بوريس جونسون ينفي التواصل مع ستيف بانون.. ويحاول إنقاذ صورته إعلامياً

25 يونيو 2019
حظوظ جونسون مازالت قوية (دان كيتوود/ Getty)
+ الخط -

في سعيه للحفاظ على فرصه كأقوى مرشح لخلافة تيريزا ماي في رئاسة الوزراء ببريطانيا، من بوابه تزعم حزب المحافظين، بدأ وزير الخارجية السابق، بوريس جونسون، خروجه من "التقشف الإعلامي" برفض الاتهامات الموجهة إليه بالتواصل مع المستشار الرئاسي الأميركي السابق، ستيف بانون، مصراً في الآن ذاته على رفضه التطرق لحياته الشخصية.


وعلى الرغم من رفض جونسون المتكرر للدخول في مناظرات تلفزيونية مع منافسيه على رئاسة الوزراء، ظهر خلال الـ24 ساعة الماضية مرتين أمام وسائل الإعلام، أولهما في مقابلة خاصة مع "بي بي سي"، وثانيتهما في مكالمة على محطة "إل بي سي" للراديو مجيباً فيها عن أسئلة المستمعين.
إلا أن جونسون رفض في المقابلتين التطرق إلى الحادثة المنزلية التي خلفت جدلاً كبيراً عن دور حياته الشخصية في حملته الانتخابية. وهي الحادثة التي خرجت إلى العلن السبت، عندما تلقت الشرطة البريطانية بلاغاً عن شجار حاد بين جونسون وصديقته كاري سيموندس، في منزلها.
كما نفى أن يكون قد حصل على أية نصيحة من بانون، قائلاً إنه رفض لقاءه عندما كان الأخير في زيارة إلى بريطانيا العام الماضي.
وكان زعيم حزب "بريكست"، نايجل فاراج، قد كشف وجود تواصل مستمر بين الرجلين، على خلفية ظهور تسجيل مصور يشرح فيه بانون علاقته بجونسون وكيف ساهم في كتابة أول كلمة ألقاها جونسون بعد استقالته من وزارة الخارجية الصيف الماضي.
ويعرف عن بانون سعيه لبناء تحالف من اليمين المتطرف الشعبوي الأوروبي، بينما يعرف جونسون عن نفسه بأنه "محافظ عصري وتقدمي."
كما هاجمت وزيرة العمل والتقاعد، آمبر رود، جونسون صباح اليوم في مقابلة مع "بي بي سي"، متهمة غموضه بأنه يعود لعدم امتلاكه خطة واضحة ومقنعة لتطبيق "بريكست"، مجددة التحذيرات من انهيار الحكومة إذا دفع باتجاه "بريكست" من دون اتفاق.
وقالت "إن الوضع الحالي شديد الصعوبة ويجب على بوريس أن يشرح كيف سيتعامل مع كلا طرفي حزب المحافظين وكيف سيتعامل مع المفاوضات المسدودة مع الاتحاد الأوروبي. التفاؤل والنشاط لا يكفيان".
وأضافت "هناك مشكلتان أمامنا كحكومة تسعى لتطبيق بريكست. هناك طريق مسدود في الاتحاد الأوروبي، وآخر في البرلمان مع النواب. أقدر حماس بوريس وثقته وإيجابيته، ولكني ما زلت أعتقد أننا نبحث عن دليل عن طبيعة خطته".
وجاءت تصريحات رود، والتي تدعم منافس جونسون، وزير الخارجية الحالي، جيريمي هنت، بعد مقابلة أجرتها "بي بي سي" مع جونسون مساء الاثنين، تعد الأولى الخاصة به منذ إطلاق حملته الانتخابية قبل أربعة أسابيع.
ودافع جونسون عن خطته لـ"بريكست" والتي يسعى فيها لإعادة التفاوض مع الاتحاد الأوروبي، مقراً في الوقت ذاته بأنه لن يستطيع التخلص من كافة بنود اتفاق ماي. 


وبينما أشار جونسون إلى أن المعضلات التي تواجه اتفاق "بريكست" مثل مسألة الحدود الأيرلندية، يمكن التعامل معها بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي نهاية أكتوبر/ تشرين الأول المقبل خلال الفترة الانتقالية، إلا أنه أقر في الوقت ذاته بأن بريطانيا لن تنعم بهذه الفترة

الانتقالية إذا لم توقع الاتفاق الحالي الذي أبرمته ماي مع الاتحاد الأوروبي.
وقال جونسون أيضاً إنه سينتهج "الغموض الخلاق" في التعامل مع فاتورة الطلاق البريطانية والبالغة نحو 39 مليار جنيه إسترليني من التعهدات البريطانية في الميزانية الأوروبية، كورقة ضغط في التفاوض مع الاتحاد للحصول على المزيد من التنازلات.
وكانت حملة جونسون الانتخابية قد تجنبت الدفع بمرشحها أمام الوسائل الإعلامية في الجولات السابقة من المنافسة، مدفوعة بالاعتقاد أنه لا داعي للمجازفة في ظل التقدم الكبير الذي حققه جونسون على منافسيه.
إلا أن الوضع سيتغير وفقاً للقائمين عليها، حيث سيكون جونسون أكثر ظهوراً على الساحة الإعلامية حتى وصوله إلى 10 داوننغ ستريت، حيث مقر رئاسة الوزراء.
ويعود التحفظ الإعلامي لحملة جونسون في الجولات السابقة إلى القلق من أن يزل لسانه بتصريح يؤدي إلى نفور داعميه منه، وربما كان ذلك ما دفعه إلى تجنب التعليق كلياً على ما جرى بينه وبين صديقته سيموندس، والذي أدى إلى استدعاء الشرطة إلى منزلهما. ودفع بدلاً من ذلك بعدد من النواب المؤيدين له للاجابة عن الأسئلة الخاصة بخطته لـ"بريكست" وليتجنب الإجابة عن الأسئلة المطروحة حول شخصيته.
وتعد سياسة التقشف الإعلامي التي يتبعها جونسون مناقضة لمنافسه هنت، والذي اتهم جونسون بأنه "جبان" لخوفه من أسئلة الصحافيين.


انتخابات مبكرة
ومن جانبه يبدو أن حزب "العمال" بدأ في التحضير لخوض انتخابات عامة، حيث طلب من نوابه في البرلمان البريطاني تأكيد نيتهم الترشح مجدداً في انتخابات مبكرة.
ويجب على أي نائب عمالي يرغب في الترشح للانتخابات المقبلة أن يحصل على دعم ثلثي فروع الحزب وفروع النقابات العمالية في الدائرة التي يمثلها، وفقاً لقوانين حزبية جديدة أقرت العام الماضي. وفي حال فشل النائب في الحصول على هذا الدعم، فيتم إجراء منافسة محلية في الحزب يدخل فيها مرشحون آخرون.
ودفع ذلك البعض إلى القلق من أن تكون هذه الخطوة ذريعة للتخلص من النواب المعارضين لخط قيادة الحزب الحالية وخاصة زعيم الحزب، جيريمي كوربن.
كما تعقد حكومة الظل العمالية اجتماعاً اليوم الثلاثاء بهدف حسم موقفها من "بريكست"، من دون أمل في أن يستجيب كوربن لمطالب متزايدة من قيادات حزبه بدعم الاستفتاء الثاني وخيار البقاء في الاتحاد الأوروبي.
إلا أن كوربن يصر حتى الآن على اللجوء إلى الاستفتاء الثاني فقط في حالة التصدي لـ"بريكست" من دون اتفاق أو صفقة "بريكست" محافظة، تخالف الشروط التي وضعها العمال لدعمها.


وقال كوربن أمام مجلس العموم يوم أمس "أياً كان رئيس الوزراء المقبل، فإنه سيكون بالكاد قادراً على الحصول على دعم هذا المجلس، ولذلك فإنه لن يمتلك أي تفويض بفرض بريكست يميني مشدد على هذه البلاد. مهما كانت خطة بريكست الخاصة برئيس الوزراء المقبل، وبعد ثلاث سنوات طويلة من الفشل، يجب أن يمتلكوا الثقة بالعودة إلى الشعب بصفقة يقرها البرلمان".