لبنان: العونيون متفائلون بانتخاب ميشال عون رئيساً

01 أكتوبر 2016
مساعٍ لتخفيف تشنج الجو السياسي (الدو ايوب/ فرانس برس)
+ الخط -

تسود أجواء التفاؤل بالسيطرة على المناخ السياسي في لبنان، خصوصاً لدى التيار الوطني الحرّ، الذي يعتقد أن كرسي الرئاسة الأولى صارت قريبة جداً من النائب ميشال عون، بعد الانفتاح الذي أبداه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري تجاه عون.


وتُرجم هذا التفاؤل بالخطاب السياسي لنواب هذا الفريق، فلفت عضو تكتل التغيير والإصلاح (برئاسة النائب ميشال عون)، النائب آلان عون من فرنسا، إلى أن مساراً جديداً قد بدأ، في إشارة منه إلى الاتصالات التي يقوم بها الحريري، "ونأمل أن تكون خواتمه سعيدة، إذ ليس المهم فقط وصول شخص إلى السلطة بل إيصال نمط جديد في التعاطي بين اللبنانيين".

وتمنى عون أن ينتهي "هذا المسار بانتخاب رئيس جمهورية، والانطلاق إلى مرحلة جديدة ننجز من خلالها قانونا انتخابيا يؤمّن صحة التمثيل لإجراء الانتخابات بعدها، فكل شيء خارج إطار صحة التمثيل هو مشروع أزمات، ويكفينا ممارسات الـ11 سنة التي مرت إضافة إلى فترة الوجود السوري". وأشار إلى أن "هناك تحديات اجتماعية واقتصادية كبيرة أمامنا، وعلينا إدخال إصلاحات على كل شيء في لبنان: القوانين، المؤسسات والإدارات والبنى التحتية، حتى لا تبقى ضحية التجاذبات السياسية، فهذه هي عناوين العهد الرئاسي الجديد".

وقال عون "يدنا ممدودة لكل الأطراف، ومن الضروري حصول تفاهم لمنع أي ألغام ممكن أن تنفجر بوجه رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة، علينا أن نحل أكبر قدر من المشاكل في الشهر المقبل عبر التفاوض مع الأطراف كافة".

من جهته، أبدى عضو كتلة الوفاء للمقاومة (كتلة حزب الله النيابية)، النائب نواف الموسوي، ارتياحه "للمساعي التي تبذل أخيراً، والتي تعكس ارتياحاً أيضا في الأوساط السياسية والاقتصادية، فإننا نعتقد أن الحوار بمستوياته المختلفة وحول الموضوعات التي تشكل مادة للحوار بشأنها، يمكن أن يصل بنا إلى الخاتمة القريبة والسعيدة التي يتوخاها اللبنانيون للخروج من أزمتهم الراهنة".

واعتبر الموسوي أن ما تحقق من "تقدم حتى الآن هو كبير ومهم وعظيم، وإن استكمال ما تم يتوقف على حوار نشجع عليه وندعو إلى المباشرة به إن لم يكن قد بدأ، مؤكدين على أننا جميعا سنعمل معاً من أجل إنجاح هذا الحوار وإيصاله إلى تفاهمات تفتح الطريق للبنانيين".

بدوره، رأى عضو كتلة القوات اللبنانية، النائب أنطوان زهرا، أن الحريري خاض كل الخيارات في "الاستحقاق الرئاسي، وجوبه فيها كلها بدعوة حزب الله إلى الالتزام تجاه العماد عون فقط كي يوافق الحزب على الانتخابات، وهو يحاول الانتقال إلى هذا الخيار ولكنه جوبه بكم من الشروط تدعوه إلى تأييد خيارهم بشروطهم حول كيفية تشكيل الحكومة وأي قانون انتخابات يعتمد".

واعتبر زهرا في حديث تلفزيوني، أن "الحراك الذي يقوم به الحريري كشف أن من لا يريد رئيساً رغم كل المزايدات منذ 3 سنوات وحتى اليوم هو حزب الله تحديداً"، وأشار إلى أن الحزب "يرفض ما دام قادراً على منع وصول رئيس وقيام سلطة تسأله ماذا يفعل في سورية ويتخيل أنه لاحقاً يقدر أن يفرض الشروط التي تناسبه، لأنهم يعتقدون أنهم قادرون على إحراز نصر حاسم ونهائي وإقامة الهلال من إيران إلى لبنان".

لكن عضو كتلة المستقبل النيابيّة، النائب محمد قباني، اعتبر أن الحريري لم يحسم موقفه لجهة "اعتماد مرشح لرئاسة الجمهورية، والعماد ميشال عون يبقى أحد الخيارات كما النائب سليمان فرنجية". وأوضح في حديث إذاعي، أن الحريري سيقوم "بسلسلة من المشاورات خلال جولته الخارجية ليعود بعد ذلك ويعرض النتائج على كتلة المستقبل لاتخاذ القرار المناسب".

وفي هذا السياق، قال عضو كتلة التنمية والتحرير (برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري)، هاني قبيسي، إن ما يجري هذه الأيام أن "هناك من يسعى لأنصاف حلول، وقد عطلوا الحكومة وأصبحت مشلولة والمجلس النيابي معطل والبلاد بلا رئيس، وهناك من يسعى لمكاسب شخصية ولمواقع شخصية ويُريدون أن نسير بنصف حلّ، لبنان لا تسير فيه الأمور على هذه الشاكلة، ولا يمكن أن نصل إلى حلول دون اتفاقات في ما بيننا"، وذلك غمزاً من الموقف العوني إنْ لجهة مقاطعة جلسات الحكومة وجلسات الحوار الوطني أخيراً أو مقاطعة جلسات انتخاب رئيس الجمهورية بانتظار موافقة جميع القوى على انتخاب عون رئيساً.

وأكد قبيسي أن الحل "لكل مشكلاتنا يكون بالعودة إلى طاولة الحوار"، ودعا إلى "إعادة إحياء طاولة الحوار والجلوس عليها بكل شجاعة، وكل منا يقول ماذا لديه لنصل إلى اتفاق لإنقاذ لبنان، وهذا أمر ليس مستبعداً".

أما رئيس حزب الوطنيين الأحرار، النائب دوري شمعون، فرأى أن "أزمة المنطقة ما زالت بعيدة وما يحصل تنفيذ للمخطط الإسرائيلي وهو تقسيمها إلى دويلات طائفية".

وأبدى عدم تفاؤله "بحراك الرئيس سعد الحريري الأخير، فليس وارداً لا عنده ولا لدى مجموعة المستقبل وأنا على تواصل معهم، انتخاب العماد ميشال عون رئيساً، إنما حركة الحريري هي لتخفيف الجو السياسي المتشنج"، واعتبر أن "الاستحقاق الرئاسي هو بيد اللبنانيين".

وأشار شمعون إلى إمكانية تأسيس "قرنة شهوان ثانية (أسس لقاء قرنة شهوان لمواجهة الاحتلال السوري للبنان)، وقسم من اللبنانيين قادر على دعم هذه الحركة، فنحن لسنا مستعدين للبقاء تحت رحمة حزب الله، فممارساته تشجع الباقين على القفز فوق القانون، بخاصة في موضوع الفساد، وسنبقى على هذه الحال إلى حين اقتناع الحزب أنه مواطن كغيره".