هجمات جديدة لـ "داعش" غرب الموصل... وخطة أمنية لاحتوائها

21 اغسطس 2018
الهجمات قادمة من المناطق الصحراوية في نينوى(Getty)
+ الخط -
عاود تنظيم "داعش" الإرهابي، هجماته على مناطق غرب وجنوب غربي الموصل الحدودية مع سورية، وأبرزها قضاء البعاج وقرى ربيعة وصولا إلى الحدود مع دير الزور السورية بشكل استنفر قوات الجيش العراقي ومقاتلين قبليين يتبعون عشيرة شمر منذ يومين.

واستهدف عناصر من "داعش" نقاطاً أمنية لمقاتلي العشائر وقوات الجيش خلال اليومين الماضيين، في البعاج والقرى المحيطة بها، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر الأمن ومقاتلي العشائر، الأمر الذي أعاد سيناريو النزوح السابق إلى أذهان المواطنين، بترك منازلهم مرة ثانية والتوجه إلى المخيمات الشمالية القريبة من حدود إقليم كردستان، أو النزول إلى الجنوب بالقرب من كركوك، في مشهد يمثل هجرة عكسية غير متوقعة، بعد سلسلة احتياطات أمنية وضعتها الحكومة العراقية لتأمين المناطق المحاذية للحدود مع سورية.

وأكدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، أمس الإثنين، أن "هذه الجرائم بالإضافة إلى الجرائم السابقة تسببت بهجرة عكسية للعائدين طوعاً إلى مناطقهم من مخيمات النزوح".

 وقال نائب رئيس المفوضية علي ميزر الشمري في بيان، اطلع عليه "العربي الجديد"، إن "الحكومة العراقية لم تستجب لمطالب المفوضية المتضمنة بتوفير الحماية الكافية للمناطق المحررة بإعادة توزيع القطعات الأمنية فيها لضمان حماية النازحين العائدين طوعاً إلى مناطقهم المحررة من براثن عصابات داعش الإرهابية".

وأضاف البيان أن "المفوضية سجلت أكثر من حادث إرهابي غادر ارتكبته عصابات داعش الإرهابية في مناطق جنوب وجنوب غربي محافظة نينوى، حيث تنشط هناك ويتنقل أفرادها بعجلاتهم المدججة بالسلاح ويقومون بمداهمة منازل المواطنين جهاراً نهاراً واقتيادهم إلى مناطق قريبة من منازلهم وقتلهم بطرق بشعة".

وأشارت إلى أن "العصابات تعيد تنظيم صفوفها مرةً أخرى كما حصل يوم أمس في قضاء البعاج، حيث شنت هجوماً على الأهالي في قرية البصيصية، وتصدت لهم قوات الحشد العشائري (لواء 69 نوادر شمر) مع العشائر الأخرى الموجودة في تلك المنطقة، حيث استمر الهجوم لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة".

وطالبت المفوضية الحكومة بـ"إعادة انتشار القوات الأمنية في تلك المناطق وصولاً إلى الحدود السورية وتكثيف الجهود الاستخبارية للكشف عن الخلايا النائمة لتلك العصابات الإرهابية، والتي تتخذ من المناطق الصحراوية والوعرة ملاذا لها ومنطلقاً لتنفيذ عملياتها الإجرامية".

خطة أمنية بمناسبة عيد الأضحى

وفي السياق، قال ضابط من مديرية شرطة نينوى، لـ"العربي الجديد"، إن "القوات الأمنية منتشرة بشكل جيد، ولا توجد أي ثغرات في مناطق الحدود مع سورية، لكن توجد في بعض المناطق الصحراوية المعزولة، جيوب لعناصر داعش"، مشيراً إلى أن "الطيران الحربي العراقي يقوم بين فترة وأخرى بتطهير هذه الجيوب".

وأكمل الضابط أن "الهجمات التي تستهدف البعاج، قادمة من المناطق الصحراوية في نينوى، بالإضافة إلى تسلل الإرهابيين من مناطق جزيرة الأنبار، وهذه مسؤولية الطيران الحربي العراقي"، مشيراً في حديثٍ مع "العربي الجديد"، إلى أن "قيادة عمليات نينوى وضعت خطة أمنية، باشرنا بتنفيذها صباح اليوم، تتضمن انتشاراً مكثفاً لعناصر الشرطة المحلية والتشكيلات العسكرية الأخرى، بمناسبة عيد الأضحى، والخطة الأمنية ستشمل كل أنحاء مدينة نينوى".

من جهته، حمّل المتحدث باسم العشائر العربية في نينوى مزاحم الحويت، الحكومة العراقية مسؤولية مقتل العشرات من أبناء البعاج، والفشل الأمني في المحافظة.

 وقال الحويت لـ"العربي الجديد"، إن "تنظيم داعش لديه تخطيط جديد لمهاجمة مناطق في نينوى، مثل طريفاوي والنايف والحضر وتل عبطة والبعاج والقيروان. وكنا قد حذرنا من خطة داعش، لكن الحكومة منشغلة بالمصالح السياسية ولا تسمع صوت أحد من أهالي الموصل المنكوبين".

وتابع: "كنا نتوقع الهجوم الذي وقع أمس في البعاج، ونعلم أن الخسائر ستكون بصفوف القوات الأمنية والأهالي كبيرة، ونتوقع أن يحدث هجوم آخر يكون أكثر دموية"، مبيناً أن "داعش يمتلك حالياً أكثر من مئة سيارة جاهزة للقتال، وهؤلاء الإرهابيون كانوا قد هربوا من مناطق الموصل حين اشتد القتال فيها أثناء عمليات التحرير، واستقروا في الصحارى، وها هم يعودون من جديدة لترويع وقتل أبناء الموصل".

إلى ذلك، أشار النائب السابق في البرلمان العراقي عن مدينة نينوى، حُنيّن قدو، إلى أن "أعدادا كبيرة من السكان المحليين تورطوا في الانضمام إلى الجماعات الإرهابية مثل داعش، وعندما تحررت مدينة الموصل هرب الكثير منهم إلى الصحارى والمناطق الحدودية، وأغلبية مقراتهم تحت الأرض".

وبين قدو لـ"العربي الجديد"، أن "هذه الخلايا بدأت تنشط داخل المدن في المناطق الغربية، لقتل أبناء قضاء البعاج والمناطق الحدودية والصحراوية الأخرى، في إشارة إلى إثبات الوجود".

وأكد أن "أكثر من 40 أسرة من البعاج اضطرت للعودة إلى مخيمات النزوح، التي خرجوا منها أخيراً، بعد التهديد الأمني المستمر على منطقتهم".

المساهمون