اليمين المتطرّف يتقدم بالاستطلاعات عشية انتخابات فنلندا

13 ابريل 2019
تراهن أحزاب صغيرة على تخطي نسبة الحسم(Getty)
+ الخط -
قبل أقل من 24 ساعة على توجه الفنلنديين إلى صناديق الاقتراع لاختيار 199 ممثلاً للشعب في البرلمان، لا تزال استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم حزب "الفنلنديين الحقيقيين" (Perussuomalaiset بالفنلندية، تأسس عام 1995) اليميني المتشدد، إلى جانب مراهنة أحزاب صغيرة على تخطي نسبة الحسم بـ3 في المائة، ومن بينها أحزاب شيوعية ونسوية وشبابية احتجاجية.

ويخوض يسار الوسط، ممثلاً بالحزب الاجتماعي الديمقراطي الفنلندي، انتخابات هامة، رغم تقدمه الطفيف، بسبب تقدم اليمين المتشدد خلفه بعد إجراء ستة استطلاعات متتالية خلال الفترة الأخيرة.

ولا تعطي الاستطلاعات أعرق وأقدم الأحزاب في يسار الوسط، الاجتماعي الديمقراطي، بزعامة أنتي رينا، الذي تأسس في 1899، سوى 19 في المائة من أصوات الناخبين، يلحق به الحزب الشعبوي، "الفنلنديون الحقيقيون"، بنحو 16,4 في المائة، متقدماً على بقية الأحزاب في يمين ويسار الوسط. 

يذكر أن الحزب اليميني المتشدد انضم، أخيراً، بزعامة رئيسه وعضو البرلمان الأوروبي، يوسي كريستيان هالا، إلى تحالف شعبوي أوروبي أسس له وزير داخلية إيطاليا ماتيو سالفيني.

ويتوقع مراقبون فنلنديون ومهتمون سويديون، بفعل وجود أقلية سويدية كبيرة في البلد، أن عدم تخطي أي من الأحزاب السياسية المتنافسة نسبة الـ20 في المائة، يخلق مصاعب في تشكيل الحكومة المقبلة، خصوصاً مع زيادة تأثير الخطاب الشعبوي لحزب "الفنلنديين الحقيقيين" على سياسات قومية متشددة وضاغطة على يسار الوسط وسرقة أصوات احتجاجية من بقية الأحزاب.

ويجد اليمين المتشدد في قضايا اللجوء والهجرة وانتقاد الاتحاد الأوروبي ضالته في محاولة كسب أصوات الناخبين الشباب، الذين ينافس عليهم أيضاً اليسار ويسار الوسط.

وشهدت هلسنكي عصر أمس الجمعة مزيداً من التوتر، على خلفية مواقف عنصرية من حزبٍ هو أكثر تطرفاً من "الفنلنديين الحقيقيين"، بسبب خطاب انتخابي وسط العاصمة لمرشح حزب "الشعب الفنلندي أولا" (SKE)، الذي يهاجم المهاجرين ويدعو إلى "اقتلاعهم من فنلندا".

وتدخلت الشرطة لإنقاذ مرشح الحزب مساء أمس من غضب المواطنين الذين تجمهروا حوله ورموه بالطماطم والفواكه، محاولين الاعتداء عليه بسبب خطابه العنصري. والمفارقة التي تلاحظ في هذا الحزب المعادي للمهاجرين أن زعيمه، ماركو دي فيلت، هو من أصول مهاجرة هولندية، ويركز في هجومه على مسلمي فنلندا، وأقرب في أفكاره إلى المتطرف الهولندي غييرت فيلدزر.

من جهة أخرى، ذكرت وسائل الإعلام الفنلندية الناطقة بالسويدية، أن نحو ثلث الناخبين الفنلنديين أدلوا بأصواتهم مسبقاً.

فحتى انتهاء موعد التصويت المسبق يوم الثلاثاء الماضي، كان 32،8 في المائة، أي نحو 1,4 مليون ناخب، أنهوا مشاركتهم في هذه الانتخابات البرلمانية، وهي زيادة طفيفة عن نسبة 32,3 في المائة في انتخابات 2015.

ومع تزايد الإقبال على التصويت المسبق، تعمل الحكومة الفنلندية على إتاحة أنظمة مستقبلية تسمح للمواطنين التصويت عبر الهواتف والحواسيب، من بيوتهم وأماكن عملهم، دون حاجة للخروج إلى الصناديق أو التصويت المسبق في مراكز البريد.​

المساهمون