الحوثيون يعلنون تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق الحديدة بإعادة الانتشار في الموانئ

11 مايو 2019
فرق الأمم المتحدة تراقب انسحاب الحوثيين (فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن اليوم السبت، تنفيذ المرحلة الأولى من "إعادة الانتشار" في موانئ مدينة الحديدة، بعد ساعات من إعلان رئيس فريق المراقبين الدوليين مايكل لوليسغارد، ترحيبه بمبادرة الجماعة بالتنفيذ الأحادي الجانب للانتشار.

ونقلت قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للجماعة، عن عضو فريق الحوثيين في لجنة التنسيق وإعادة الانتشار العميد محمد القادري قوله: "نفّذنا ما علينا من التزامات المرحلة الأولى لإعادة الانتشار". وأضاف أن "على الأمم المتحدة إلزام الطرف الآخر بتنفيذ التزاماته".

يأتي ذلك بعدما أكد رئيس ما يُعرف بـ"اللجنة الثورية العليا" محمد علي الحوثي، أن مقاتليه سيبدأون في الانسحاب في الساعة 10:00 (07:00 بتوقيت غرينتش) من الصليف ورأس عيسى.

وذكر القيادي البارز للحوثيين أن مقاتليه أجبروا على التصرف من جانب واحد بعد رفض الحكومة تنفيذ الاتفاق، وليؤكد أن سبب الإعاقة "دول العدوان".



وعلى ضوء ذلك، أعلنت الأمم المتحدة ترحيبها بالعرض المقدم من جماعة (الحوثيين)، بتحقيق انسحاب أحادي الجانب من موانئ الحديدة. فيما اعتبر الفريق الحكومي أن أي "انتشار أحادي"، من دون رقابة وتحقق مشترك يعتبر تحايلاً على تنفيذ الاتفاق.

وأوضح بيان منسوب إلى رئيس لجنة التنسيق وإعادة الانتشار (وهو فريق الرقابة الأممية في الحديدة) مايكل لوليسغارد، أنه يرحب بـ"العرض الذي قدمه أنصارُ الله (الحوثيون) وعزمِهم على القيام بإعادة الانتشار المبدئي الأُحادي الجانب من موانئ الحُديدة والصليف ورأس عيسى".

وأعلن لوليسغارد أن بعثة الأمم المتحدة ستتولى مراقبة عملية إعادة الانتشار الأحادي الجانب، الذي سيبدأ يوم السبت وينتهي الثلاثاء المقبل.

وتعدّ المرة الأولى، التي يعلن فيها فريق الأمم المتحدة ترحيبه بانسحاب أحادي الجانب من الحوثيين، منذ توقيع اتفاق استوكهولم في الـ13 من ديسمبر/ كانون الأول 2018.

وقال رئيس لجنة إعادة الانتشار لوليسغارد، إنه يلاحظ أن "هذه هي الخطوة العملية الأولى على أرض الواقع منذ إبرام اتفاق الحديدة"، لكنه مع ذلك "يُشدد على ضرورة أن تلي هذه الخطوة الإجراءات المُلتزمة والشفافة والمستمرة للأطراف للوفاء الكامل بالتزاماتهم". 

وتابع لوليسغارد أنه "علاوةً على ذلك، يتعين أن تسمح عملية إعادة الانتشار الأحادي الجانب هذه بإنشاء دورٍ رائدٍ للأمم المتحدة في دعمِ مؤسسة موانئ البحر الأحمر في إدارة الموانئ، وتعزيز مراقبة آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) وفقاً للاتفاقية".

واعتبر رئيس فريق المراقبين الدوليين، أن التنفيذ الكامل لاتفاقية الحُديدة يظل "عاملاً فعالاً لضمانِ وصول المساعدات الإنسانية بشكلٍ فعال إلى اليمن، حيث لا يزال الملايين بحاجة إلى المساعدة المُنقذة للحياة"، وتابع أنه "يجب على الأطراف اليمنية أن تواصل العمل بشكل عاجل لتحقيق هذا الهدف وجميع الالتزامات التي تم التعهد بها". 

وقدم لوليسغارد في فبراير/ شباط الماضي، خطة تقسم تنفيذ اتفاق الحديدة إلى مرحلتين؛ الأولى تشمل إعادة الانتشار في موانئ الحديدة من قبل الحوثيين، وتراجع القوات الحكومية من بعض المواقع في المدخل الشرقي للمدينة.

وفي أول رد فعلٍ من فريق الحكومة اليمنية في لجنة التنسيق وإعادة الانتشار في الحديدة، عن الخطوة التي أعلن الحوثيون عزمهم القيام بها أمس، قال اللواء صغير عزيز إن أي "انتشار أحادي"، من دون رقابة وتحقق مشترك يعتبر تحايلاً على تنفيذ الاتفاق.

وقال عزيز في تغريدة على حسابه: "نحن مستعدون لتنفيذ المرحلة الأولى من عملية إعادة الانتشار حسب ما تم الاتفاق عليه، وقد أبلغنا الفريق مايكل بأكثر من رسالة".

وأضاف المسؤول اليمني أن "أي انتشار أحادي بدون رقابة وتحقق مشترك، يعتبر تحايلاً على تنفيذ الاتفاق ومسرحية هزلية كسابقاتها، وسوف يعرّي الأمم المتحدة".

من جانبه، وصف وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، السبت، العرض الذي قدمته جماعة أنصار الله (الحوثيين)، ببدء "إعادة الانتشار" من جانب واحد في موانئ الحديدة غربي البلاد، بأنه "غير دقيق ومضلل"، بعد إعلان الأمم المتحدة ترحيبها بمبادرة الحوثيين.

وأوضح الإرياني، في تغريدات بحسابه على موقع تويتر، أن العرض "استنساخ لمسرحية تسليم المليشيا ميناء الحديدة لعناصرها"، إشارة إلى ما سبق أن أعلنه الحوثيون قبل شهور، من تسليم ميناء الحديدة لقوات تابعة لهم.

واعتبر الوزير اليمني أن أي "انتشار أحادي لا يتيح مبدأ الرقابة والتحقق المشترك من تنفيذ بنود اتفاق السويد" المبرم أواخر العام الماضي، يعدّ "مراوغة وتحايلاً ولا يمكن القبول به".


وقال: "نرحب بأي خطوة جادّة نحو تنفيذ اتفاق السويد بشأن إعادة الانتشار في موانئ ومحافظة الحديدة"، كما "نحذر من محاولات المليشيا تضليل المجتمع الدولي ومجلس الأمن قبل انعقاد جلسته القادمة، والحيلولة دون اتخاذ موقف حازم أمام استمرارها في عرقلة تنفيذ بنود اتفاق السويد وتقويض جهود الحل السلمي"، على حدّ وصفه. 


وأشار الإرياني إلى أن اتفاق الحديدة في المرحلة الأولى، يشمل خطوتين: الأولى من قبل الحوثيين بالانسحاب من موانئ الصليف ورأس عيسى، وتسليم خرائط الألغام للأمم المتحدة ونزع الألغام والمتفجرات وإزالة المظاهر المسلحة، وإجراء الرقابة والتحقق واستمرار الرقابة. فيما الخطوة الثانية تشمل انسحاب الحوثيين من الميناء الرئيسي في الحديدة، وانسحاب القوات الحكومية من مثلث "كيلو 8"، وتسليم الخرائط ونزع الألغام.

 

في المقابل، قال المتحدث الرسمي لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، محمد عبد السلام، السبت، إن الخطوة التي أقدمت عليها الجماعة بـ"إعادة الانتشار" من طرف واحد، تثبت من هو الطرف المعرقل، في إشارة إلى الجانب الحكومي.

وأوضح عبد السلام في تغريدات على حسابه بموقع "تويتر"، أن "تقديمنا خطوة من طرف واحد بعد أشهر من النقاش الطويل في لجنة إعادة الانتشار"، التي قال إن الطرف الآخر رفض فيها كل المقترحات التي يتم فيها التنفيذ بخطوات متزامنة من الجميع، يثبت "عملياً من هو الطرف المعرقل والذي لا يرغب في إحلال السلام ولا يريد التقدم في تنفيذ اتفاق استكهولم".

وأعلن متحدث الجماعة أنه "من جانب واحد وبإشراف أممي، تمت خطوة اليوم في الحديدة تنفيذاً لاتفاق استوكهولم الذي ينص على التنفيذ بخطوات متزامنة من كلا الطرفين".

واعتبر أن "أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن فرصة لإجبار الطرف الآخر على تنفيذ ما يلزمه دون مماطلة، وبدلاً من بيع الكلام فلتثبتوا ولو مرة واحدة مصداقيتكم على الأرض".

الجدير بالذكر، أن الحوثيين سبق أن أعلنوا منذ أشهر انسحاباً أحادي الجانب من ميناء الحديدة، إلا أن الفريق الحكومي اعتبر ذلك "مسرحية هزلية"، وهذه المرة الأولى التي تبدي فيها الأمم المتحدة ترحيباً بما أعلنته الجماعة.

المساهمون