القاهرة ثالث محطات جولة الوفد اليمني الجنوبي الانفصالي بعد الرياض وأبو ظبي

28 مايو 2017
إعلان "المجلس الجنوبي" مثّل ضربة للحكومة الشرعية(نبيل حسان/فرانس برس)
+ الخط -
يواصل محافظ عدن السابق، جنوبي اليمن، عيدروس الزبيدي، والذي يترأس ما سُمي "المجلس الانتقالي الجنوبي"، جولته الخارجية، منذ اليوم الثاني لتأسيس المجلس في 11 مايو/ أيار الحالي، في وقتٍ يكتنف فيه الغموض تفاصيل اللقاءات التي يجريها القيادي الجنوبي، والذي أعلن أنه يؤسس دولة (منفصلة) جنوباً في اليمن، بناءً على الحدود الشطرية السائدة قبل إعادة توحيد البلاد عام 1990.

وأكدت مصادر قريبة من "المجلس الانتقالي" في عدن لـ"العربي الجديد"، أن رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي، موجود في العاصمة المصرية القاهرة، والتي انتقل إليها منذ أيام، في زيارة غير معلنة، من المقرر أن يلتقي خلالها مسؤولين مصريين لإجراء مباحثات يطغى عليها الجانب السري، لكنها تأتي عموماً في سياق التطورات الأخيرة التي شهدتها عدن ومحافظات جنوبي وشرقي اليمن، منذ 27 إبريل/ نيسان الماضي.
وتُعدّ زيارة الزبيدي إلى القاهرة ثالث محطة بعد أن بدأ جولته الخارجية من العاصمة السعودية الرياض التي استمر فيها لأسبوع، ثم انتقل إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، وتوصف الأخيرة بأنها المحرك الأول للأحداث والتطورات الأخيرة في جنوب اليمن، ومنها انتقل الزبيدي إلى القاهرة.
وفيما كانت زيارتا الزبيدي إلى جانب نائبه في المجلس الانتقالي، القيادي السلفي، هاني بن بريك، إلى كل من الرياض وأبوظبي، مُعلنتين من قِبل "المجلس الانتقالي" على الأقل، إلا أن زيارة القاهرة جاءت لافتة بعدم إعلانها رسمياً من الزبيدي، من جهة، وبغياب رفيقه هاني بن بريك من جهة أخرى. وتحدثت مصادر أن الأخير قام بزيارة غير معلنة إلى الكويت، ولم يتسن لـ"العربي الجديد" الحصول على نفي أو تأكيد لذلك.
وكانت جولة الزبيدي وبن بريك قد بدأت في الـ12 من الشهر الحالي، عقب يوم واحد من إعلان أسماء أعضاء المجلس المؤلف من 26 عضواً، بينهم خمسة محافظين لمحافظات جنوبية، من بين ثماني محافظات وهي حضرموت (كبرى المحافظات اليمنية شرقاً)، وشبوة وسقطرى ولحج والضالع.


ومنذ مغادرته عدن قبل أسابيع، خلق وجود الزبيدي خارج البلاد، حالة من الغموض حول مصير المجلس الذي دخل على خط التحوّلات المحورية المهمة على صعيد ما يشهده البلد منذ سنوات، إذ ينظر بعض اليمنيين إلى الجولة الخارجية لـ"القيادة الجنوبية"، بوصفها احتواءً للأزمة التي مثّلت ضربة قوية للحكومة الشرعية. وفي المقابل، يشدد أنصار "المجلس الجنوبي"، على أن الجولة الخارجية تأتي في إطار التنسيق والدعم الإقليمي للمجلس الذي أعلن هدفه إقامة دولة جنوبية مستقلة عن الشمال.

وفي أحدث التصريحات والبيانات، أفصح الزبيدي يوم الجمعة الماضي، في بيان له بمناسبة بدء شهر رمضان، عن نقاط مهمة، يمكن أن تمثّل مؤشراً عن طبيعية اللقاءات الخارجية التي يجريها، إذ أكد لمن وصفه "شعب الجنوب العظيم"، أن "هيئة رئاسة المجلس الانتقالي مستمرة في بذل جهود جبارة داخلياً وخارجياً في سبيل إيصال قضيته المشروعة إلى مراكز صنع القرار الإقليمية والعربية والدولية".
وأضاف الزبيدي أن الجهود التي تحدث عنها "حققت حتى اللحظة نتائج غير مسبوقة، بالتوازي مع استمرار جهودها في مسار العمل التنظيمي للمجلس واستكمال بناء هيئاته". وفي إشارة إلى خطوات مقبلة قد تحرك الجمود جنوباً في الأيام والأسابيع المقبلة، قال الزبيدي إن شهر رمضان سوف يشهد "خطوات إجرائية ملموسة بإذن الله".
وكان "المجلس الانتقالي الجنوبي"، منذ إعلانه، قد انتهج سياسة لافتة، تتمثل أولاً، بالحديث عن أن مطلب "إقامة دولة جنوبية" أمر لا رجعة عنه، وعلى ذات السياق، التأكيد على التعاون والإشادة بدول التحالف العربي، بقيادة السعودية والإمارات، والقول إن المجلس الجنوبي وعلى الرغم من أهدافه المعلنة بالانفصال، لا يستهدف شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بـ"أي حال من الأحوال". وبعد سلسلة التطورات المتسارعة، مطلع مايو/ أيار الحالي، دخل المجلس في جمود نسبي، تراجعت معه وتيرة التطورات، بسبب الجولة الخارجية لقيادته، والتي من المتوقع أن تكون الفترة المقبلة حاسمة حول نتائجها.