أوبراين: النظام السوري يعرقل إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة

26 يناير 2017
وقف إطلاق النار لا يزال صامداً(موقع الأمم المتحدة)
+ الخط -

قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، اليوم الخميس، إن النظام السوري يضع العراقيل، أحياناً، أمام إدخال المساعدات للمناطق المحاصرة، مبيناً أن "وقف إطلاق النار في سورية، لا يزال صامداً رغم الخروقات".

 

وجاءت أقوال أوبراين خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي في نيويورك، لنقاش الوضع الإنساني في سورية. 

وقدم كذلك، نائب المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، أمير عبد الله، المدير التنفيذي لبرامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، وبيتر سلامة، إحاطتهما أمام مجلس الأمن حول الأوضاع الإنسانية في سورية.

وقال أوبراين إن "سورية شهدت في العام 2016 تدميرا على نحو لا يمكن استيعابه".



وأضاف:" شهدنا صورا للتجويع والقنابل التي تسقط على المدراس والمستشفيات وعلى أماكن تجمع النازحين"، وتحدث عن التدمير في شرق حلب ودرعا وحصار المدن وفوعا.

وقال إنه، وعلى الرغم من الصعوبات، إلا أن هناك بوادر أمل قد ظهرت بما فيها وقف إطلاق النار، حتى لو شهد خروقات، وتحدث عن أن وقف إطلاق النار في 30 من كانون الأول/ ديسمبر، أعطى الأمل للكثيرين على الرغم من الخروقات.

وأكد أوبراين أن الأمم المتحدة سوف تستضيف مؤتمرا بشأن سورية بداية أبريل/ نيسان، من أجل تقديم الدعم للسوريين.

ورحب وكيل الشؤون الإنسانية بمباحثات الإستانة، مؤكدا على أن" الاتفاق من قبل روسيا وتركيا وإيران، للتوصل إلى آلية ثلاثية الأطراف لرصد الامتثال الكامل لوقف إطلاق النار هو خطوة  إيجابية ومهمة"، وأكد أن "دي ميستورا سيقدم إحاطة حول مباحثات أستانة في نهاية الشهر أمام مجلس الأمن".

وعبر عن قلقه إزاء الوضع في دير الزور،"حيث هناك أكثر من 90 ألف شخص محاصر تحت سيطرة تنظيم  الدولة الإسلامية (داعش)"، وتحدث عن خفض عدد المناطق المحاصرة كما عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت الحصار، إلا أنه  ما زال هناك أكثر من 600 ألف شخص يعيشون تحت الحصار. 

وعن جهود الأمم المتحدة في توصيل المساعدات الإنسانية إلى سورية، قال أوبراين إن "النظام السوري يضع العراقيل أحياناً على إدخال المساعدات إلى مناطق محاصرة"، مضيفاً "أن كل أطراف الصراع تعيق جهود إدخال المساعدات الإنسانية في سورية".

وفي هذا السياق، بيّن أوبراين أن "المساعدات الدولية وصلت إلى بعض المناطق في سورية، لكن ذلك كان بصعوبة كبيرة"، ودعا إلى الضغط على "السلطات السورية للموافقة على إدخال المساعدات للمحاصرين".


كما أفاد بأن "الحكومة السورية والإدارات المحلية تعيق مرور قوافل الإغاثة، فالبيروقراطية التي ينتهجها النظام السوري والعراقيل في نقاط التفتيش تؤخر وصول المساعدات"، مبيّناً أن "أطراف الصراع في سورية تستخدم الحصار كسلاح حرب".

وفي ما يتعلق بمحافظة حلب، التي شهدت حملة عسكرية واسعة للنظام السوري وروسيا، سقط في إثرها مئات المدنيين قتلى وجرحى، وتهدمت معظم البنى التحتية، أضاف أوبراين "نحن بحاجة للتمويل لإعادة الإعمار والخدمات في مدينة حلب، وعدد من السكان يعيشون في منازل مهدمة".


في المقابل، قال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، أمير محمود عبد الله، إن "الوضع في سورية، على الرغم من بعض بوادر التفاؤل، صعب للغاية، بعد مرور ستة أعوام على الأزمة والحرب، حيث يعاني سبع ملايين شخص من انعدام الأمن الغذائي، كما يحتاج تسعة ملايين شخص داخل سورية للمساعدة بسبل المعيشة والزراعة، وأربعة من أصل خمسة يعيشون في فقر، والإنتاج الغذائي بلغ أرقاماً قياسية منخفضة مع انعدام الأمن الغذائي".

 
وأشار إلى نقص في الوقود ونظم الري، كما "وصل محصول القمح لمعدلات منخفضة وصلت إلى أقل من خمسين بالمائة، مما كانت عليها قبل نشوب النزاع"، وتحدث عن ارتفاع في أسعار الغذاء، وصل بعضه إلى أكثر من أربعين بالمائة في المناطق المحاصرة، والتي يصعب الوصول إليها.


من جهته، تحدث بيتر سلامة عن آثار ستة أعوام من النزاع على الصحة الجسدية والنفسية للسوريين، لافتاً إلى "مقتل أكثر من نصف مليون سوري خلال السنوات الست الماضية ناهيك عن تعرض 1.5 مليون شخص للإصابات والجروح".

 

وقال إن الحرب في سورية قضت على نظام صحي، كان قويا في السابق، "حيث أقفلت عدد من العيادات أبوابها أو تعمل بشكل جزئي، كما اضطر أكثر من ثلثي العاملين في المجال الصحي إلى ترك البلد".

 

وزاد سلامة أنه "يقدر حاليا أن طفلاً من أصل طفلين لا يحصل على حماية من أمراض مختلفة، ناهيك عن مشاكل جسيمة في الصحة النفسية، كما أن أكثر من 300 ألف امرأة عاجزة عن الوصول إلى العلاج والحمل الآمن"، وتحدث عن أن منظمة الصحة العالمية واجهت تحديات لتقديم خدمات في هذا السياق المعقد.

وأضاف أنه "على الرغم من تلك التعقيدات إلا أن منظمة الصحة العالمية تمكنت، عام 2016، من تلقيح أكثر من 2.5 مليون طفل". وأكد أن وقف إطلاق النار، مؤخرا، لم يترجم بحيث يمكن الوصول إلى أغلب المناطق التي يصعب الوصول إليها أو المناطق المحاصرة.