تظاهر مساء الثلاثاء، في ميدان الطرف الأغر "ترافلغار سكوير" في العاصمة البريطانية لندن، عشرات الآلاف من الأطباء والممرضات وغيرهم من عمال خدمات الصحة العامة وكثير من الرافضين لسياسات الرئيس الأميركي ترامب وحلف الناتو.
وسار المحتجون من ميدان الطرف الأغر إلى المركز التجاري للتجمع عند بوابة كندا بالقرب من قصر باكنغهام، حيث تستضيف ملكة بريطانيا حفل استقبال لقادة هذا الحلف.
وتهدف المسيرة إلى تسليط الضوء على المخاطر المحتملة على خدمات الصحة الوطنية، في صفقة تجارية محتملة بين الولايات المتحدة وبريطانيا في المستقبل وغيرها من القضايا مثل المطالبة بالحد من السلاح النووي وعدم غزو المزيد من البلاد، كما فعل حلف الأطلسي في الماضي في أفغانستان وليبيا فضلاً عن الدعوة إلى حلّ هذه المنظمة بشكل نهائي.
رفعت في المظاهرة لافتات عديدة كل منها تحمل قضية مختلفة، ومنها المطالبة بانسحاب بريطانيا من حلف الناتو ومنع عقوبة الإعدام في السعودية، وأخرى تطالب ترامب برفع يديه عن فلسطين وخدمات الصحة الوطنية، وإنهاء التسليح النووي والقضاء عليه، إضافة إلى لافتات تدعم المظاهرات العراقية متسائلة: "لماذا يصمت العالم؟ أنقذوا الشباب في العراق".
يقول أحد المتظاهرين، نويل هاميل، عضو "شبكة يهود من أجل فلسطين"، لـ العربي الجديد"، إنّه لا يمكن الوثوق بترامب، ولا يمكن توقّع أو تصديق ما يقوله، فهو يقول أمراً ما ثم يناقض ذلك، معبراً عن غضبه من طريقة تعامل الإسرائيليين مع الصبيان الفلسطينيين عبر حواجز غزة وإطلاق الرصاص عليهم. وقال: "لم أستطع البقاء في المنزل مع أنّني يهودي، لكنّي أدعم حقوق الإنسان للفلسطينيين".
وأضاف: "البريطانيون بدأوا أولاً بإطلاق الرصاص على الشعب الفلسطيني الأعزل في الماضي، وبات الأمر عادة اليوم لدى الإسرائيليين الذين يطلقون الرصاص أيضاً على الفلسطينيين العزّل".
من جهته، قال راي سيلك، أمين حملة العدالة من أجل غوانتنامو في المملكة المتحدة، إن هذا السجن الأميركي في كوبا لا يتماشى مع القوانين الدولية وهو غير شرعي وغير إنساني، وإنهم في حملة العدالة يرفضون قرار ترامب الذي يقضي باستمرار هذا السجن الذي يرمز إلى "لا عدالة أميركا وظلمها"، ومن الضروري أن يكون واضحاً للرئيس الأميركي وإدارته أن الشعب البريطاني يطالب بإغلاق غوانتنامو.
أمّا توم، الأسترالي الجنسية، فكان يرفع لافتة تطالب بالإفراج عن جوليان أسانج، وقد كتب عليها "الصحافة ليست جريمة". وقال إنّه موجود اليوم في المظاهرة ليطالب بمنع تسليم أسانج إلى الولايات المتحدة الأميركية، ولفت إلى أنّه تمّ إلقاء القبض على أسانج لقيامه بعمل صحافي، وأي تهمة أخرى ألصقت به ما هي سوى تلفيق كاذب لزجّه في السجن.
من جانبها، قالت رايان دوغلاس من "الحزب الشيوعي بريطانيا" إنّهم يرون أنّ الناتو يعمل بشكل أساسي للدفاع عن الرأسمالية الأميركية وهو منظمة إمبريالية وعدوانية. وقد لعب دوراً سلبياً في العالم، ويعتقدون أنّه يلعب لعبة خطيرة جداً على حدود روسيا ويستفزها باستمرار مما ينبئ برد فعل خطير في أي وقت. وقد آن الأوان لزواله والبحث عن منظمة بديلة أكثر تعاوناً مع جميع دول العالم.
بدوره يتظاهر ديفيد كانون، مسؤول "شبكة يهود من أجل فلسطين"، ضد دعم ترامب للاستعمار الإسرائيلي لفلسطين، ونقل سفارته إلى القدس فضلاً عن مساندته ضم مرتفعات الجولان إلى إسرائيل، وامتداد أو توسّع إسرائيل باتجاه الضفة الغربية وكذلك حصار غزة حيث يقتل الناس أسبوعياً. وينبغي على العالم أن يستيقظ على الجريمة التي ترتكبها إسرائيل وتدعمها أميركا.
وفي جهة أخرى، رفعت نسوة لافتات كتب عليها: "لا للعنصرية لا للإسلاموفوبيا لا لاضطهاد النساء الملونات"، ووصفت كيم سبارو من منظمة "إضراب النساء العالمي" ترامب بالعنصري بالكامل قائلة لـ"العربي الجديد" "منع دخول المسلمين إلى بلاده، وكذلك بوريس جونسون الذي وصف النساء المنقبات بصناديق البريد. لذلك ينبغي عدم التصويت لجونسون".
وتنظّم هذه الاحتجاجات حملة نزع السلاح النووي (CND) ومنظمة "أوقفوا الحرب"، وتشارك فيها منظمات عدّة مثل "شبكة المناخ الطلابي في المملكة المتحدة، وحملة التضامن مع فلسطين، ومجلس الشعب، والرابطة الإسلامية للمملكة المتحدة، والكويكرز في بريطانيا وحملة التضامن الكردية".