تبون وبن فليس.. هل أصبحا مرشحين غير مرغوب فيهما في الجزائر؟

06 ديسمبر 2019
السلطة تحاول استبعاد المرشحين (رياض قرامدي/ فرانس برس)
+ الخط -
حملت الساعات الأخيرة في الجزائر ضربة موجعة لأبرز المرشحين في الانتخابات الرئاسية الخميس المقبل، علي بن فليس وعبد المجيد تبون، بعدما بدت طريقة معالجة وبث الإعلام الرسمي والقنوات الموالية للسلطة الأخبار ذات الصلة بهما، جزءا من حملة سياسية تستهدف التأثير على الكتلة الناخبة لتحييدها عن المرشحين.

وظهر خالد تبون نجل المرشح الرئاسي، مساء الخميس، في قفص الاتهام مع الموقوفين داخل محكمة سيدي امحمد، وسط العاصمة الجزائرية، في قضية الفساد التي شرعت المحكمة في البت فيها الأربعاء الماضي. وسلطت القنوات التلفزيونية الرسمية والمستقلة، في شريط الأخبار العاجلة، الضوء على أطوار استجواب نجل تبون، المتورط أيضا في قضية تخص بارون المخدرات كمال البوشي، والذي كان يحاول، في مايو/أيار 2018، توريد 701 كيلوغرام من الكوكايين، كانت مخبأة ضمن شحنة لحوم قادمة من البرازيل.
وتعمد التلفزيون الرسمي الإشارة إلى اسم خالد تبون مقترنا بصفة "نجل المترشح الحر للانتخابات الرئاسية"، وذكر التهم المتصلة به وعلاقته ببارون المخدرات، وظلت هذه الأخبار العاجلة في الشريط الإخباري حتى صباح اليوم الجمعة، وبدا تزامن ذلك كأنه خطوة ممنهجة لصد الناخبين عن التصويت لصالح تبون، برغم أن الأخير استفاد في الفترة الأولى من الحملة الانتخابية من شائعات قدمته على أنه الخيار الأفضل والمرشح الأقرب إلى السلطة.
وقبل ذلك بأسبوع تلقى المرشح تبون ضربة موجعة أخرى، حيث تم توقيف أكبر مورد للخمور في الجزائر، عمر عليلات، والذي يعد أحد أبرز المقربين من تبون وأحد ممولي حملته الانتخابية، ويتردد بأنه ساعده في استئجار طائرة خاصة للقيام بالحملة الانتخابية.
وعلى المنوال نفسه، يبدو الحظ الانتخابي عاثرا مع المرشح الرئاسي ورئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، الذي وجد نفسه في مشهد مماثل لما حصل له في انتخابات عام 2014، بعد الكشف عن توقيف أجهزة الأمن الجزائرية لعامل في حملته الانتخابية، اتهم بالتخابر مع دبلوماسي أجنبي زوده بمعلومات تخص الحملة الانتخابية والانتخابات.
وأقرت مديرية حملة علي بن فليس، الليلة الماضية في بيان رسمي، بتوقيف هذا الشاب وهنأت مصالح الأمن على اليقظة التي سمحت لهم بإحباط محاولة اختراقها، لكنها تبرأت من الشخص الموقوف، وأكدت أنه لا يرتبط بالحملة كناشط سياسي وليست له وظيفة رسمية، وأنه عون يقتصر بنشاطه المهني ضمن الفريق التقني المكلف بالصوت خلال التجمعات الشعبية.
ويعيد هذا الأمر نفس مشهد ما حدث لبن فليس في انتخابات عام 2014، عندما اتهمته قنوات مقربة من الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان مرشحا لولاية رئاسية رابعة في تلك الانتخابات، بالتحريض على الفتنة. وتم حينها عرض اعترافات وهمية لمجموعة من الشباب الملثمين، قالوا إنهم من أنصار بن فليس وإنه تم تحريضهم على إثارة الفوضى والعنف وتجهيز زجاجات "مولوتوف".

وإذا كان قطاع واسع من المعلقين قد وجد في استدعاء القصة الأمنية وربطها ببن فليس مسرحية ذات إخراج سيئ، فإن عددا من المتابعين للشأن السياسي وتطورات المشهد الانتخابي يعتبرون أن هذه التفاصيل تشير إلى محاولة غير معلنة للسلطة لاستبعاد بن فليس وتبون من خيارات الناخبين وإخراجهما من السياق الانتخابي، مقابل الدفع بوزير الثقافة السابق عز الدين ميهوبي، خاصة أن ذلك تزامن مع تردد معلومات عن توجه الحزب المركزي في الجزائر، "جبهة التحرير الوطني" نحو إعلان دعمه له، خاصة أنه مرشح حليفه السياسي "التجمع الوطني الديمقراطي".

المساهمون