعتقد أن السنوار هو من سيقوم بإحباط هذه المشروع، لافتةً إلى أنه "بعدما فاجأ السنوار الجميع بمواقفه البرغماتية سارعت إسرائيل للعمل بشكل مباشر ضد اتفاق المصالحة"، حسب تعبير المصادر.



وكشفت المصادر أيضا أن نظام السيسي استضاف 1200 شاب فلسطيني من غزة من أجل إعدادهم لتبني مواقف معتدلة ومواجهة التطرف تحسباً لتحقيق المصالحة.

ونقل كاسبيت عن مصادر إسرائيلية ذات علاقة بالاتصالات المصرية الإسرائيلية، أن نتنياهو وجه صفعة قوية للسيسي من خلال إفشال جهود المصالحة، مشيراً إلى أن هذه هي الصفعة الثانية التي يتلقاها الرئيس المصري من رئيس الوزراء الإسرائيلي، وذلك بعد أن قام بتعيين أفيغدور ليبرمان وزيراً للأمن بدلاً من زعيم حزب العمل إسحاك هيرتزوغ.

واستدرك كاسبيت قائلاً إنه لا توجد لدى السيسي "ثمة مبرر إلا التحمل وأن يلوذ بالصمت".