"ميديابارت": سقوط "رافال" بمصر أثناء زيارة ماكرون أحرج قمته مع السيسي

07 فبراير 2019
رفضت شركات ساهمت في صنع الـ"رافال" التعليق(Getty)
+ الخط -

تحت عنوان "السقوط السرّي لطائرة رافال في مصر يحرج باريس والقاهرة"، كشف موقع "ميديابارت" الإخباري الفرنسي، اليوم الخميس، عن سقوط طائرة "رافال" في مصر أثناء زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهذا البلد، نهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي، ما جعل الأجواء متشنجة ومعقدة بين الطرفين المصري والفرنسي خلال تلك الزيارة، مع فشل باريس في التوقيع على صفقات مهمة.

وأضاف الموقع أن الطَرَفين المصري والفرنسي لزما الصمت بعد الحادثة، خصوصاً أنهما كانا في طور مفاوضات لشراء 12 طائرة من النوع ذاته.

ولفت الموقع، في السياق، إلى أن زيارة ماكرون لمصر كانت معقدة، إذ لم يتم التوقيع كما كان منتظراً على صفقات تصل إلى مليار يورو، والتي تمّ تحويل أغلبيتها إلى بروتوكول اتفاق فقط.

ويبدو أن تصريحات الرئيس الفرنسي عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر جعلت الأجواء في القاهرة "قاسية"، بحسب الموقع، ثم أضيف إليها خبر سقوط طائرة "رافال" السيئ.


ويتعلق الأمر بطائرة "رافال" EM0269352، تسلمتها مصر في الرابع من أبريل/نيسان 2017، وسقطت على بعد مائة كيلومتر من القاهرة، وتحديداً على القاعدة العسكرية "جبل الباسور الجوية"، تحت أنظار مجموعة من المكونين والخبراء من شركة "داسو" للطيران.

وكان على متن الطائرة الرائد مهتدي الشاذلي (32 عاماً)، وهو طيار معروف باسم "كوبرا"، من أوائل من تمّ تدريبهم في فرنسا على قيادة هذه الطائرات، والذي قتل إثر سقوطها. الشاذلي من قرية الأطارشة، وكان أباً لطفلين، وتمّ دفنه في اليوم ذاته من مقتله بحضور والي المنوفية. تمّ تقديم الشاذلي في شبكات التواصل الاجتماعي باعتباره "شهيداً"، وأنه أغار على تنظيم "داعش" في درنة بليبيا في مايو/أيار 2017.

وكتب "ميديابارت" أن ماكرون حرص أثناء حديثه إلى الجمهور، خلال الزيارة، ألا تظهر عليه أي علامات تشير إلى هذا الحادث، رغم أن متابعين اكتشفوا أن حديث الرئيس الفرنسي لم يُعدَّ بشكل جيد، ووصل ذلك إلى حدّ وصف أحد المدعوّين الأجواءَ بأنها "كما لو أن صاروخ سكود سقط على رأسه".

ورفضت شركة "داسو" الإجابة على أسئلة الموقع الإخباري الفرنسي، كما أن وزارة الجيوش الفرنسية رفضت تأكيد أو نفي الخبر، تاركة للمصريين التعبير عما حدث، وهو الموقف ذاته الذي اتخذه الإليزيه، ووزارة الخارجية الفرنسية، وسفارة فرنسا في القاهرة. ومن الجانب المصري، أكد المتحدث العسكري للقوات المصرية، تامر الرفاعي، أنه "لا يتوفر على معلومات".

وقال موقع "ميديابارت" إنه تمكن من التواصل مع مقربين من الطيار الراحل، الذين أكدوا مصرعه.

وكتب الموقع أنه في الليلة التي تلت المأساة، انتشرت الإشاعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وكان ثمة موقفان، موقف مصدره الصناعيون والعسكريون الفرنسيون يؤكد سقوط طائرة "رافال"، وموقف يكذبه، ويرتكز على عدد من أفراد القوات المسلحة المصرية، التي تحدثت عن سقوط طائرة من نوع "كراكوروم" (K-8E). والطريف أن هذه الرواية استغلها بعض المصريين لاتهام الروس بالتشويش على زيارة ماكرون لمصر، وهو ما كذبه الروس، كما أن الصينيين، صانعي الطائرة، لم يردوا على تساؤلات الموقع.

ولفت الموقع إلى أن "تاليس" و"سفران" و"إم بي دي إي"، وهي شركات ساهمت في صنع الـ"رافال"، رفضت إجراء لقاء معه. كما أن السلطات المصرية والقوات المسلحة المصرية، رفضت الرد على تساؤلاته، معللة بأن كل الأخبار في ما يخص هذا الموضوع "ستنشر، مباشرة، على صفحة فيسبوك التابعة لوزارة الدفاع".

ويحوم قانون صمتٍ مطبق حول الموضوع منذ عشرة أيام، لكن موقع "ميديابارت" أكد أنه يستطيع، بفضل مصادر عدة، تأكيدَ سقوط طائرة "رافال"، وأن الحادث وقع أثناء زيارة ماكرون لمصر، وأن الطيار قضى، وأن الأمر "يتعلق بقضية حساسة جداً".

ونقل الموقع عن دبلوماسي غربي تأكيده أن ماكرون كان على علم بكل ما جرى.

كما نقل الموقع سخرية دبلوماسي غربي من تعويض "رافال" بطائرة "كراكوروم"، مؤكداً أن كل الطائرات المصرية من نوع "كراكوروم" صبغت بلون العلم المصري، بينما لم تصبغ طائرات "رافال" حتى تختفي في حال حدوث مشاكل، ولا أحد يريد العثور على طائرة "رافال" في حال سقوطها.

وتساءل الموقع الإخباري عن سر إخفاء المصريين لهذا الحادث؟ ليجيب مستشهداً بتفسير فيليب فوليو، وهو نائب برلماني ورئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المصرية، حول "ثقافة السر"، علماً أن وزارة الدفاع المصرية، عادة، ما تنشر، على التلفزيون، وصلات إشهارية شبه هوليودية لتمجيد القوات المسلحة.

كما أن إرادة الصمت لها تفسير اقتصادي، فثمن طائرة "رافال" واحدة يصل إلى 100 مليون يورو، خارج نظام الأسلحة. ومصر، رغم أزمتها الاقتصادية، أنفقت ما بين العامين 2015 و2017، أكثر من 5,5 مليارات دولار، من أجل تجديد أساطيلها العسكرية.

وجاء هذا الحادث في وقت تتفاوض فيه مصر وفرنسا من أجل شراء 12 طائرة "رافال" إضافية. ونقل الموقع عن مصادر فرنسية مقربة من الملف اعترافها بأن المصريين "زبائن جيدون، ولا أتصور أننا سنتخلص منهم، الدبلوماسية هي التي تتدخل، ونحن، كعسكريين، يتجاوزنا الأمر".

هل يتعلق الأمر بخطأ بشري، أو مشكل تقني؟ بحسب مصادر "ميديابارت"، فإن توقيت الحادث "محض حظ عاثر"، فالطلعة كانت مبرمجة منذ فترة طويلة. ولا يمكن معرفة الكثير من التفاصيل إلا بتحليل العلبة السوداء، وهو ما لا يمكن تنفيذه في مصر، إلا إذا تطلب الأمر سفر خبراء فرنسيين إلى مصر.

واختلفت الروايات حول مقتل الطيار المصري. وفي هذا الإطار، استعرض "ميديابارت" روايتين: البعض أشار إلى أن الطيار ألقى بنفسه من الطائرة، ولكن المظلة لم تنفتح، فيما أكد آخرون بأنه لم يكن بوضعية تسمح له بالاندفاع خارج الطائرة، متحدثين عن إمكانية فقدانه لوعيه.

وأخيراً، تساءل الموقع إذا كان الحادث يؤثر على مفاوضات الطرفين لشراء طائرات إضافية، معتبراً أن الأمر سيدخل في الحسبان بالضرورة، ويجب تحديد مسؤولية الصانع، وأيضاً سياق وظروف الوقائع، بشكل "كرونولوجي".

وذكّر الموقع بحوادث مشابهة عرفتها هذه الطائرة الفرنسية منذ دخولها في الخدمة سنة 2002، وهي خمس حالات، اثنتان منها كانتا قاتلتين. إذ سقطت طائرة "رافال" في ديسمبر/كانون الأول 2007، وقتل الربان. وفي سبتمبر/أيلول 2009، اصطدمت طائرتان من هذا الطراز، حين كانتا تستعدان للعودة إلى حاملة الطائرات "شارل دوغول"، وقتل خلالها أحد الطيارين.           


 

 

المساهمون