انتخابات أميركا: أوضاع مقلقة للحزب الديمقراطي وبايدن

04 يوليو 2024
جو بايدن في البيت الأبيض، 1 يوليو 2024 (أندرو هارنيك/Getty)
+ الخط -

رفض البيت الأبيض، أمس الأربعاء، رفضاً قاطعاً، احتمال سحب الرئيس جو بايدن ترشّحه لولاية رئاسية ثانية، على الرغم من المخاوف التي أصبحت جدّية، بشأن قدراته الذهنية بعد الأداء الكارثي له خلال المناظرة الرئاسية الأولى بينه وبين منافسه الجمهوري دونالد ترامب، الأسبوع الماضي. ولكن على الرغم أيضاً من إبداء جميع حكّام الولايات الديمقراطيين، أخيراً، الدعم للرئيس الثمانيني في حملته، وهي مسألة هامة وأساسية في القاموس الانتخابي الأميركي، فإن الطريق إلى انتخابات أميركا الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، يبقى مفتوحاً على كلّ الاحتمالات، بانتظار موعد مؤتمر الحزب الديمقراطي في أغسطس/آب المقبل، ومن دون شكّ، قبل المناظرة الثانية بين بايدن وترامب في سبتمبر/أيلول المقبل، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة إيجاد "بديل" عن بايدن بالنسبة للحزب، يكون قادراً على إلحاق الهزيمة المؤكدة بالرئيس الجمهوري السابق.

انتخابات أميركا والمفاجآت المحتملة

وأبدى بايدن، الأربعاء، مجدداً، تمسّكه بالترشح للرئاسة مجدداً. وعبّرت عن ذلك المتحدثة باسمه كارين جان بيار، مشيرة إلى أن الرئيس "لا يفكر على الإطلاق" في الانسحاب من السباق، علماً أن بايدن أقرّ اليوم الخميس، خلال مقابلة إعلامية، بأنه "أخطأ" في المناظرة. كما نقلت عنه وكالة فرانس برس، قوله أمس، خلال مؤتمر عبر الهاتف يهدف إلى تحفيز فرق حملته: "سأظل في السباق حتى النهاية وسنفوز".

وتحاول السلطة التنفيذية الأميركية إخماد الحريق الذي أشعلته معلومات كشفتها "نيويورك تايمز" وشبكة "سي أن أن"، أمس، وتؤكد استناداً إلى أقوال مقربين من بايدن لم تكشف هوياتهم، أن الأخير يطرح تساؤلات حول ترشحه للرئاسة في انتخابات أميركا المقبلة. غير أن متحدثاً آخر باسم البيت الأبيض، وهو أندرو بيتس، ردّ على إكس، بأن "هذا غير صحيح تماماً".

أبدى حكّام الولايات الديمقراطيون تأييدهم ودعمهم لبايدن

وكان النائب الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي، راوول غريجالفا، دعا بايدن علناً أخيراً إلى "الخروج من السباق" الرئاسي، وذلك في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز التي كانت كتبت في افتتاحيتها إثر المناظرة التي أجريت مساء الخميس الماضي (بتوقيت واشنطن)، إن على بايدن الانسحاب "خدمةً للشعب". كما اعتبر ريد هاستينغز، وهو أحد مؤسسي منصة نتفليكس، في حديث للصحيفة نفسها، أن "على بايدن التنحي ليفسح المجال أمام زعيم ديمقراطي قوي لهزيمة ترامب في انتخابات أميركا والحفاظ على أمننا وازدهارنا".

لكن كل هذه الدعوات لم تجد حتى الآن تأييداً في صفوف كبار الشخصيات في الحزب، خصوصاً بين حكّام الولايات الديمقراطيين، وهم الشخصيات المؤثرة في الحياة السياسية الأميركية الذين جمعهم الرئيس الأربعاء في البيت الأبيض. وإثر الاجتماع، أكد حاكم ماريلاند، ويس مور، وحاكم مينيسوتا، تيم فالز، في حوار مع الصحافة، أن الحكّام الديمقراطيين "سيدعمون" الرئيس، وشدّد فالز على أن بايدن "قادر" على القيام بمهامه الرئاسية. أما حاكمة ميشيغن، غريتشن ويتمر، التي يتمّ تداول اسمها كبديلة محتملة للترشح للرئاسة إذا ما قرّر بايدن الانسحاب، فكتبت على منصة إكس: "جو بايدن مرشحنا. يخوض السباق ليفوز وأنا أدعمه".

لكن بعد أسبوع من المناظرة، لم ينجح بايدن في محو الانطباع السيئ للغاية الذي تركه خلالها. وأظهر استطلاعان للرأي نشرت نتائجهما صحيفتا نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال، أمس، تقدماً لترامب في نيّات التصويت، بنسبة 48% مقابل 42% لبايدن. ومرتاحاً لهذه النتائج والتطورات، أكد فريق حملة ترامب الانتخابي، أمس، أن الأخير "سيهزم أي مرشح ديمقراطي" في انتخابات أميركا بنوفمبر المقبل.

ومع تزايد التكهنات حول احتمال استبدال بايدن بنائبته كامالا هاريس التي تواصل دعمه، ذكرت وكالة رويترز اليوم الخميس، أن حملة ترامب وبعض حلفائه قد أطلقوا حملة استباقية ضد هاريس، لا سيما على وسائل التواصل الاجتماعي، في محاولة لتشويه صورتها، ما يشي بأنهم يضعون الأسس لهجوم كبير على نائبة الرئيس الديمقراطي، في حال قرّر بايدن إنهاء حملته.

ويشنّ الجمهوريون بشكل دائم حملة على هاريس، منذ تولت منصبها رسمياً في يناير/كانون الثاني 2021، لكن الهجمات هذا الأسبوع بلغت مرحلة غير مسبوقة، ومنسقة، كما وصفتها لجنة الكونغرس الجمهورية الوطنية، التي تشرف على انتخابات الحزب المرتبطة بمجلس النواب، بأنها الأداة التنفيذية الرئيسية لتمكين الرئيس في مهامه. أما حملة ترامب، "ماغا"، فقد وصفتها بـ"قيصر الاجتياح"، في إشارة إلى دورها التي تتهم به بتسهيل زيادة أعداد المهاجرين غير النظاميين الذين يدخلون الولايات المتحدة عبر الحدود البرّية مع المكسيك. وقالت كارولين ليفيت، وهي متحدثة باسم حملة ترامب، كما نقلت عنها رويترز، إن "هاريس غير كفوءة، وقد أثبتت أنها ضعيفة، وأسوأ نائبة للرئيس في التاريخ، وقد أيّدت بنسبة 100% بايدن، في كل سياساته الكارثية التي تبناها خلال السنوات الأربع الماضية".

تتعرض كامالا هاريس لهجوم منسق وعنيف من الجمهوريين

ويذكّر هذا الهجوم على كامالا هاريس، بتكتيك مشابه لحملة ترامب، استخدمه للهجوم على منافسه في تمهيديات الحزب الجمهوري هذا العام، لاختيار مرشحه للرئاسة، وهو حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس، الذي انسحب باكراً خلال التمهيديات من السباق، لا سيما بعدما وصفته حملة ترامب بالفاشل.

أوباما تتقدم على الجميع

وعلى الرغم من نسبة التأييد الشعبي الضعيفة لها، إلا أن استطلاعاً جديداً للرأي أجرته وكالة رويترز بالتعاون مع شركة إيبسوس، وجد أنه في حال مواجهة رئاسية بين ترامب وهاريس، فإن ترامب يتقدم على نائبة الرئيس بفارق نقطة واحدة (43 و42 في المائة). وبحسب إيبسوس كما نشرت على موقعها الثلاثاء، فإن زوجة الرئيس الأميركي الأسبق ميشال أوباما، وحدها القادرة على إلحاق الهزيمة بترامب حالياً، وفق استطلاعات الرأي. ووجد استطلاع الشركة، أن ميشال أوباما هي المفضلة لدى الناخبين المسجلين، وهي تتقدم على بايدن وترامب بـ10 نقاط في هذا الصدد.

أما في حال حصول مواجهة بين دونالد ترامب وميشال أوباما، فإن الأخيرة ستحصل على 50% من الأصوات، مقابل 39% لترامب. ووفق هذا الاستطلاع، فإن الرئيسين، الحالي والسابق، متعادلان (40%). أما إذا ما تنافس ترامب وحاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، فإن الأخير سيحصل على 39%، مقابل 42% للرئيس السابق. وبحسب الاستطلاع، فإن 42% من الناخبين المسجلين، قالوا إن لديهم صورة إيجابية عن ترامب، مقابل 38% قالوا إن لديهم ذات الصورة بالنسبة إلى بايدن.