المعارضة السودانية تدعو إلى "موكب التنحي"... وتعيينات جديدة للبشير

05 يناير 2019
المحتجّون سيتوجهون للقصر الرئاسي بالخرطوم لمطالبة البشير بالتنحي(العربي الجديد)
+ الخط -
سيطر الهدوء التام، يوم السبت، على مختلف المدن السودانية، وذلك عشية دعوة جديدة من المعارضة للمواطنين إلى التجمع، غداً الأحد، في موكب سمته "موكب التنحي"، خُطط له الانطلاق من وسط الخرطوم إلى القصر الرئاسي، لتسليم مذكرة تطالب الرئيس عمر البشير بالتنحي وتشكيل حكومة انتقالية.

وتُعد الدعوة الصادرة عن تجمع المهنيين السودانيين المعارض الثالثة من نوعها، وكانت آخرها يوم الإثنين الماضي. وبالرغم من التجمعات المتتالية إلا أن أيًا منها لم يستطع الوصول إلى القصر الرئاسي وتسليم المذكرة نتيجة تدخل قوات الشرطة والأمن لتفريق المتظاهرين.

وتقول الحكومة السودانية إن الهدف من الاحتجاجات هو "زعزعة الاستقرار والأمن والنهب والتخريب"، واستبقت دعوة الغد بحملة اعتقالات طاولت عددًا من الناشطين، بمن فيهم عضو سكرتارية تجمع المهنيين، محمد ناجي الأصم.

وأصدرت الأحزاب السياسية المعارضة بيانات تأييد ومشاركة في موكب التنحي، كما انتشر في وسائط التواصل الاجتماعي بيان منسوب للطريقة القادرية العركية بالسودان، إحدى الطرق الصوفية في البلاد، تدعو فيه كافة أبناء الشعب السوداني إلى المشاركة في موكب الخرطوم، وآخر معلن عنه في مدينة ود مدني، وسط السودان.

في المقابل، دعا البشير، مساء السبت، من يطالبونه بالتنحي عن السلطة، إلى الاستعداد لخوض انتخابات 2020 المقبلة للوصول إلى الحكم.

وأضاف البشير في مقابلة مع تلفزيون "المستقلة" (خاص مقره لندن): "نحن لدينا تفويض شعبي وأتينا إلى الحكم عبر انتخابات أشرفت عليها مفوضية معترف بها من كل القوى السياسية".

وأشار إلى أن "الدستور الموجود حاليًا متفق عليه من قبل جميع القوى السياسية".
ومنذ التاسع عشر من الشهر الجاري، تتواصل الاحتجاجات في المدن السودانية، والتي سقط فيها 17 شخصاً حسب الإحصاءات الحكومية و40 شخصاً حسب المعارضة.

وكان الرئيس عمر البشير قد أصدر اليوم قراراً بإعفاء وزير الصحة، محمد أبوزيد مصطفى من منصبه، وتعيين الخير النور بدلًا عنه.

ولم يوضح القرار أسباب الإقالة، إلا أن البعض ربطها ببيان تلاه الوزير المقال أمام البرلمان تحدث فيه بوضوح شديد عن شح الدواء، لا سيما الأدوية المنقذة للحياة.


وشملت قرارات البشير تعيين عصام الدين محمد عبد الله، أميناً عاماً لمجلس الوزراء، وضياء الدين محمد عبد القادر أميناً عاماً لدار الوثائق القومية، وعبد المنعم السني أحمد مشرفاً عاماً على الأمانة الوطنية لـ"الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا" (نيباد)، وحاتم حسن بخيت أميناً عاماً لمجلس الصداقة الشعبية العالمية، وأحمد عبد القادر محمد أميناً عاماً للمجلس القومي لتنسيق نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج.

كذلك شملت القرارات تعيين نائب والي الخرطوم السابق، محمد حاتم سليمان، مديراً عاماً للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

إلى ذلك، قررت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، في منشور لها اليوم، استئناف الدراسة بالولاية اعتباراً من الثلاثاء المقبل.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية، قرّر عدد من الولايات إغلاق المدارس "خوفاً على حياة التلاميذ واستغلالهم من جهات سياسية"، كما تقول، وهو القرار الذي اعتبرته المعارضة محاولة من الحكومة للحد من المظاهرات، خاصة بعد مشاركة طلاب المرحلة الثانوية فيها.