العراق: ضغوط إيرانية تُثير الخلافات داخل تحالف العبادي وتعرقل إعلان "الكتلة الكبرى"

19 اغسطس 2018
تسعى إيران إلى إحداث انشقاق داخل تحالف العبادي(دومينيكا زارزيكا/Getty)
+ الخط -

أبلغ مسؤولٌ عراقي رفيع في بغداد، اليوم الأحد، "العربي الجديد"، أن خلافاتٍ حادة نشبت داخل "تحالف النصر" الذي يقوده رئيس الوزراء حيدر العبادي، تسببت بها ضغوط إيرانية على بعض الأطراف فيه لعرقلة إعلان الكتلة الكبرى التي يحق لها تشكيل الحكومة، مؤكداً أن هناك جهوداً للإعلان عن "تحالف" مساء اليوم، يتألف من كتل "سائرون" و"الحكمة" و"النصر" و"الوطنية" بشكل رئيسي، وذلك في حال نجحت زعامات الكتل في تخطي الضغوط الإيرانية. 

وتتواصل لليوم الثالث على التوالي مفاوضات الكتل السياسية العراقية، بمشاركة وفدين إيراني وأميركي. ويقود الوفد الإيراني زعيم "فيلق القدس" قاسم سليماني، والثاني بريت ماكغورك، المبعوث الأميركي إلى العراق.

وقال وزير عراقي مقرب من العبادي إن توافقاً كبيراً جرى بين كتل "الحكمة" و"سائرون" و"النصر" و"الوطنية" لإعلان تحالف كبير مع كتل وأحزاب سنية أخرى، مضيفاً أنه "من المرتقب أن ينضم اليه الحزبان الكرديان، ليكون له أكثر من 165 مقعداً برلمانياً من أصل 229 مقعداً، ليذهب العدد الباقي لصالح معسكر نوري المالكي وهادي العامري.

ولفت المصدر إلى وجود خلافات حادة طرأت خلال الساعات الماضية داخل تحالف "النصر"، في محاولة لتفتيته وسحب أكبر عدد ممكن من أعضائه، لافتاً إلى أن كتلتي "عطاء" بزعامة فالح الفياض و"حزب الفضيلة" بزعامة عبد الحسين الموسوي، تتعرضان لضغوط من قاسم سليماني لتنشق عن "تحالف النصر"، والتوجه إلى المعسكر الثاني الذي ترعاه إيران.

وأكد الوزير العراقي أن ضغوطاً كبيرة تتعرض لها كتل وأحزاب مختلفة من قبل الفريق الإيراني، الذي فرض نفسه داخل المفاوضات الجارية أيضاً بين الكتل السنية، من خلال ورقة سحب مليشيات "الحشد" من مدن شمال وغرب العراق وملف آلاف المختطفين على يد المليشيات وإعادة نازحي المدن المحررة في بابل وجنوب بغداد وشمال تكريت وشرق بعقوبة.

ووصف المصدر الصورة في بغداد الآن، تحديداً في المنطقة الخضراء، بأنها تسودها الفوضى، متحدثاً عن مواقف "تغيّرت وتبدلت أكثر من مرة خلال اليوم".

وفي السياق، وصل زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر إلى بغداد قادماً من النجف، بالتزامن مع اجتماعات لقيادات شيعية مقربة من طهران مع مجتبى خامنئي، نجل المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي دخل على خط التفاوض إلى جانب سليماني، ما يعكس طبيعة الصراع السياسي في العراق الدائر حالياً، إلى جانب الحراك الأميركي الواسع والأول من نوعه في ملف تشكيل الحكومة.



وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من إعلان قيادات في "تحالف النصر"، بينهم فالح الفياض، عدم الالتزام بدخول "ائتلاف النصر" في تحالف محدود مع بعض الكتل.

وقال الفياض وعدد من القيادات في بيان مشترك، نقلته وسائل إعلام عراقية، إنه "إيماناً منا بضرورة أن تكون الكتلة ممثلة لكل القوى السياسية الوطنية، وتأكيداً على حرصنا لأوسع تمثيل للكتل المعنية باختيار المرشح لرئاسة الوزراء، مع عدم استبعاد أي طرف معني بذلك، نعلن عدم التزامنا بما يتردد من دخول ائتلاف النصر في تحالف محدود مع بعض الكتل السياسية المحترمة، الذي يتناقض مع ما أكدناه سابقاً".

في السياق، كشف "تيار الحكمة" بزعامة عمار الحكيم، عن إعلان تشكيل الكتلة الكبرى مساء اليوم.

وقال المتحدث الرسمي باسم التيار نوفل أبو رغيف، في بيان، إن "جميع المكونات العراقية ستكون حاضرةً في لقاء القوى والائتلافات الوطنية لإعلان نواة التحالف التي تنتهي إلى تشكيل الكتلة الكبرى مساء اليوم"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.