لهذه الأسباب توجّه السيسي لقمة تونس في اللحظات الأخيرة

01 ابريل 2019
السيسي خلال مشاركته في القمة (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
بشكل مفاجئ توجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، إلى تونس لحضور القمة العربية، بعدما كان القرار المصري أقرب إلى تخفيض حجم التمثيل، وعدم الحضور الرئاسي. وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية لـ"العربي الجديد" الأسباب وراء تراجع السيسي عن قراره وحضوره للقمة، قائلة إن الدوائر الأمنية المصرية المعنية بتأمين الرئيس، كانت قد حددت مجموعة من المطالب، في مقدمتها منْع أي تظاهرات ضد السيسي، بعد تقارير رفعتها السفارة المصرية في تونس إلى الخارجية تفيد باستعداد مجموعات من النشطاء، ومنظمات حقوق الإنسان التونسية، لتنظيم تظاهرات كبيرة ضد السيسي بسبب أوضاع الحريات، والقمع والانتهاكات الحقوقية.

وبحسب المصادر، فإن الجانب التونسي أعلن صعوبة منع أو قمع أي تظاهرات، مؤكداً في الوقت ذاته أنه بإمكان الأمن التونسي فقط إبعاد تلك التظاهرات أكبر مسافة ممكنة عن أماكن سير موكب الرئيس المصري، وكذلك إبعادها عن مقر إقامته. ولفتت المصادر إلى أن "ما أبلغه الجانب التونسي لم يكن ليرقى لقناعات الدوائر المصرية، فتقرر عدم مشاركة الرئيس المصري في القمة، كنوع من الاحتجاج، وذلك قبل أن تتم دعوة السيسي لاجتماع من جانب الإمارات والسعودية لحضور اجتماع بشأن ليبيا، على هامش القمة العربية في تونس".

وكشفت المصادر أن هناك خلافات عميقة بين مصر والإمارات أخيراً بسبب الملف الليبي، مع استشعار القاهرة محاولات من جانب أبوظبي لسحب الملف الليبي منها وجعله بالكامل تحت إدارة إماراتية، خصوصاً بعد توجُّه السعودية للقيام بدور في هذا الملف وتوسيع نفوذها، وهو ما بدا واضحاً من خلال استقبال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، للواء الليبي خليفة حفتر أخيراً.
وكشفت المصادر أن كلمة السر في تغيّر موقف السيسي وتوجّهه إلى تونس كانت زيارة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، إلى مصر أخيراً ولقاؤه بالرئيس المصري، وكانت دعوة السيسي للمشاركة في الاجتماع المتعلق بشأن ليبيا بمثابة تلطيف للأجواء المتوترة.


وكان نور الدين بن تيشة، المستشار السياسي للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، قد اعتبر في تصريحات له، أن اعتذار الرئيس المصري عن حضور القمة العربية في تونس جاء لظروف خارجة عن تونس. وقال إن "السيسي اعتذر لمسائل تخصه وتخص الأشقاء في مصر وبعيدة كل البعد عن مسؤوليتنا"، مؤكداً أن تونس وفّرت كل الظروف لاستقبال الزعماء العرب.

وبحسب المصادر، فإن اتصالات سعودية جرت أخيراً، أسهمت أيضاً في حضور السيسي للقمة، ورفع مستوى التمثيل للدول العربية الكبرى وذلك في ظل حضور الملك سلمان ممثلاً لبلاده وهو أعلى مستوى تمثيل للمملكة، وذلك في وقت تدخّلت فيه أطراف عربية لدى تونس، لتشديد الإجراءات الأمنية الخاصة بالقمة وتأمين الزعماء المشاركين، والسعي للحد من التظاهرات الاحتجاجية ضد بعض الزعماء، وهو ما أكد الجانب التونسي بذل أكبر الجهود لتحقيقه.

المساهمون