احتفالات في الجزائر بعيد الاستقلال

05 يوليو 2024
جزائريون يرفعون العلم الوطني بمناسبة عيد الاستقلال، 5 يوليو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **احتفالات شعبية ورسمية متنوعة:** شهدت الجزائر احتفالات واسعة بعيد الاستقلال، تضمنت رفع العلم الوطني، زيارة مقابر الشهداء، مسيرات شعبية وكشفية، وفعاليات ثقافية.
- **حملات وطنية ومظاهر ثقافية:** أطلق الناشطون حملة لرفع الأعلام الوطنية، ونظمت الكشافة مسيرات رمزية. في تيزي وزو، تضمنت الفعاليات مواكب باللباس التقليدي ومعارض للصور التاريخية.
- **إجراءات حكومية وإعلامية:** وقع الرئيس تبون مرسومين للعفو عن أكثر من ثمانية آلاف محبوس، وعرضت القنوات التلفزيونية أفلام ثورية، وسلمت وزارة المجاهدين أعمالاً تاريخية لتعزيز الذاكرة الوطنية.

شهدت الجزائر احتفالات شعبية ورسمية في كل المدن والبلدات بمناسبة عيد الاستقلال منذ ليلة أمس الخميس، إذ جرت مراسم رفع العلم الوطني وزيارة مقابر الشهداء ومسيرات شعبية وكشفية وفعاليات ثقافية مختلفة "اعتزازاً بثورة الجزائر وبمنجز الاستقلال الوطني، وترسيخاً لقيم الثورة وغرسها في الأجيال الجديدة".

وتجمع آلاف الجزائريين الليلة الماضية وسط العاصمة، حيث أقيم حفل أدى فيه فنانون أغاني وطنية. وفي منتصف الليل، رُفع العلم الوطني، وأدت الجموع النشيد الوطني الرسمي الجزائري. كما نظم المجلس الأعلى للشباب في العاصمة الجزائر تجمعاً شبابياً ضم ستة آلاف شاب جاؤوا من مختلف الولايات للمشاركة في تظاهرة رُفعت فيها الأعلام الوطنية، وأكَّد خلالها رئيس المجلس، مصطفى حيداوي، ضرورةَ اقتحام الشباب للمسؤولية والساحة السياسية.

وأطلق ناشطون بهذه المناسبة حملة وطنية لدعوة المواطنين إلى رفع الأعلام الوطنية على المنازل في كامل التراب الوطني وعلى المحال التجارية، وقد سبقتها حملة لتوزيع الأعلام الوطنية من النشطاء وجمعيات المجتمع المدني، فيما نظمت أفواج الكشافة في كل الولايات والبلديات مسيرات رمزية شارك فيها فتيان الكشافة في الشوارع والساحات العامة. وفي منطقة تيزي وزو، نُظمت فعالية متميزة تضمنت مواكب للنساء باللباس التقليدي الجزائري المعروف بـ"الحايك"، وكذلك اللباس الأمازيغي، كما نُظمت في مدن أخرى مواكب للسيارات القديمة التي واكبت الفترة الأولى لاستقلال البلاد، كما انتظمت معارض للصور تبرز ذكريات عن ثورة الجزائر والمجاهدين وجرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر.

وقال عضو اللجنة الجزائرية لمعالجة ملف الذاكرة جمال يحياوي، لـ"العربي الجديد"، إن "الاحتفال بذكرى الاستقلال يعزز قناعة الجزائريين بضرورة الوفاء للذاكرة الوطنية، لكون هذه الاحتفالات بمظاهرها المختلفة تبقي نضالات الجزائريين من أجل الاستقلال حية في ضمير الأجيال الجديدة، والحرص على استعادة حقوق الجزائر من خلال التذكير المستمر بجرائم الاستعمار الذي عمل كل ما بوسعه من أجل البقاء في الجزائر".

وعرضت القنوات التلفزيونية الجزائرية سلسلة أفلام ثورية تروي فصولاً من ثورة الجزائر ونضالات الثوار والشعب الجزائري ضد الاستعمار، وسلمت وزارة المجاهدين في هذا السياق حزمة من الأعمال السمعية البصرية التاريخية تضم 46 شريطاً وثائقياً و12 فيلماً طويلاً ورواية على شكل أقراص صلبة خارجية إلى القنوات المحلية والدولية، تم التنازل لها عن حقوق البث لاستغلالها خلال المناسبات المتعلقة بثورة الجزائر. وقال وزير الاتصال الجزائري، محمد لعقاب، إن "الإعلام الجزائري في حاجة ماسة إلى مثل هذه المواد الإعلامية، بهدف تعزيز التوجه نحو الحفاظ على الذاكرة والترويج للزخم التاريخي الكبير للجزائر ورموزها للترويج له في قوالب سينمائية عبر الأفلام التاريخية والوثائقية".

ووقع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بهذه المناسبة، بعد استشارة المجلس الأعلى للقضاء، مرسومين رئاسيين يتعلق الأول بإجراءات العفو، ويشمل أكثر من ثمانية آلاف محبوس، ويتعلق المرسوم الثاني بالمساجين المتحصلين على شهادات في التعليم أو التكوين خلال فترة سجنهم، غير أنه يستثنى الأشخاص المحكوم عليهم لارتكابهم جرائم الإرهاب والقتل والتجسس والمؤامرات ضد سلطة الدولة وتهريب المهاجرين والمخدرات وغيرها.

وقال تبون، في رسالة بمناسبة عيد استقلال الجزائر، إن "الاستقلال الذي ننعم به اليوم هو نتاج مقدس لأنهار من الدماء الزكية وقوافل متكاتفة لرموز قدموا أرواحهم على مذبح الحرية"، مشيراً إلى أن "الجزائر اليوم ماضية بلا تردد في مسار تضبط فيه كل خياراتها وقراراتها ومواقفها ومشاريعها وفق ما خطته ثورة نوفمبر الخالدة وما أفضت إليه من استقلال شهد العالم بأسره أنه افتك افتكاكاً وقدمت على قربانه أغلى الأثمان''.