عقوبات وصواريخ وجنود... ملفات مرتقبة في قمة ترامب وكيم

26 يناير 2019
من القمة الأولى التاريخية في سنغافورة (أنثوني والاس/فرانس برس)
+ الخط -


القمة الأولى كانت تاريخية. لكن التوقعات أقوى أيضاً بالنسبة للقمة الثانية المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، تجنّباً لعودة الأزمة النووية مجدداً.

ومنذ القمة غير المسبوقة بين الطرفين في سنغافورة، في 12 يونيو/حزيران، تراوح المفاوضات مكانها حول نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية المعزولة. لذا، تدرك واشنطن أنّه من الضروري تحقيق تقدم كبير في القمة المقبلة، التي يمكن أن تُعقد أواخر فبراير/شباط في فيتنام.

أي نزع للسلاح النووي؟

وقد أكدت التصريحات الأخيرة لبيونغ يانغ، المخاوف؛ فالبلدان لا يتقاسمان التعريف نفسه "لنزع السلاح النووي".

والهدف الذي أعلنته الولايات المتحدة يبقى "نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية بشكل نهائي والتحقق منه بالكامل". لكن النظام الكوري الشمالي يعتبر أنّ من الضروري أن يتضمن "النزع الكامل للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية" الذي وعد به كيم جونغ أون، "سحب كل التهديدات النووية" الأميركية، وهذا يعني التشكيك في الاتفاقات الدفاعية مع كوريا الجنوبية.

وفي سيول، يعرب المسؤولون عن القلق، حيال أن يوافق ترامب الذي يعتبر أنّ عمليات نشر جنود أميركيين في الخارج مكلفة ولا جدوى منها، على الحد من انتشارهم في المنطقة مقابل تنازلات طفيفة.

عقدة العقوبات

لا تنوي بيونغ يانغ اتخاذ أي خطوة من دون الحصول مسبقاً على تخفيف العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها. وكرر مفاوضها كيم يونغ شول ذلك، في منتصف يناير/كانون الثاني، لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال زيارة إلى واشنطن، لم تؤد كما قال مصدر دبلوماسي، إلى بدء المشاورات.

لذا، يحرص الجانب الأميركي، على التوفيق بين الحزم الرسمي؛ بقاء العقوبات حتى التخلّي عن القنابل النووية، وبين رسالة الانفتاح.

وقد يأخذ ذلك شكل اتفاق مؤقت، مع العلم أنّه من غير المحتمل أن يتخلّى الشمال "فجأة عن كل أسلحته النووية: فبعض العقوبات يمكن تعليقها، لكنها تُعاد على الفور، إذا تأخر الكوريون الشماليون مثلاً في استقبال المفتشين الدوليين. فالرفع الشامل لا يحصل إلا في نهاية العملية.

واعتبر الدبلوماسي السابق فيكتور شا، من "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية"، أنّ بعض المرونة مطلوب من "كوريا الجنوبية وليس من الولايات المتحدة لرفع بعض العقوبات".

وقال، لوكالة "فرانس برس"، إنّ هذا يحصل عبر "منح الأمم المتحدة استثناء" لمشاريع اقتصادية بين الكوريتين، مثل مجمع كايسونغ الصناعي أو السكك الحديد لجبل كوم كانغ.

نهاية الحرب... مكتب اتصال

والولايات المتحدة مستعدة أيضاً للقيام بخطوات لبناء الثقة مع هذا البلد الذي بدت في 2017 على وشك الدخول معه في نزاع نووي: إعلان ينهي رسمياً الحرب الكورية التي لم تنته عام 1953 إلا بهدنة، وفتح مكتب اتصال في بيونغ يانغ.

لكن "إذا كان إعلان السلام شكل على ما يبدو أولوية للكوريين الشماليين"، إلا أنّهم يشددون حالياً "على رفع العقوبات"، كما يكشف بروس كلينغر من معهد "هريتج فاونديشن" المحافظ.

الصواريخ فقط؟

وما زال يتعيّن في المقابل معرفة ما هي التنازلات الكورية الشمالية؟

وقال أندريه لانكوف من جامعة "كوكمين" في سيول، "إنّهم مستعدون للتنازل عن جزء من بحوثهم النووية ومنشآت إنتاج" الأسلحة، وهي "أمور لم يعودوا فعلاً يحتاجون إليها".

وذكر فيكتور شا أيضاً، أنّ الكوريين الشماليين "يحاولون أن يطرحوا للنقاش ما لن يفعلوه في المستقبل، مؤكدين أنّ ما قاموا به سابقاً لم يعد مهماً". وهذه طريقة للاحتفاظ بقسم من ترسانتهم.

ومن الصعوبة بمكان أن تقبل بذلك الولايات المتحدة، بعد أن دخلت هذه العملية من خلال تعهدها بتفكيك القنابل النووية الكورية الشمالية حتى آخرها، وقد تخلّت حتى الآن عن المطالبة بجردة للبرامج النووية والباليستية لبيونغ يانغ.

ويؤكد مصدر دبلوماسي أميركي، لـ"فرانس برس"، أنّ الأمر يحتاج إلى أكثر من مجرد تفكيك مجمع يونغبيون النووي أو مبان أخرى.


لكن تصريحات أخيرة لوزير الخارجية مايك بومبيو أثارت المخاوف، خصوصاً في سيول وطوكيو، من أن يقبل ترامب اتفاقاً يتمحور فقط حول تدمير صواريخ عابرة للقارات.

وفي مناسبات عدة، أكد وزير الخارجية الأميركي أنّ الأولوية هي "حماية المواطنين الأميركيين" المعرضين للنيران الكورية الشمالية، طالما أنّ نظام كيم يمتلك هذه الصواريخ.

وقال كلينغر إنّ "هذا لن يزيل التهديد النووي ضد حليفينا"، مؤكداً أنّ مسؤولين كوريين جنوبيين ويابانيين أعربوا عن "قلقهم" حيال ذلك.

(فرانس برس)

المساهمون