وقال آلن، في رسالة إلكترونية بعثها للصحافة المعتمدة في الأمم المتحدة ووصلت إلى مكتب "العربي الجديد" في نيويورك نسخة منها، إن مخاوف بلاده نابعة من قرار الصين يوم الخميس بفرض قانون للأمن القومي على هونغ كونغ.
وأضاف: "إن التشريع يخاطر بتقليص الحريات التي تعهدت الصين بدعمها كمسألة تتعلق بالقانون الدولي. كما نشعر ببالغ القلق في حال نفذ القانون فإن ذلك سيؤدي إلى تفاقم الانقسامات العميقة القائمة داخل المجتمع في هونغ كونغ".
وبحسب السفير البريطاني، فإن "القرار يتعارض وبشكل مباشر مع التزامات الصين الدولية بموجب أحكام الإعلان المشترك الملزم قانونيا والمسجل في الأمم المتحدة بين المملكة المتحدة والصين. وبناء عليه فإنها مسألةٌ الاهتمام الدولي فيها مشروع".
ثم ناشد الصين بالتصرف "كطرف دولي مسؤول وأن تحترم وتفي بالتزاماتها ومسؤولياتها تجاه شعب هونغ كونغ بما ينص عليه الإعلان المشترك. ونأمل أن تتوقف الحكومة الصينية وتفكر في المخاوف المشروعة والجادة التي أثارها هذا القانون داخل هونغ كونغ ولدى المجتمع الدولي".
أما السفيرة الأميركية للأمم المتحدة، كيلي كرافت، فصرحت بعد انتهاء الاجتماع قائلة "لقد ذكرت للدول الأعضاء في مجلس الأمن أن عليهم مواجهة الحقيقة المخجلة أن الوعد الصيني كان خاوياً من البداية"، ثم وصفت القانون الأمني الصيني الذي تبناه البرلمان الصيني الخميس بأنه، "مع تدخلات أخرى قامت بها الصين في السنة الأخيرة، يدمر استقلال هونغ كونغ إلى حد كبير". وجاءت تصريحات كرافت في رسالة إلكترونية وصلت إلى مكتب "العربي الجديد" في نيويورك نسخة منها.
ثم أردفت السفيرة الأميركية أنها طرحت سؤالا على الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي خلال الجلسة وهو "هل سنتخذ موقفا مشرفا للدفاع عن حقوق الإنسان وأسلوب الحياة الكريم الذي يتمتع به الملايين من مواطني هونغ كونغ ويستحقون مثل جميع الأشخاص المحبين للحرية؟ أم سنسمح للحزب الشيوعي الصيني بانتهاك القانون الدولي وفرض إرادته على شعب هونغ كونغ الذين يتطلع إلينا للحفاظ على أسلوب حياتهم وحرياتهم؟"، ثم قالت إن بلادها "حازمة، وتدعو جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الانضمام إليها في مطالبة الصين بعكس مسارها على الفور والوفاء بالتزاماتها القانونية الدولية تجاه هذه المؤسسة وشعب هونغ كونغ".
وجاء الرد الصيني، وحتى الروسي، بعد انتهاء الجلسة على منصة "تويتر"، التي أصبحت منصة تستخدم لتسجيل المواقف والردود بشكل أكبر من السابق، حيث كانوا يدلون بتصريحاتهم عادة إما في أروقة الأمم المتحدة أو من أمام مجلس الأمن الدولي. لكن هذه الإمكانية غير متاحة حاليا لأن الاجتماعات، حتى نهاية شهر يونيو/حزيران على الأقل، ما زالت تعقد عن بعد بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد وخطورة الوضع في نيويورك.
وجاء في الرد الصيني على حساب السفارة الصينية للأمم المتحدة بعد انتهاء الجلسة: "فشلت محاولة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لنقاش قضية هونغ كونغ في مجلس الأمن. حيث لم تعقد جلسة مفتوحة أو رسمية ولا يوجد أي نتيجة نهائية".
والمقصود في هذا السياق أن المجلس لم يتبن أي بيان صحافي أو رئاسي، وكان هذا متوقعا لأن أي بيانات من هذا القبيل تحتاج لإجماع جميع الدول، كما أن الجلسة لم تعقد بصفة رسمية لأن عقدها يتطلب كذلك إجماعاً من جميع الدول الأعضاء في المجلس، على الأقل فيما يخص الاجتماعات بالتقنية الإلكترونية عن بعد، والتي يعمل بها حاليا، حيث يكفي اعتراض دولة واحدة للحيلولة دون إدراج الموضوع بشكل رسمي.
وكانت مصادر دبلوماسية مطلعة في مجلس الأمن قد أكدت لـ"العربي الجديد" في نيويورك أن هناك عددا من الدول لم تتحمس للمطلب الأميركي، وليس فقط روسيا والصين، وأنه لم يكن واضحا ما إذا كانت الولايات المتحدة ستحصل على تأييد تسع دول لإدراج الموضوع على جدول الأعمال بشكل رسمي تحت قواعد ظروف العمل العادية.
أما الدبلوماسي الروسي وممثل السفير الروسي للأمم المتحدة، ديميتري بوليانسكي، فعلق على تغريدة لزوجة الرئيس الأميركي ميلانيا ترامب تحدثت فيها عن ضرورة أن تكون الاحتجاجات على مقتل الأميركي من أصول أفريقية على يد شرطي أبيض سلمية، قائلاً "إننا نتفهم مطلبك ونشاركك إياه، أيها السيدة الأولى، ولكن ماذا عن دول أخرى؟ وتحديدا هونغ كونغ؟ لماذا تشجع الولايات المتحدة الاحتجاجات العنيفة هناك وتنتقد خطوات تتخذها السلطات الصينية وسلطات هونغ كونغ لوقفها؟ أين هو الاتساق؟".
ثم ألحقها بتغريدات إضافية مباشرة حول اجتماع مجلس الأمن، قائلا "لقد أثارت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قضية هونغ كونغ في مجلس الأمن من خلال جلسة غير رسمية. هذا التصرف الغريب (بطلب عقد جلسة حول هونغ كونغ) لم يكن مدعوما من قبل أغلبية واضحة داخل مجلس الأمن".
ثم أضاف "إن الأمور الخلافية والمتحيزة والتي لا علاقة لها بالأمن والسلم الدوليين يجب ألا يبت المجلس بها". ثم قال إن الولايات المتحدة "لم تجب خلال الجلسة على أسئلة مشروعة فكيف تنادي بتهدئة الوضع فيما يتعلق بمظاهرات مدينة مينيابوليس (ضد مقتل جورج فلويد) في حين تحرض المتظاهرين في هونغ كونغ؟ لماذا ترفض الولايات المتحدة حق الصين بإعادة السلم والنظام في هونغ كونغ في الوقت الذي تقوم فيه بقمع المتظاهرين في داخل الولايات المتحدة بوحشية؟".