وأفاد بيان وزارة الدفاع بأن "عدد ضحايا حادث تحطم طائرة نقل عسكرية صباح اليوم بلغ 257 مسافراً وعشرة أفراد من طاقم الطائرة، فيما يُعد أغلب الشهداء من الأفراد العسكريين إضافة إلى بعض عائلاتهم".
وتحطمت الطائرة العسكرية داخل حقل زراعي خال من السكان، مباشرة بعد إقلاعها، حيث كان من المقرر أن تقوم برحلة مبرمجة من مطار بوفاريك العسكري إلى منطقة تندوف ثم محافظة بشار جنوب الجزائر.
وأكد شهود عيان، كانوا يعبرون الطريق السريع قرب المطار، أن الطائرة شب فيها حريق مباشرة بعد إقلاعها من المطار قبل أن تسقط، وشوهد حينذاك دخان كثيف، كما سمع دوي سقوط الطائرة في المنطقة حيث هرعت سيارات الدفاع المدني.
وذكر أحمد تلي، الذي كان قرب المطار وقت الحادث لـ"العربي الجديد"، أنه لاحظ طائرة كانت تحاول العودة إلى المطار، قائلاً: "أعتقد أن قائد الطائرة ربما لاحظ وجود الخلل الفني وبداية اشتعال النار وحاول العودة بها إلى المطار لكنه أخفق".
وأغلقت كل المحاور والطرق المؤدية إلى مكان الحادث لتسهيل عملية نقل الجثث، حيث تم إرسال 50 سيارة إسعاف وأكثر من 300 عون من هيئة الدفاع المدني.
ويخصص مطار بوفاريك العسكري للرحلات العسكرية ونقل الجنود والضباط إلى المناطق والقواعد العسكرية، إضافة إلى عائلاتهم وبعض الرحلات الخاصة كعمليات نقل المؤونة والإغاثة.
وتقل الطائرة، وهي من طراز إليوشين المخصصة للنقل العسكري، أكثر من 300 راكب، بحسب وسائل إعلام محلية، بينهم عشرات من "البوليساريو"، وكانت متوجهة إلى مطار عسكري غرب الجزائر.
حداد
من جانبها، أعلنت الرئاسة الجزائرية عن قرار الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إعلان حداد وطني لمدة ثلاثة أيام.
وأفاد بيان للرئاسة الجزائرية: "على أثر حادث تحطم طائرة إليوشين التابعة للقوات الجوية اليوم والذي خلف 257 ضحية، قرر الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة حداداً وطنياً لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من نهار اليوم".
وأضاف البيان أن الرئيس بوتفليقة، أمر بإقامة صلاة الغائب، بعد غد، الجمعة، على أرواح الضحايا.
وفي وقت سابق، بعث الرئيس بوتفليقة برقية تعزية إلى عائلات ضحايا حادث تحطم الطائرة العسكرية، دعاهم فيها إلى التحلي بالصبر.
وجاء في برقية التعزية: "فجعت الجزائر والمؤسسة العسكرية في هذا اليوم بسقوط إحدى طائراتها، مخلفة عدداً كبيراً من شهداء الواجب الوطني، وأهيب بكل أسر الضحايا أن تتمسك بحبل الصبر وتوقن بأنني سأظل إلى جانبها في كل ما من شأنه أن يخفف عنها ما تعاني من أحزان وما ينتابها من آلام".
من جهة أخرى، قطع نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح زيارته التفقدية إلى المنطقة العسكرية الثانية وانتقل إلى مكان الحادث للوقوف على حجم الخسائر، آمراً بتشكيل لجنة تحقيق فوري للوقوف على ملابسات الحادث.
ومن اللافت تكرر حوادث تحطم الطائرات العسكرية في الجزائر خلال الفترة الماضية، إذ تعرضت طائرة عسكرية في منطقة أدرار، جنوب الجزائر، لعطل فني.
Twitter Post
|
وفي 22 مايو/ أيار الماضي، تحطمت طائرة عسكرية في منطقة أحمر العين، القريبة من منطقة سقوط الطائرة اليوم، وخلفت ثلاثة قتلى من طاقم الطائرة، تفحمت جثثهم بسبب اصطدامها بكوابل كهربائية للضغط العالي.
وفي مارس/ آذار من العام الماضي، وقع حادث مشابه، عندما أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية مقتل 12 عسكرياً في حادث تحطم مروحية عسكرية في منطقة رقان بولاية أدرار نفسها، جنوب الجزائر.