الانتخابات الفرنسية منتصف النهار: مشاركة كثيفة وإجراءات أمنية مشدّدة

باريس

عبد الإله الصالحي

avata
عبد الإله الصالحي
23 ابريل 2017
96BAF17A-9131-4200-BDBD-A773470870C6
+ الخط -




بلغت نسبة المشاركة في الدورة الأولى من الانتخابات الفرنسية عند منتصف ظهر اليوم الأحد، 28.54 في المائة، وهي نسبة مستقرة بالمقارنة مع تلك التي تم تسجيلها في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2012، والتي كانت بلغت 28.29 في المائة في نفس التوقيت.

وتجوّل "العربي الجديد" صباح اليوم في باريس لرصد الأجواء الانتخابية، وزار مكتباً للتصويت في الدائرة الرابعة عشرة قرب سوق شعبي يقام صباح كل أحد، ولوحظ ازدحام شديد في هذا المكتب الذي تم تجهيزه داخل مدرسة ابتدائية فسيحة.

وكان الناخبون من مختلف الأعمار، مع حضور لافت للفرنسيين من أصول عربية وأفريقية، يصطفون في طابورين طويلين بهدوء وانتظام، ولا أحد يتبرم من بطء عمليات التصويت.


كما سجل حضوراً للعائلات التي تقاطرت على هذا المكتب مرفقة بالأطفال والرضَّع، أيضا كان لافتا مشهد عجزة منهكين بالإعياء أصروا على الحضور للتصويت، وكان المسؤولون عن سير المكتب يساعدونهم على التسجيل ودخول المخدع الخاص بوضع ورقة المرشح في المظروف المعد لهذا الغرض، بعيدا عن الأعين.

ورغم أن نسبة المشاركة التي أعلن عنها عند منتصف النهار لم تتجاوز 28.54 في المائة، فإن نسبة المشاركة في هذا المكتب كانت كثيفة جدا، بالمقارنة مع انتخابات 2012 في نفس التوقيت، حسب مسؤول المكتب سليمان الراجي، وهو أستاذ في مدرسة تقنية بباريس يقوم بهذه المهمة بشكل تطوعي في رئاسيات هذا العام، وكان مسؤولا في نفس المكتب في الانتخابات السابقة.

وتبادل "العربي الجديد" أطراف الحديث مع عدد من الناخبين، وبدا أن حالة من التردد ما تزال تنتاب بعضهم، وهم يتهيؤون لاختيار ورقة مرشحهم المفضل لوضعها في صندوق التصويت، وهذا ما يعكس حالة التردد المنتشرة في صفوف الناخبين بشكل عام، والتي رصدتها مجمل وسائل الإعلام الفرنسية والدولية.



فؤاد فرنسي من أصل جزائري جاء للتصويت برفقة زوجته وطفليه، أجاب لدى سؤاله عن سر الإقبال الكثيف للناخبين من أصل مغاربي في هذا المكتب أجاب: "هناك نوع من الوعي الحاد في صفوف الجاليات العربية بضرورة المشاركة في هذا الاقتراع، لأن نتيجة هذه الانتخابات

 ستؤثر بشكل مباشر على أوضاعهم، في ظل تصاعد شعبية مرشحة اليمين المتطرف، التي تشهر عداءها ضدنا، ويتبنى حزبها أفكارا عنصرية صريحة ضد العرب والمسلمين".

وتجرى عمليات التصويت تحت حراسة أمنية مشددة، بسبب التهديدات الإرهابية التي أججها الاعتداء الإرهابي على حافلة للشرطة في جادة الشانزيليزيه ليل الخميس الماضي، وأسفر عن مقتل شرطي وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".

ويقوم حوالي 50 ألف شرطي ودركي بتأمين هذه الانتخابات تساندهم دوريات للجيش تعمل في إطار مبادرة "سونتينال الأمنية"، في إطار حالة الطوارئ المعلنة في فرنسا منذ اعتداءات نوفمبر/ تشرين الثاني 2015. 

ومرت عمليات التصويت حتى منتصف النهار في أجواء هادئة، ولم تسجل سوى بعض الحوادث الطفيفة مثل اعتقال بعض ناشطات من حركة "فيمين" النسوية، حاولن دخول مكتب للتصويت في مدينة هينان بومون قبل وصول مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان للإدلاء بصوتها.

أيضا تم إخلاء مكتبين للاقتراع في مدينة بيزونسون بأمر من رجال الشرطة، بعد أن اكتشفوا سيارة مركونة قرب المكتبين بلوحة أرقام مزيفة ومفتوحة الأبواب، وأعيد فتح المكتبين بعد التحقق من السيارة وتفتيشها من طرف فرقة متخصصة بالمتفجرات.

وقام غالبية المرشحين الأحد عشر بالتصويت، كل في مكتب اقتراع من اختياره، وصوت مرشح حزب "الجمهوريون" اليميني المحافظ فرانسوا فيون في مكتب الاقتراع ببلدية باريس في الدائرة 17 تحت حراسة أمنية مشددة، وانتظر حوالى خمس دقائق في الطابور متجاذبا أطراف الحديث مع بعض الناخبين.

وصوتت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان في مكتب اقتراع بمعقلها الانتخابي بمدينة هينان بومون بمنطقة "با دو كالي" في الشمال، بحضور حشد كبير من الصحافيين والمصورين. 

وصوت المرشح الاشتراكي بونوا هامون في مكتب اقتراع بمدينة تراب بضواحي باريس، وهي المدينة التي يمثلها باسم الحزب الاشتراكي في البرلمان.

واختار المرشح الوسطي وزعيم حركة "إلى الأمام" ايمانوييل ماكرون الإدلاء بصوته في مكتب اقتراع بمدينة "توكيه" في منطقة "با دو كاليه" برفقة زوجته.

وصوت المرشح المستقل والوسطي جان لاسال التي تطلق عليه وسائل الإعلام "المرشح الراعي" لافتخاره بأصوله الريفية في بلدة لورديوس إيشير بمنطقة "ليبريني أتلانتيك"، في حين صوت جاك شوميناد الذي يتقدم للمرة الثالثة للانتخابات الرئاسية في مكتب اقتراع بالدائرة العشرين بباريس.

وكان مرشح اليسار الراديكالي وزعيم حركة "فرنسا غير الخاضعة" جان لوك ميلانشون آخر المرشحين الذين أدلوا بأصواتهم، وقام بوضع المظروف الانتخابي في الصندوق في مكتب اقتراع بالدائرة الخامسة.

كما صوت الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته فرانسوا هولاند في مكتب الاقتراع ببلدة تول، التي كان ممثلها عن الحزب الاشتراكي في البرلمان خلال ولايتين تشريعيتين، وتجاذب هولاند الحديث مع سكان البلدة وسط حراسة أمنية مشددة تمت مضاعفتها اليوم، بسبب التهديدات الإرهابية.

ولم يدل هولاند بأي تصريح لوسائل الإعلام، رغم إعلانه أنه سيدعو للتصويت لأحد المرشحين الفائزين في الدورة الأولى بعد إعلان النتائج النهائية.

وستتواصل عمليات التصويت إلى حدود الساعة السابعة بالتوقيت الفرنسي في كامل التراب الفرنسي، ويتم تمديد مهلة التصويت ساعة كاملة إلى حدود الثامنة مساء في المدن الكبرى، لإتاحة الفرصة لجميع الناخبين للإدلاء بأصواتهم.

وبسبب هذا التمديد سيتأخر الإعلان عن النتائج إلى ما بعد الثامنة، في حال حصول تقارب شديد في نتائج الاقتراع بين المرشحين في مقدمة الترتيب.   

 

 

  

 

 

ذات صلة

الصورة
مارين لوبان\JOEL SAGET/AFP

سياسة

أمس الأحد، وقبل إعلان النتائج في الانتخابات الرئاسيّة الفرنسيّة، أغضبت المرشحة (الخاسرة) مارين لوبان، الصحافة، فقاطع عدد من وسائل الإعلام مقرّ حملتها.
الصورة
الرئيس إيمانويل ماكرون\ Mustafa Yalcin/Anadolu Agency/Getty

سياسة

من عاصمة الاتحاد الأوروبي، بروكسل، تنقل الصحافة الأوروبية الشمالية، اليوم الإثنين، تنفّس قادة الاتحاد الأوروبي الصعداء لـ"تجاوز الورطة مؤقتاً"، بعد فوز الوسطي إيمانويل ماكرون بالرئاسة الفرنسيّة، في إشارةٍ إلى معركة صعبة مع اليمين المتطرف.
الصورة
الرئيس إيمانويل ماكرون وبريجيت\ Mustafa Yalcin/Anadolu Agency/Getty

سياسة

هيمن فوز الوسطي إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان على الصحافة الفرنسية والعالميّة، فظهر الاستحقاق الفرنسي على أغلفتها، وفتحت صفحاتها لتحليلات ما بعد الفوز الساحق.
الصورة
مناصرو الرئيس إيمانويل ماكرون\ David Ramos/Getty

سياسة

ظهر الرئيس الفرنسي المنتخب، إيمانويل ماكرون، على أغلفة أغلب الصحف العالميّة، مع الحدث الفرنسي الذي يُشكّل منذ صدور النتائج، الرقم واحد في الأهمية حول العالم.
المساهمون