البريد المركزي والنفق الجامعي.. ساحات رمزية للحراك الجزائري

17 مايو 2019
المكانان تحوّلا إلى مركز للحراك (العربي الجديد)
+ الخط -
منذ بداية الحراك الشعبي في الجزائر في الـ22 فبراير/ شباط الماضي، ظل النفق الجامعي وساحة البريد المركزي مكانين لصيقين بالاحتجاجات الرافضة لنظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، إذ تتجمّع الحشود القادمة من الولايات ليلاً في ساحة البريد المركزي وسلالمه، رافعة الشعارات والرايات والاحتجاج على الوضع القائم، بينما ظل النفق الجامعي المنفذ الذي تدور حوله المسيرات التي تنظم بين ساحتي أودان والبريد المركزي.


وتمثل ساحة البريد المركزي بالنسبة للمتظاهرين مكانا رمزيا للحراك الشعبي، وتطل على خليج الجزائر، وباتت الملتقى الأول للمتظاهرين وقلب المظاهرات، لكن السلطات الجزائرية فاجأت المتظاهرين صباح اليوم في الجمعة الـ 13 للحراك الشعبي بإغلاقها في وجههم. وبررت السلطات قرارها بتشققات واهتراءات مست السلالم الموجودة في الساحة، ما جعلها مهددة بالانهيار، وحذرت المتظاهرين من الوصول إليها.

لكن ذلك لم يقنع المتظاهرين، وبدا أن هناك امتعاضاً شعبياً ورفضاً للشارع الجزائري من خطوة كهذه، واعتبرها البعض محاولة لتكسير الحراك الشعبي، بينما اعتبرها الناشط علي حميش في تصريح لـ"العربي الجديد" فرصة لمنع "تموقع بعض المستحوذين على السلالم الرافعين لشعارات التفرقة بين الجزائريين". ولفت حميش إلى أن هناك مجموعات أصبحت تسيطر على السلالم كل جمعة لتبرز شعاراتها الخاصة بجهة معينة، وتستحوذ على المطالب التي ترفعها فئة معينة. وتابع قائلاً "الحراك ينتظر منه أن يبقى يوحد الجزائريين لا يفرقهم ويرفع مطالب موحدة وهو رحيل العصابة".



مكان ثانٍ يحظى برمزية خاصة في الحراك الشعبي وهو النفق الجامعي الذي يشكل بدوره منفذاً لمسيرات، ويصفه الجزائريون بـ"غار حراك"، في إشارة رمزية للانبعاث الشعبي منه. وأخرج الجزائريون شعارات قوية من داخله موجهة للنظام السابق ولرموزه الحاليين، إذ قالت الأستاذة الجامعية شهرزاد لمجد إن "النفق الجامعي سيظلّ نقطة تحول في العبارات والصور التي رسمها الجزائريون ضد الفساد".



غير أن السلطات تقوم منذ أربع أيام جمعة بغلق النفق الجامعي المحاذي لساحة موريس أودان (مناضل فرنسي من أجل القضية الجزائرية اغتاله الاستعمار في الخمسينيات)، مبررة ذلك بالاكتظاظ في النفق والخوف من حدوث انزلاقات خطيرة داخله، أو احتكاك بين الجماهير، وحماية الأشخاص، وسدّت مداخله بطوق أمني معزز بشاحنات مكافحة الشغب.


ويعتقد الناشط عمار بوهني أن غلق النفق الجامعي بالرغم من التبريرات الأمنية يعتبر خطوة نحو "التضييق على الجزائريين وإفساد السلمية في التظاهر". ولفت بوهني لـ"العربي الجديد" إلى أن "الغلق لم يثبط من عزيمة الجزائريين في مواصلة مسيرات الجمعة رغم كل شيء، خاصة أن المسيرات داخل النفق الجامعي تمثل أجمل صورة من صور الحراك الشعبي في الجزائر".

المساهمون