سهلت قوات النظام السوري المدعومة بالمليشيات المحلية والإيرانية، اليوم الجمعة، وصول تنظيم "داعش"، إلى مناطق سيطرة المعارضة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، عبر منحه طريقاً للعبور عقب سيطرتها على كامل قرى ريف حماة الشمالي الشرقي.
وقالت مصادر ميدانية متطابقة عدّة، لـ"العربي الجديد"، إنّ عناصر تنظيم "داعش" وصلوا إلى ناحية أبو دالي جنوب شرق إدلب بعد منحهم طريقاً للعبور من قبل قوات النظام السوري قادمين من ناحيتي السعن والحمراء في ريف حماة الشمالي الشرقي.
وبيّنت المصادر ذاتها أنّ المعارك تدور حالياً بين عناصر التنظيم وفصائل المعارضة المسلحة جنوب غرب ناحية سنجار، في محاور أرض الزرزور، وأم الخلايل، بالقرب من أبو دالي جنوب شرق إدلب، وهي جبهات قتال بين المعارضة والنظام.
وترك تنظيم "داعش" أكثر من ستين قرية وبلدة في ريف حماة الشمالي الشرقي لقوات النظام والمليشيات المساندة لها دون أي مقاومة، بحسب المصادر، وكان قد انتزع السيطرة على تلك القرى إثر هجوم مباغت شنّه على مواقع "هيئة تحرير الشام"، وفصائل المعارضة، قادماً من ناحية عقيربات بتسهيل من قوات النظام السوري في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتشير المعلومات الواردة إلى أن عناصر التنظيم يبلغ تعدادهم قرابة 500 عنصر مزودين بدبابات وآليات ثقيلة ومدافع عبروا بها مناطق سيطرة النظام دون أي استهداف، وهم ممن انتقلوا من عقيربات والقلمون ودير الزور والبادية إلى ريف حماة بتسهيل من قوات النظام.
وفي السياق، أوضح الناشط جابر أبو محمد من أهالي المنطقة لـ"العربي الجديد"، أن "التنظيم والنظام يتعاونان سوياً بهدف ترسيخ الرواية الروسية التي تدعي أنها تحارب داعش في إدلب، في حين يقوم التنظيم باستنزاف فصائل المعارضة".
وجاء وصول تنظيم "داعش" إلى محيط أبو دالي بالتزامن مع غارات جوية روسية استهدفت منطقة التمانعة في ريف إدلب الجنوبي ومناطق شرق معرة النعمان، حيث قطع التنظيم عشرات القرى الواقعة على مسافة تتجاوز (25 كيلومتراً) دون أي استهداف من قبل قوات النظام والمليشيات المساندة له.
بدوره، قال الناشط في ريف إدلب الجنوبي، مصطفى رجب، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التنظيم فور وصوله إلى المنطقة بدأ بهجوم على محور قرية أم الخلاخيل التي تتمركز بها فصائل من الجيش السوري الحر بهدف السيطرة عليها، كما اشتبك مع هيئة تحرير الشام في قرية الوبيدة المجاورة لها.
ويأتي ذلك في وقت قامت فيه فصائل المعارضة السورية المسلحة "فيلق الشام، حركة أحرار الشام، جيش العزة، جيش النصر"، بتشكيل غرفة عمليات تحت مسمى "صد الغزاة" بهدف التصدي لهجوم قوات النظام المدعوم بالطيران الروسي على إدلب.
في المقابل، زعم "الإعلام الحربي المركزي"، التابع لـ"حزب الله" اللبناني، سيطرة قوات النظام، اليوم، على سبع عشرة قرية في ريف حماة الشمالي الشرقي بعد معارك مع "داعش"، مضيفاً: "الجيش السوري وحلفاؤه يقتربون من إعلان السيطرة التامة على القرى الواقعة بريف حلب الجنوبي وريف حماه الشمالي الشرقي ضمن الجيب المحاصر".