الجيش المصري يبدأ إقامة منطقة عازلة بين سيناء وغزة

19 مايو 2016
تستمر العمليات ضد الجيش المصري في سيناء (عبدالرحيم خطيب/الأناضول)
+ الخط -
بدأ الجيش المصري إقامة المنطقة العازلة بين سيناء وقطاع غزة، على بُعد نحو كيلومتر من القناة المائية باتجاه سيناء. ويحاول الجيش المصري السيطرة على المنطقة الحدودية بين القطاع وسيناء، في إطار الادعاء السائد لدى النظام المصري بتسلل عناصر مسلحة بين الجانبين، وأن هذا ما تسبّب في حالة الاضطرابات بمدن سيناء.
وفي سبيل السيطرة على المنطقة الحدودية، أقدم الجيش المصري على حفر قناة مائية وإغراق الأنفاق بالمياه بحجة منع تسلل أي عناصر ووقف عملية نقل البضائع ومرور الأفراد بين الجانبين، وهو ما زاد من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر إسرائيلياً.
وبدأ الجيش أخيراً في إقامة منطقة عازلة بين الجانبين، لمنع تواجد أي من الأهالي أو إمكانية المرور خلالها، لتكون المنطقة مكشوفة تماماً بعد تجريف المزروعات والحقول.
ويكشف شيخ قبلي من سيناء، عن بدء الجيش المصري في أعمال حفر باستخدام معدات ثقيلة في رفح المصرية، وهو ما يدعم مسألة إقامة منطقة عازلة بين سيناء وقطاع غزة. ويقول الشيخ القبلي، إن الجيش دفع بعدد من الآليات الثقيلة في ظل فرض حالة من السرية، مثلما حدث مع إنشاء القناة المائية بين رفح وقطاع غزة، إذ حينها لم يعلن الجيش المصري رسمياً عن وجود هذه القناة.
ويضيف أن أعمال الحفر التي بدأها الجيش قبل ما يزيد عن أسبوعين على الأقل، تتم في منطقة لا يوجد فيها سكان، وتشمل منطقة تبعد عن القناة المائية نحو كيلومتر باتجاه سيناء. ويشير إلى أن منطقة الحفر تبلغ بين ستة إلى ثمانية أمتار، وبدأت من معبر كرم أبو سالم على الحدود مع فلسطين المحتلة، باتجاه البحر نحو رفح، موضحا أن أعمال الحفر لم تشمل طول الشريط الحدودي المقدر بنحو 14 كيلو مترا، لكن هناك توقعات بأن يشمل حجم أعمال الحفر والآليات طول الحدود مع قطاع غزة.


ويؤكد أن الجيش قرر حفر قناة مائية وإقامة منطقة عازلة لا يوجد فيها أي نوع من أنواع الحياة، وهو ما يفسر عملية التهجير الواسعة لما يزيد عن كيلومتر ونصف الكيلومتر داخل رفح المصرية بعيداً عن الشريط الحدودي. ويلفت إلى أن المنطقة التي تشهد أعمال الحفر لا يُسمح بالاقتراب منها بالأساس من قبل الأهالي، ويرجح أن تكون المنطقة عصيّة على إعادة توطين الأهالي المهجّرين فيها مرة أخرى.
وحول ما إذا كانت أعمال الحفر تتعلق بإقامة مدينة رفح الجديدة، يوضح أن المدينة المزمع تأسيسها ستقام على بُعد نحو خمسة كيلومترات من خط الحدود. ويشير إلى أن لا أحد يعلم بشكل دقيق ما يقوم به الجيش في هذه المنطقة والهدف من أعمال الحفر، ولكن الأغلب أن هذه المنطقة ستكون عازلة، وفقاً لمخطط الجيش المصري، خصوصاً أنها تأتي على بعد نحو كيلومتر من القناة المائية.
ويقول الشيخ القبلي إن الجيش المصري قام بحرق كل المزروعات في المنطقة التي شملت عمليات التهجير الواسعة، تمهيداً لأن تكون المنطقة مكشوفة تماماً، منعاً لتسلل عناصر مسلحة بين سيناء وغزة. ويتابع: "الجيش يريد القضاء على كل مظاهر الحياة في رفح المصرية، تحت دعوى السيطرة على الأوضاع في سيناء، باعتبار أن قطاع غزة هو المحرك الرئيسي للعمليات ضد الجيش والشرطة".
ويؤكد استمرار ضخ الجيش المصري للمياه في القناة المائية أو في المنطقة التي يشتبه أن تحوي نفقاً بين سيناء وغزة، وهو ما يشكّل خطراً كبيراً على الحياة في رفح المصرية والفلسطينية على حد سواء، خصوصاً مع تلوث المياه الجوفية ووجود تشققات في التربة، بحسب قوله.
ويتوقع الشيخ القبلي وضع أسلاك شائكة في المنطقة التي ينفذ فيها الجيش أعمال حفر، بعدما دفع بتعزيزات عسكرية كبيرة في رفح خلال الأيام القليلة الماضية، لحماية أعمال الحفر ومنع اقتراب عناصر تنظيم "ولاية سيناء"، التابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وعلى الرغم من محاولات الجيش المصري حصار العناصر المسلحة في سيناء، على مدار عامين ونصف العام تقريباً، إلا أن محاولاته باءت بالفشل، في ظل استمرار عمليات تنظيم "ولاية سيناء" التي تستهدف قوات الجيش والشرطة، وعدم القدرة على وقف خطورة التنظيم.
في السياق ذاته، يحاول الجيش المصري إجبار الأهالي في الشيخ زويد والمناطق التي لم يطاولْها التهجير، على الخروج من منازلهم وتركها، في ظل تكثيف عمليات القصف الجوي والمدفعي العشوائي. ولا يكاد يمر يوم واحد إلا وتنفذ مدفعية الجيش عمليات قصف متقطعة وبشكل عشوائي تجاه منازل الأهالي.