سليماني في المنطقة الخضراء ببغداد لفرض تكليف السهيل بتشكيل الحكومة العراقية الليلة

22 ديسمبر 2019
سليماني عاد من إيران إلى بغداد (الأناضول)
+ الخط -
علم "العربي الجديد"، من مصادر سياسية مطلعة، اليوم الأحد، بتواجد قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد، من أجل الضغط على القيادات السياسية، ورئيس الجهورية برهم صالح، لإعلان تكليف قصي السهيل، بتشكيل الحكومة العراقية.

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإنّ سليماني، يتواجد في المنطقة الخضراء إلى جانب رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، والقيادي بمليشيات "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، وقيادات أخرى، من أجل فرض مرشح "تحالف البناء" قصي السهيل، لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة، فيما أكدت أنّ سليماني مارس ضغطاً كبيراً على رئيس الجمهورية برهم صالح، لإعلان تكليف السهيل هذه الليلة، مع استمرار المشاورات حالياً في مكتب الرئيس العراقي بالمنطقة الخضراء.

وبيّنت المصادر أنّ سليماني عاد من إيران إلى العراق، بعد تعثر الاتفاق الذي أبرم، الخميس الماضي، بين عدة قوى سياسية والذي جرى خلاله التفاهم على ترشيح قصي السهيل لتشكيل الحكومة المقبلة، وانسحاب زعيم تحالف "الفتح" هادي العامري، من المفاوضات، احتراماً لرغبة النجف في الاستماع للمتظاهرين، وترشيح رئيس وزراء مستقل، وهو ما تتحرك إيران ضده بكل الأحوال.

وأرسل الرئيس العراقي برهم صالح، في وقت سابق من اليوم، كتاباً موجهاً إلى البرلمان من أجل تحديد من هي الكتلة الكبرى داخله جاء فيه: "هذا الظرف العصيب الذي يمر به وطننا، يستوجب منا الدقة، في التعامل مع الاستحقاقات الدستورية والوطنية، وبما يضمن الحفاظ على وحدته وسلامة ابنائه".

وبيّن صالح، وفق الكتاب، أنّه "بناء على ما تقدم وفي ضوء السياقات البرلمانية المعمول بها، نرجو بيان رأيكم عن الكتلة الأكثر عدداً والمعنية بترشيح رئيس مجلس الوزراء".





وأظهرت وثائق حصل عليها "العربي الجديد"، تكليف تحالف "البناء" الأقرب إلى إيران، قصي السهيل رئيساً للوزراء، وهو ما دفع بصالح إلى مخاطبة البرلمان لبيان من هي الكتلة الأكبر عدداً في محاولة على ما يبدو للتهرب من الضغط الذي يتعرض له.



ويؤكد مراقبون أنّ الإصرار الإيراني على فرض اسم قريب من إيران لحكومة جديدة، يأتي خوفاً من أن تقوم الحكومة الجديدة بخطوات تعزز حالة التراجع الإيراني في العراق على المستوى الشعبي، خاصة في ما يتعلق بالكتل والأحزاب المرتبطة بها، والتي تراجعت شعبيتها بشكل كبير، في الشهرين الماضيين.

وقال المحلل السياسي العراقي محمد التميمي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، إنّ "إصرار القوى السياسية على ترشيح شخصية مرفوضة من قبل المتظاهرين، سوف يصعد من موجة الاحتجاجات، وربما تحدي صبر المتظاهرين هذه المرة، سوف يخرج الأمور عن السيطرة، ولهذا على العقلاء بهذه القوى، عدم اتخاذ هكذا قرارات تستنفر المتظاهرين، المتواجدين في الشوارع منذ ما يقارب ثلاثة اشهر".



وبيّن التميمي أنّ "ترشيح السهيل سوف يلاقي رفضاً من قبل المرجعية الدينية العليا، فهي أكدت وقوفها مع مطالب الشعب العراقي، وسوف يكون لها تصعيد بهذا الشأن بعد التصعيد الشعبي، وهنا تكون الطبقة السياسية في مواجهة الشعب والمرجعية معاً".

وتأتي هذه التطورات، بالتزامن مع حذف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تغريدته على "تويتر"، والتي وجه فيها رسالة، مساء أمس السبت، إلى تحالف "البناء" والسهيل، دعاهما فيها إلى "حقن الدم العراقي واحترام أوامر المرجعية وإرادة الشعب وحفظ كرامتهم"، فيما أكد مقرب منه لـ"العربي الجديد"، أنّ "حذف التغريدة جاء بعد ضغوطات إيرانية مورست على الصدر، من أجل تكليف السهيل الليلة".

بدورها، أكدت مصادر أمنية عراقية لـ"العربي الجديد"، أنّ "المنطقة الخضراء تشهد إجراءات أمنية مشددة جداً، مع إغلاق بعض البوابات، وحصر دخولها ببوابة واحدة، مع انتشار أمني مكثف غير مسبوق".