ضغوط إيرانية على العراق لعرقلة افتتاح طريق بغداد ــ عمّان

16 مايو 2017
كان مقرراً فتح معبر طريبيل نهاية الشهر (الأناضول)
+ الخط -

قال مسؤول حكومي عراقي بارز على صلة بالمحادثات الرسمية بين الحكومتين الأردنية والعراقية بشأن إعادة فتح الطريق الدولي بين البلدين، بما فيها المعبر الحدودي البري طريبيل، إن ضغوطا إيرانية تمارسها السفارة الإيرانية في بغداد على الحكومة.

وتهدف الضغوط الإيرانية إلى عرقلة إعادة افتتاح المعبر البري بين البلدين، رغم وجود تفاهم نهائي على ضرورة فتح المعبر بأسرع وقت، خاصة مع الاتفاق الأخير مع شركة أمن أميركية لتأمين الطريق الرابط بين بغداد وعمّان، واستثماره لإعادة إحياء القناة التجارية الجافة بين البلدين، لافتا إلى أن السفير الإيراني الجديد، إيرج مسجدي، يقود ضغوطا كبيرة بهذا الاتجاه على المسؤولين في بغداد.

وكانت لجان عراقية وأردنية مشتركة قد عقدت سلسلة لقاءات في بغداد وعمان، عقب تحرير القوات العراقية، مدعومة بالتحالف الدولي بقيادة واشنطن، غالبية مدن محافظة الأنبار، بما فيها استعادة السيطرة على الطريق الدولي الرابط بين بغداد وعمان من خلال معبر طريبيل الحدودي بين البلدين (430 كلم غرب بغداد)، وتم الاتفاق على جملة من النقاط الرئيسية، من بينها إعادة ترميم الطريق، ونشر وحدات عسكرية عراقية على طول الطريق، فضلا عن منح شركة أمنية أميركية عقدا لتوفير الأمن لسائقي الشاحنات وقافلات نقل النفط الخام من العراق إلى الأردن.


ووفقا لتصريحات سابقة لمسؤولين حكوميين، فإنه من المقرر أن يتم فتح المعبر بشكل جزئي واستئناف التبادل التجاري والمسافرين بين البلدين نهاية الشهر المقبل، إلا أن بغداد لم تقم حتى الآن بأي خطوة فعلية على الأرض تمهد لذلك، خاصة في ما يتعلق بالجانب الفني وإعادة تأهيل المعبر. 

وبحسب المسؤول العراقي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن "إيران منزعجة جدا من إعادة فتح الطريق بين العراق والأردن، ومارست ضغوطا كبيرة في هذا الاتجاه من قبل سفارتها، بما في ذلك القرار الذي اتخذته أخيرا مليشيات الحشد بعدم انسحابها من الطريق الذي تتواجد على أجزاء منه غرب الرمادي وشرق الفلوجة، دون أن توضح سبب ذلك".

وأكد المصدر أن "الرفض الإيراني يأتي لعدة أسباب، أبرزها أن إعادة فتح الطريق تعني تحول 50 في المائة من التبادل التجاري إلى الجوار العربي، بعدما كان حكرا على إيران، فضلا عن قضايا سياسية وطائفية معروفة"، وفقا لقوله.

وأغلق الطريق قبل ثلاث سنوات عقب سيطرة تنظيم "داعش" على مساحات شاسعة من مدن غرب وشمال العراق، بما فيها المعبر الحدودي بين البلدين، لترتفع على أثرها الصادرات الإيرانية إلى العراق بأكثر من 50 في المائة عن معدلاتها السابقة.

من جانبه، أكد عضو مجلس محافظة الأنبار (الحكومة المحلية)، عيد عماش، وجود دول إقليمية تعمل على عرقلة اتفاق إعادة فتح الطريق والمعبر بين العراق والأردن، موضحا، في تصريحات نقلتها وكالات أنباء عراقية، أن "هناك دولا إقليمية لديها أجندات داخل العراق، منها إيران، تحاول عرقلة فتح الطريق".

وتابع عماش: "إيران لها مصالح اقتصادية مع العراق، إذ إن افتتاح هذا المنفذ سيضر بمصالحها"، مشيرا إلى أن "منفذ طريبيل يعتبر من المنافذ الحيوية والاقتصادية في البلد، ولا بدّ من إعادة افتتاحه لتوسيع الحركة التجارية للبلد".