انطلاق القمة العربية الـ28 بالأردن: حضور لافت ولا توقعات

29 مارس 2017
يشارك بالقمة 16 من القادة ورؤساء الوفود العربية (Getty)
+ الخط -
تحت عنوان "الوفاق والاتفاق"، انطلقت، اليوم الأربعاء، بمنطقة البحر الميت في الأردن، أعمال الدورة الـ28 للقمة العربية العادية، بمشاركة 16 من القادة ورؤساء الوفود العربية، لبحث ملفات عدة، وسط عدم ترقب قرارات بشأنها، باستثناء ما قد يعلن بشأن القضية الفلسطينية ومسألة عملية السلام.

وبينما يغيب 6 رؤساء عن القمة الحالية لأسباب منها ما هو صحي أو غير معلن، يأتي هذا الحضور اللافت، بخلاف القمة السابقة التي عقدت بنواكشوط صيف العام الماضي، وحضرها 8 قادة فقط.

واستقبل عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، مساء الثلاثاء، في مطار الملكة علياء الدولي بالعاصمة عمان، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، كلاً من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والرئيس السوداني عمر البشير.

ويأتي وصول الرئيس السوداني، رغم دعوة منظمة "هيومن رايتس ووتش" مؤخراً، السلطات الأردنية إلى منع دخوله إلى أراضيها لحضور القمة العربية أو توقيفه، على خلفية ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية له بخصوص اتهامات بارتكاب "جرائم حرب"، في إقليم دارفور، غربي السودان.

وفي وقت سابق الثلاثاء، وصل كل من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يرأس وفد بلاده، حيث استقبلهما بالمطار عاهل الأردن أيضاً.

وقبلهما استقبل عاهل الأردن، الرئيسين الفلسطيني محمود عباس، والمصري عبد الفتاح السيسي، إضافة إلى نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس وفدها بالقمة محمد بن راشد آل مكتوم، والرئيس اللبناني ميشال عون، يرافقه رئيس الوزراء سعد الحريري، والرئيسين الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، والموريتاني محمد ولد عبد العزيز.

وسبق أيضاً أن استقبل الملك عبد الله الثاني، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق الوطني" الليبية، المعترف بها دولياً فايز السراج، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

كما وصل في وقت سابق، كل من رئيس مجلس الأمة (البرلمان) الجزائري ورئيس وفد بلاده بالقمة عبد القادر بن صالح، وكذلك نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي لسلطنة عمان المبعوث الخاص للسلطان قابوس ورئيس وفد بلاده بالقمة، أسعد بن طارق بن تيمور.

وكان العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، أول الواصلين إلى الأردن، أمس الثلاثاء، في زيارة تسبق القمة، وهي أول زيارة رسمية له إلى الأردن منذ توليه الحكم، 23 يناير/كانون الثاني 2015.

وبعد أن كان من المقرر أن يحضر، ملك المغرب محمد السادس بعد مقاطعته الممتدة للقمم العربية منذ عام 2005، تأكد عدم حضوره القمة في اللحظات الأخيرة، أما المشاركات الأجنبية، فتبدو لافتة، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في أول مشاركة له على هذا المستوى منذ توليه منصبه قبل ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى ممثلين عن الرئاسات الروسية (ميخائيل بوغدانوف) والأميركية (جيسون غرينبلت) والفرنسية ومفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين ورئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي.

ويستضيف الأردن القمة العربية، بدلاً من اليمن الذي اعتذر عن عدم استضافتها، نظراً للأوضاع الأمنية والسياسية التي يعيشها منذ أكثر من عامين.


وتبحث القمة ملفات عدة، أبرزها الملف السوري، فضلاً عن ملفات العراق وليبيا واليمن، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية، والعلاقة مع إيران.
ويبدو أن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، هو من "يمثّل" سورية في القمة العربية، في ظلّ بقاء علم النظام السوري على طاولة القمة، لا علم الثورة.
والقمة، هي الأولى التي تعقد بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، والذي دعا لنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، وسط تغاضيه عن السياسات الاستيطانية، وما أثاره من لغط حول مرجعية "حلّ الدولتين".
ومع الفشل العربي المعلوم، في الملفات السورية والليبية والعراقية، ومع تعقيد الجهود بشأن إعادة اليمن إلى الاستقرار وإنهاء الانقلاب فيه، بدا أن قوة دفع خاصة ستحظى بها القضية الفلسطينية. ومن المتوقع أن يشتمل البيان الختامي للقمة، اليوم، على تأكيد مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية، وعلى "تفعيل مبادرة السلام العربية".

وسبق القمة اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية، أول أمس الإثنين، قال خلاله الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنّ "العرب على استعداد كامل للتعامل مع أي جهد دولي مخلص، من أجل إنهاء الصراع، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية".