"نيويورك تايمز": هذه أبرز 5 نقاط في مذكّرات بولتون

18 يونيو 2020
يواجه كتاب بولتون دعاوى قانونية (Getty)
+ الخط -

في الوقت الذي يترقّب فيه القرّاء مصير مذكّرات مستشار الأمن القومي السابق، جون بولتون، الذي أمضى 17 شهرًا رفقة الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، ويواجه كتابه اليوم دعاوى قضائية من قبل الإدارة الأميركية؛ نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالًا أجملت فيه 5 نقاط رئيسية مما يحتويه الكتاب الذي وُزّعت نسخ منه على وسائل الإعلام، رغم عدم صدوره رسميًّا حتّى الآن.

الكتاب الذي حمل عنوان "في الغرفة التي حدث فيها ذلك" سلّط الضوء، كما يستخلص تقرير الصحيفة الأميركية، على عدّة أفعال تتجاوز فضيحة أوكرانيا، وكانت تستحق أيضًا المساءلة بغرض العزل. رغم ذلك، فإن بولتون شهد في كتابه على العديد من العناصر المركزية في قضية أوكرانيا، بل شدد على أن الرئيس كان مستعدًّا للتدخل في تحقيقات جنائية فقط ليسدي معروفًا لزعماء ديكتاتوريين.

أدلة مباشرة على فضيحة أوكرانيا

يقدّم الكتاب، بحسب الصحيفة، دليلًا مباشرًا على أن ترامب ربط إعادة المساعدات الأميركية الأمنيّة لأوكرانيا، البالغة قيمتها 391 مليون دولار، بفتح كييف ملف التحقيقات التي تطاول ابن خصمه الديمقراطي، الذي بات بالفعل منافسه في انتخابات الرئاسة، جو بايدن.

وبحسب الكتاب، فإن بولتون، رفقة وزيري الخارجية والدفاع، مايك بومبيو ومارك إسبر، كرروا محاولاتهم من 8 إلى 10 مرّات لإقناع الرئيس بالإفراج عن المساعدات الأمنيّة التي كانت تحتاجها أوكرانيا بشدّة في حربها ضدّ وكلاء روسيا. ويسرد بولتون أن الاجتماع الأكثر أهميّة انعقد في 20 أغسطس/آب، من دون تحديد العام، والذي قال فيه ترامب إنه "لا يفضّل إرسال أي شيء لهم (أوكرانيا) حتى يتمّ تداول كل مواد التحقيق الروسي المتعلّقة بـ(هيلاري) كلينتون وبايدن".

ويؤكد بولتون، بخلاف ذلك، على شهادة قدّمتها مستشارته السابقة لشؤون روسيا، فيونا هيل، قالت فيها إن الأوّل اعترض على ما وصفها بـ"صفقة المخدّرات" التي كان يتمّ طهيها على نار هادئة من قبل شركاء ترامب لدفع أوكرانيا نحو مساعدتهم في معركته الانتخابية الداخلية، وأنّه تواصل في ذلك مع محامي الرئيس الشخصي، رودي جولياني، الذي كان متغلغلًا جدًّا في هذه القضية، مشيرًا إلى شكوكه بأن جولياني كانت لديه مصالح تجارية شخصيّة في هذا الشأن.
ويكتب بولتون: "اعتقدت أن الأمر كان برمّته نهجًا سياسيًّا سيئًا، ومثيرًا للتساؤل من الناحية القانونية، وغير مقبول كسلوك رئاسي"، مشيرًا إلى أنه كان "أحد القشّات التي قصمت ظهر البعير" في ما يخصّ استقالته.
مساعدة زعماء ديكتاتوريين

ويشير بولتون في كتابه إلى شركة الاتصالات الصينية العملاقة "زد تي إي"، التي أدينت بالتهرب من العقوبات على إيران وشمال كوريا، قائلًا إنه خلال مباحثات تجارية بين ترامب ونظيره الصيني، شي جين بينغ، عرض ترامب تخفيف العقوبات، ليردّ الأخير بأنه "إذا تمّ ذلك، فإنه سيدين لترامب بمعروف".
ويكتب بولتون أن ترامب استجاب على الفور لحديث نظيره الصيني، قائلًا إنه "يفعل ذلك فقط من أجل شي". وفي نهاية المطاف، قبلت وزارة العدل الأميركية بغرامة قدرها مليار دولار، ورفعت حظرًا مدّته سبع سنوات على الشركة الصينية، وهو ما أنقذ الشركة من الخروج من السوق، وفق ما تلخّص الصحيفة.
وفي موضع آخر، يكتب بولتون أن ترامب "التمس" من شي المساعدة في إعادة انتخابه لولاية ثانية، عبر اقتناء المنتجات الزراعية الأميركية، وهو ما من شأنه أن يرفع أسهم ترامب في الولايات الزراعية. ورغم أن ترامب لم ينكر ذلك حينما سئل عن المسألة في لقاء على شبكة "فوكس نيوز"، إلا أن ممثله التجاري، روبرت لايتهازر، نفى ذلك بالنيابة عنه في وقت سابق من اليوم ذاته.

بيئة "مسمومة" داخل الإدارة

ويصف بولتون الأجواء داخل الإدارة الأميركية بأنها موبوءة بـ"الاقتتالات الداخلية" التي تتصارع في خضمّها عدة أطراف؛ كلّ يسعى لنفي الآخر في سباق محموم على الفوز باهتمام الرئيس، في حين ينفي هذا الأخير الجميع.
ويستذكر بولتون أنه حينما تولّى منصب مستشار الأمن القومي في عام 2018، استهجن رئيس موظفي البيت الأبيض المُقال، جون كيلي، مستشار الأمن القومي السابق، إتش آر ماكماستر، بقوله: "لم يكن لدى الرئيس مستشار للأمن القومي في العام الماضي وهو بحاجة إلى واحد". ويسجّل كذلك أن بومبيو استهزأ من السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، ووصفها بأنها "خفيفة كالريشة".

دبلوماسية حمقاء

ورغم أن بولتون، وهو الجمهوري المعروف بمواقفه الصقورية، كان على وفاق مع ترامب في قضايا من قبيل الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، فإنهما كانا على النقيض في قضايا جوهرية أخرى، من قبيل دعوة "طالبان" إلى كامب ديفيد من أجل التوصل إلى اتفاق سلام في خضمّ الضغوط القصوى ضدّ قوى متطرّفة أخرى مثل إيران وسورية.

وبحسب الصحيفة، فإن بولتون كان يعتبر أن دبلوماسية ترامب "حماقة"، ومن ذلك لقاؤه مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، في سنغافورة، وسلسلة المنشورات على "تويتر" حول القضية، التي وصفها بأنها "مثيرة للضحك في الغالب"، فضلًا عن لقائه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في هلسنكي، الذي قال إنه "كان بالتأكيد يضحك بصخب على ما خرج به في هلسنكي".
الشجار على المعلومات السرية

وفي حين تسعى وزارة العدل لوقف نشر الكتاب، بحجة أنه يحوي معلومات سرية، يقول محامي بولتون، تاشارليز كوبر، إن الأخير تعاون في كلّ المراجعات التي أجريت على الكتاب، وقدّم بدائل مقبولة للمسؤولين. لكن عندما انتهت المراجعة، تدخل مسؤول آخر عيّنه مستشار الأمن القومي الذي خلف بولتون، روبرت أوبراين، لمراجعة الكتاب من جديد.
ويشير بولتون إلى أنه في بعض الحالات تمّ منعه من نقل معلومات يعتقد أنّها غير قابلة للتصنيف ضمن المعلومات السريّة، إلّا أن المشكلة الوحيدة فيها هي أنها تبدو محرجة لترامب، ومن الأمثلة على ذلك محادثته مع الرئيس الصيني بخصوص إعادة انتخابه.
المساهمون