مقابلة ترامب مع "رويترز": عدم اكتراث لجريمة خاشقجي أمام مليارات بن سلمان

12 ديسمبر 2018
أبدى انفتاحاً للتعامل مع الملف اليمني (مارك ويسلون/Getty)
+ الخط -
بقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفيّا لمواقفه المعلنة بشأن عدد من القضايا في مقابلته مع وكالة "رويترز" التي نشرت مقتطفات منها، إذ استمر في تغطيته لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، المتهم على نطاق واسع بالتورط في جريمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، كما عبّر عن عدم شعوره بالقلق من التحقيقات التي يجريها المحقق الخاص روبرت مولر بشأن التدخل الروسي، فيما أبدى انفتاحا للتعامل مع الملف اليمني.

المال أولا

وعما إذا كان ولي العهد السعودي متواطئا في مقتل خاشقجي، قال ترامب: "حسنا، لا أريد أن أخوض في هذا الأمر. بوسعي أن أقول إنه يقول لا، وإن آخرين يقولون لا، وإن بعض الناس يقولون نعم". وأضاف: "الواقع كما تعلمون أنه ينفي ذلك بشدة. ولي العهد ينفي ذلك بشدة". 

وبشأن ما إذا كان هناك رد آخر على مقتل خاشقجي مستقبلا، شدد "أتمنى بحق ألا يقترح الناس ألا نحصل على مئات المليارات من الدولارات التي سيحولونها (السعوديون) إلى روسيا والصين على الأخص بدلا من منحنا إياها. تتحدثون عن مئات الآلاف من الوظائف. تتحدثون عن عقود عسكرية وغيرها من العقود الضخمة. أتمنى ألا تكون هذه توصية. بعض أعضاء الكونغرس سيأتون للقائي".


وسألت "رويترز" ترامب: "هل الوقوف مع السعودية يعني الوقوف مع ولي العهد؟"، ليرد: "حسنا، في هذه اللحظة هذا هو الأمر بالتأكيد. إنه زعيم السعودية. وهي حليف جيد جدا". 

وعن التقارير التي تتحدث عن أن بعض أفراد العائلة المالكة في السعودية يريدون التغيير، أوضح الرئيس الأميركي: "لم أسمع بذلك. بصراحة لا يمكنني التعليق على الأمر لأني لم أسمع به على الإطلاق. في الحقيقة سمعت أنه يمسك جيدا بزمام السلطة (..) الأمر يرجع لهم. عليهم هم اتخاذ هذا القرار".

وتأتي مواقف ترامب الجديدة/ القديمة على الرغم من تقييم وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه)، الذي يفيد بأن بن سلمان أمر بقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، وكذا مناشدات من أعضاء بمجلس الشيوخ له بإدانة ولي العهد السعودي.

اليمن: ترامب منفتح 

وعن إنهاء التدخل الأميركي في اليمن، ذكر الرئيس الأميركي أنه "منفتح جدا بالنسبة لليمن، لأني بصراحة أكره ما يحدث في اليمن. لكن الأمر يتطلب جهدا من الطرفين. أريد أن أرى إيران تنسحب من اليمن أيضا.. وأعتقد أنها ستفعل".

التدخل الروسي: سفاسف الأمور

وعند سؤاله عن تأكيدات المدعين بأن عددا ممن عملوا معه التقوا أو أبرموا صفقات تجارية مع روس قبل وخلال الحملة الانتخابية في 2016، رد ترامب "الأشياء التي تتحدث عنها من سفاسف الأمور". ثم سعى إلى تحويل دفة الحوار إلى هيلاري كلينتون، منافسته الديمقراطية في انتخابات 2016، وقال "لم أسمع هذا، لكن يمكنني فقط أن أقول لك هذا: هيلاري كلينتون.. زوجها حصل على أموال، وهي حصلت على أموال ودفعت أموالا، لماذا لا يتحدث أحد عن ذلك؟".

وأضاف الرئيس أنه يمكنه العمل مع الديمقراطيين في الكونغرس، لكنه أشار إلى أن هذا لن يحدث إذا أصدروا مذكرات استدعاء له وواصلوا التحقيقات ضده.

العلاقة بالديمقراطيين

وبشأن علاقته بالديمقراطيين في الكونغرس، أوضح أنه "سنمضي في واحد من مسارين. إما سنبدأ حملة وسيسببون مضايقات رئاسية. أو سنمرر عددا هائلا من التشريعات من خلال العمل معا. ليس هناك مسار ثالث. لن نفعل الأمرين".

وبشأن ما إذا كان يشعر بالقلق من المساءلة، قال: "من الصعب مساءلة شخص لم يفعل أي شيء خطأ وأوجد أعظم اقتصاد في تاريخ بلدنا (..) لست قلقا.. كلا. أعتقد أن الناس سيثورون إذا حدث ذلك".

وعما يبحث عنه في كبير موظفي البيت الأبيض الجديد: "شخص يمكنني التعامل معه بشكل جيد بحق. شخص أفكاره مشابهة لأفكاري. شخص يأخذ أفكاري ويتعامل بها. هذا لا يعني أنها ليست عرضة للمناقشة. أنا أحب أن تتم مناقشتي".

وأشار إلى أن "هناك عشرة إلى 12 شخصا على الأقل يريدون المنصب بشدة. الجميع يريدونه. من لا يريد أن يكون أحد كبار الشخصيات القلائل في واشنطن العاصمة؟". 

وعن حملة إعادة انتخابه، قال: "أعتقد أنني سأحقق نتيجة طيبة في إعادة انتخابي. انظر إلى نتائج استطلاعات الرأي. كانت 50 بالأمس في (معهد استطلاعات الرأي) راسموسن أليس كذلك؟ هذا أعلى بكثير مما حصل عليه أوباما".

قضية كوهين

عن محاميه السابق مايكل كوهين والأموال التي دفعها لشراء الصمت، ذكر أنه "أولا، لم تكن مساهمة في الحملة... لم يكن هناك انتهاك في ما فعلناه". وقال ترامب عندما سُئل عما إذا كان قد ناقش قوانين تمويل الحملات مع محاميه إن "مايكل كوهين محام. أفترض أنه يعرف ما يفعله. تعتمد على أناس من أجل ذلك. لهذا تدفع للمحامين. مايكل كوهين كان يعلم ماذا يفعل. أتمنى ذلك. المحامون التابعون لي يقولون إن كل ما فعله كان صحيحا".

والأسبوع الماضي قال مدعون اتحاديون في نيويورك إن ترامب طلب من كوهين أن يدفع ملايين الدولارات لامرأتين حتى لا تتحدثا عن علاقتهما المزعومة مع ترامب قبل الانتخابات الرئاسية في 2016. وقالوا إن هذه المدفوعات تنتهك القوانين التي تنص على أنه يتعين الإفصاح عن المساهمات المالية في الحملات الانتخابية، التي تعرف بأنها أشياء ذات قيمة تمنح لحملة ما للتأثير على الانتخابات، ويجب ألا تتجاوز 2700 دولار لكل شخص.

ويقول الديمقراطيون إن انتهاك هذا القانون سيكون جريمة تستوجب المساءلة، لكن زعماء كبارا للحزب في الكونغرس شككوا في أنها جريمة خطيرة بما يكفي لتبرير بدء إجراءات مساءلة الرئيس.

وتتطلب المساءلة موافقة أغلبية بسيطة في مجلس النواب الذي سيسيطر عليه الديمقراطيون اعتبارا من يناير/ كانون الثاني. لكن عزل الرئيس يتطلب موافقة أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ، حيث يتمتع الجمهوريون بأغلبية.

ومن المقرر أن تصدر محكمة في نيويورك، اليوم الأربعاء، حكما على كوهين لدوره في دفع أموال للمرأتين، وهما ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز والعارضة السابقة في مجلة "بلاي بوي" كارين ماكدوجال. وينفي ترامب إقامة علاقة معهما.

المساهمون