ملادينوف في إحاطة منحازة لإسرائيل: إدانة باهتة للاستيطان

16 فبراير 2017
ملادينوف تحاشى التعليق على تصريحات ترامب (مفيد أبو حسنة/Getty)
+ الخط -
قدم المنسق الخاص لعملية السلام ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، اليوم الخميس، إحاطته الشهرية حول الوضع في فلسطين أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، عبر دائرة متلفزة من القدس. 

وجاءت إحاطة ملادينوف منحازة للجانب الإسرائيلي، وخالية من أي جديد، غير إدانة باهتة للاستيطان. 

وحث المنسق الخاص لعملية السلام، مجدداً، كلاً من السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي على العودة إلى طاولة المفاوضات، دون أن يتطرق بكلمة واحدة لتصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أمس في واشنطن.
 

واستهل ملادينوف إحاطته بالحديث عن "إطلاق صواريخ من سيناء المصرية على إيلات من قبل مسلحين تابعين لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)"، بحسب ما قاله، مشيداً برد الجيش الإسرائيلي عليها. 


وأضاف في هذا السياق: "تهيمن الأصوات الرديكالية على الأصوات المعتدلة في المنطقة، ومن الضروري عدم السماح للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني بالانزلاق للصراعات"

ومن المثير في كلمات الدبلوماسي البلغاري السابق، أنه يتحدث غالباً عن "نزاع إسرائيلي- فلسطيني"، وقليلاً ما يسمي الأمور باسمها، كالحديث عن الأراضي الفلسطينية المحتلة أو القدس الشرقية المحتلة وغيرها. 

وأشار ملادينوف إلى مصادقة الكنيست الإسرائيلي على قرار لـ"شرعنة" الاستيلاء على أراض فلسطينية خاصة، مؤكداً أن "القرار الإسرائيلي الذي يقضي بتسوية استخدام الأراضي الفلسطينية المملوكة بملكية خاصة، دون موافقة أصحابها، يعد تغييراً في موقف إسرائيل، ويتعارض مع القانون الدولي، ويمثل انتهاكاً للدستور الإسرائيلي، بحسب مسؤولين إسرائيليين، وإذا تم الإبقاء عليه فإنه سيقوض آفاق حل الدولتين بين إسرائيل والعرب".


وانتقد إعلان الحكومة الإسرائيلية، خلال الأسابيع الأخيرة، عن بناء وحدات استيطان جديدة تصل إلى أكثر من 6 آلاف وحدة، كما أعرب عن قلقه "إزاء العنف الذي تشهده البلاد ضد إسرائيليين، بما في ذلك الهجوم على سوق في بيتخ تكفا (ملبس)"

وناشد ملادينوف "القوات الإسرائيلية" بـ"استخدام معتدل للقوة".

وتحدث، بشكل مقتضب، عن غزة، إذ حذر من استمرار معاناة سكانها، مناشداً قيادة "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) الجديدة بـ"ضمان الهدوء في القطاع"

وذكر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط: "يجب أن نشعر بالقلق، بعضهم يعتقد أنه يمكن إدارة النزاع لأجل غير مسمى"، قبل أن يؤكد تقرير المجموعة الرباعية وقرارات مجلس الأمن وحل الدولتين، مشدداً على أنه "الحل الوحيد".

ومن جهته، رفض سفير فلسطين في الأمم المتحدة، رياض منصور، التعليق على موقف الإدارة الأميركية وتخليها عن "حل الدولتين"، قائلاً، إن "السلطة الفلسطينية تدعم موقف الرئيس ترامب، والذي طالب الجانب الإسرائيلي خلال اللقاء بوقف الاستيطان"

وأكد منصور، خلال مؤتمر صحافي عقده في نيويورك بعد الإحاطة: "نشكر دول مجلس الأمن التي أكدت معارضة الاستيطان وإنهاء الاحتلال والتزامها بحل الدولتين، وتطبيق قرارات مجلس الأمن.. علينا أن نضع نهاية لهذا الاحتلال، وفي السنة الخمسين لبدء الاحتلال، علينا أن ننهيه بدلاً من أن نبدأ خطوات جديدة"

ورداً على سؤال حول مدى استعداد السلطة للتفاوض على حل آخر غير "حل الدولتين"، قال: "يوجد إجماع دولي على حل الدولتين، وأي محاولات لإلغاء الإجماع الدولي والدخول في متاهات جديدة لن يوصلنا إلى حل سياسي وعادل للصراع، بل يدخلنا في متاهات جديدة"، مؤكداً: "نحن مع حل الدولتين وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، كي نفتح أبواباً جديدة لعمل سياسي يؤدي إلى إنهاء الاحتلال هذا العام. نريد عام 2017 عاماً لإنهاء الاحتلال".