عباس: سنتوجه بملف حرق الرضيع دوابشة إلى الجنايات الدولية

31 يوليو 2015
إدانة وتنديد واسع بجريمة المستوطنين الإسرائيليين (Getty)
+ الخط -
طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من وزيره في الخارجية رياض المالكي التوجه، غداً السبت، إلى محكمة الجنايات الدولية ووضع ملف حرق الرضيع علي دوابشة أمامها. كما شجب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مقتل الرضيع الفلسطيني وإصابة أفراد عائلته بجروح بالغة جراء اعتداء مستوطنين على بيت العائلة بزجاجات حارقة.

وقال الرئيس عباس قبيل اجتماع طارئ عقدته القيادة الفلسطينية، اليوم، إثر جريمة المستوطنين في قرية دوما، جنوب نابلس: "هذا العمل الذي قامت به قطعان المستوطنين الذين تعوّدوا في كل مرة على العدوان على أهالينا وأملاكنا، وهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لأن هذه هي السياسة التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية ضد شعبنا، بحيث أنهم يريدون لهذا الشعب أن يخرج من بلده، لكن خسئوا، هذا الشعب سيبقى صامداً على أرضه".

وقال عباس: "أعبّر عن ألمي وحزني الشديد لما حصل، لأنه تكرر مع محمد أبو خضير. لا أفهم لماذا يحرقون الإنسان ثم يقتلونه. التعليمات التي تصلهم من قياداتهم كمنظمات إرهابية، وظهر هذا في حريق كنيسة طبريا، أنه لا تحرق مبنى أو مسجد أو كنيسة ولكن فقط اقتل من فيها".


وحمّل الرئيس عباس سياسة الاستيطان التي تمارسها إسرائيل في كل مكان، المسؤولية عن العمل الإرهابي، وقال: "هذا ليس فقط عداء من قبل المستوطنين، وإنما نتيجة للعمل الاستيطاني الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية، وبالتالي هي مسؤولة مباشرة عن هذا العمل. هؤلاء مواطنوها وتعرفهم بالواحد وتستطيع أن تأتي بهم إلى عدالة حقيقية، وأشك أنهم سيقدمون لعدالة حقيقية".

كما شجب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مقتل الرضيع الفلسطيني علي دوابشة حرقاً وإصابة أفراد عائلته بجروح بالغة جراء اعتداء مستوطنين على بيت العائلة بزجاجات حارقة. وجاءت تصريحات الأمين العام على لسان الناطق الرسمي باسمه، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وطالب دوجاريك "بتقديم مرتكبي هذه الجريمة الإرهابية إلى العدالة حيث تأتي ضمن سلسلة من العنف المتكرر من قبل المستوطنين تجاه الفلسطينيين".

لكن مكتب الأمين العام لم يكتفِ فحسب بإدانة الجريمة الإرهابية بل طالب "بوقف العنف من الطرفين"، وهي النغمة المصاحبة لتصريحات الأمين العام عندما يتعلّق الأمر بمقتل الفلسطينيين، دون الإشارة إلى حقائق بديهية تشير إليها قرارات الأمم المتحدة ومنظماتها ومفادها أن الفلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال وأنه من حق أي شعب تحت الأحتلال أن يقاوم من أجل تحريره.

وأشار دوجاريك في هذا السياق إلى أن "غياب مسار سياسي إضافة إلى استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات غير القانونية وهدم بيوت الفلسطينيين يؤدي إلى العنف والتطرف على الجانبين (الإسرائيلي والفلسطيني)، ويهدد قيام دولة فلسطينية وأمن الإسرائيليين". وطالب الأمين العام الطرفين باتخاذ الخطوات اللازمة من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات والمضي قدماً في عملية السلام.

وفي سياق متصل، أعرب منسّق الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، عن غضبه الشديد لمقتل الطفل الفلسطيني. وأعرب ملادينوف عن "تعاطفه مع عائلة وأصدقاء الضحايا"، مطالباً بإجراء تحقيق كامل وفوري و"تقديم مرتكبي الجرائم الإرهابية البشعة إلى العدالة والنابعة عن أسباب سياسية.


وعلينا أن لا نسمح بأن تؤدي أعمال الكراهية والعنف إلى المزيد من المآسي الشخصية ودفن عملية السلام". وأكد ملادينوف على ضرورة التوصل إلى حل فوري وإنهاء الاحتلال. وزار ملادينوف عائلة دوابشة في المستشفى ومن المفترض أن يزور قريتهم بالقرب من مدينة نابلس يوم غد.


وطالب عباس المجتمع الدولي والأمم المتحدة والإدارة الأميركية المنحازة لإسرائيل، على حد قوله، "بتسمية هذه المنظمات الإرهابية، لأنه لا فرق بين ما يسمونها إرهابية في العالم العربي والإسلامي، وهذه التي ربما هي أكثر سوءاً"، لافتاً إلى أن "هناك العديد من التنظيمات الإرهابية في إسرائيل".

وقال: "منذ عام 2004 ارتكب المستوطنون 11 ألف جريمة، وكلها من قبل المستوطنين، وكلها تسجل إما ضد مجهول أو إذا لزم الأمر وألقي القبض على أحدهم لا يمكث في التحقيق سوى ساعات، ثم يخرج ليقوم بهذه الأعمال القذرة الوحشية".

وتابع عباس: "اليوم أيضاً، لفت نظرنا تصريح وزيرة العدل الإسرائيلية، الذي من المفترض بها التمتع بشيء من العدالة، تقول إن الأطفال الفلسطينيين ما هم إلا ثعابين صغيرة، تقتله حتى لا يكبر، وترى أن الحل الأمثل للفلسطينيين الصغار قتلهم كي لا يصبحوا كباراً".

وجدد عباس طلبه من الأمم المتحدة بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، وقال: "أكثر من مرة طلبنا حماية دولية ولكن لم نتلقّ إجابة، ومستمرون في طلبنا للحماية الدولية".

ولفت إلى اجتماع لجنة المتابعة العربية في الخامس من الشهر المقبل، معتبراً "هذا الاجتماع فرصة للحديث مع الأشقاء للحديث عن كل هذه القضايا".

اقرأ أيضاً: حرق الرضيع دوابشة يلقي بظلاله على تعيين الوزراء الجدد

دلالات