تفجير نيويورك يحيي هجمات 11 سبتمبر

19 سبتمبر 2016
40 جريحاً في الهجمات الثلاث (ستيفاني كيث/Getty)
+ الخط -

قال مكتب التحقيقات الاتحادي، اليوم الإثنين، إنه لم يتم اعتقال أحد فيما يتعلق بالتفجير الذي وقع في مدينة نيويورك، مساء السبت، بعد أن أوقفت الشرطة سيارة على جسر بالمدينة.

وقالت المتحدثة باسم مكتب التحقيقات الاتحادي، كيلي لانجميسر، لوكالة "رويترز": "أوقفنا مركبة أثارت اهتمامنا في مدينة نيويورك ولكن لم يتم اعتقال أحد ولم يتم اتهام أحد بأي جريمة".

وكانت نيويورك، قد شهدت مساء السبت أحداثاً أعادت إلى أذهانهم بعضاً من مشهد الولايات الأميركية في الساعات الأولى التي تلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001.

ولعل الخطر الأكبر الذي يقلق الأجهزة الأمنية الأميركية هو احتمال وجود علاقة بين الحوادث الأمنية الثلاثة، خصوصاً بعد إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أن منفذ عملية الطعن في مينيسوتا، الشاب الأميركي الصومالي الأصل ضاهر الدين، هو "جندي" يقاتل تحت لواء التنظيم.

وقد أظهرت تحقيقات الـ"أف بي أي" تشابهاً كبيراً في العبوات المستخدمة في تفجيرات نيويورك ونيوجرسي، وأن لجهة المواد المستخدمة في تصنيعها أو في طريقة تفخيخ العبوات التي هي عبارة عن أنابيب وأوعية طبخ.


ويعزز هذا التشابه فرضية أن المنفذ الذي الذي وضع متفجرات نيوجرسي في الصباح هو نفسه الذي ألقى عبوتين في نيويورك خلال الليل، أو على الأقل فإن جهة واحدة تقف وراء الهجومين "الإرهابيين"، وهي التي نسقت توقيتهما في يوم واحد، إلا أنه لم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن تفجير نيويورك.

ونجحت الأجهزة الأمنية ومعها الرأي العام الأميركي في امتصاص صدمة وقوع ثلاث هجمات في يوم واحد؛ ساعدها على ذلك ربما اقتصار الخسائر البشرية على جروح طفيفة أصابت نحو أربعين أميركياً في تفجيرات نيويورك ونيوجرسي، وعملية الطعن في سان كلاودس في مينيسوتا.

وعلى خلاف الغموض الذي ما زال يكتنف حادثي نيويورك ونيوجرسي، فإن عملية الطعن في مينيسوتا اتضحت ملابساتها.

وقد ساهم في ذلك التحرك السريع للجالية الصومالية في مدينة سان كلاودس، وإعلان تضامنها مع الضحايا، وتبرؤها من الشاب ضاهر الدين (22 عاماً) منفذ حادثة الطعن، التي أصيب خلالها تسعة أشخاص بجروح، قبل أن يقتل المهاجم برصاص رجل شرطة تصادف وجوده في "المول" حيث وقع الحادث.

وتتركز الجالية الصومالية في أميركا في ولاية مينيسوتا، إذ يقطن نحو ستين ألفاً، غالبيتهم هاجروا إلى الولايات المتحدة في تسعينيات القرن الماضي هرباً من الحرب والفقر في بلادهم.

وحسب وسائل الإعلام الأميركية فإن نحو تسعة شباب أميركيين من أصول صومالية قتلوا خلال قتالهم في سورية والعراق إلى جانب "داعش"، فيما تمكن مكتب التحقيقات الفدرالي من اعتقال عدد من الشباب ذوي الأصول، قبل مغادرتهم المطارات الأميركية متوجهين إلى سورية.

ونقلت وسائل الإعلام الأميركية وقائع تظاهرة الجالية الصومالية في مينيسوتا، واستضافت شاشاتها قادة وناشطين صوماليي الأصل، لشرح وجهة نظرهم، والتعبير عن مخاوفهم من تعرض المسلمين في الولايات المتحدة، وخصوصا ذوي الأصول، لأعمال انتقامية في ظل تنامي ظاهرة "الإسلاموفوبيا"، بسبب الخطاب التحريضي ضد المسلمين في الولايات المتحدة من قبل مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، دونالد ترامب.

من جهتها انتقدت مرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، اللهجة العنصرية التعبوية في رد فعل ترامب على تفجيرات نيويورك. وجددت دعوتها إلى تضامن جميع مكونات النسيج الأميركي، وعدم الخلط بين الإرهاب والمجموعات المتشددة وبين المسلمين والعقائد الإسلامية.

هذا التمايز بين رد الفعل "الرئاسي" العقلاني لكلينتون تجاه الهجمات الإرهابية، وبين رد الفعل الشعبوي التحريضي لترامب، تظهره بشكل واضح استطلاعات رأي الناخبين الأميركيين، حيث يرى 41 في المائة منهم أن مرشحة الحزب الديمقراطي أقدر على التعامل مع قضايا الإرهاب، فيما حصل المرشح الجمهوري على 30 في المائة.

المساهمون