وجاءت تغريدة التهنئة الفورية من ترامب للرئيس الفرنسي الجديد "بالفوز الكبير" لتظهر الوجه المهادن لسيد البيت الأبيض، الذي لم يخف، في الأيام القليلة الماضية، وقوفه إلى جانب مرشحة اليمين الفرنسي المتطرف، مارين لوبان، التي تمثل النسخة الفرنسية من ظاهرة ترامب الأميركية.
يدرك الرئيس الأميركي، أن ثمة ما يجمعه مع ماكرون القادم أيضاً إلى الحكم من خارج الطبقة السياسية التقليدية، التي يعبر عنها الاستقطاب الجمهوري- الديمقراطي في أميركا، والاشتراكي- الديغولي في فرنسا.
ويتفق خيار الصفقة مع مراجعة ترامب لمجمل رؤيته السابقة للسياسة الأميركية الخارجية، ويتماشى مع الانقلاب في مواقفه من حلف شمال الأطلسي، وتغير توجهاته إزاء بكين وموسكو، ومع مسار التغييرات العميقة في سياسات إدارته، بعد تحجيم دور ونفوذ ستيفن بانون، رمز اليمين الأميركي المتطرف.
في المقابل، يراهن الرئيس السابق، باراك أوباما، على استثمار انتصار ماكرون في فرنسا لتقوية الجبهة السياسية الداخلية المناهضة لإدارة ترامب.
وكان لافتاً البيان الذي حرص أوباما على إصداره عشية الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية، ودعوته الصريحة للناخبين إلى اختيار ماكرون وإسقاط لوبان.
ويسعى أوباما، أول رئيس أميركي من أصول أفريقية، للعب دور سياسي قيادي على صعيد تنظيم المعارضة الأميركية ضد إدارة ترامب، إذ يطمح للتحول إلى رمز معنوي وسياسي في حركة اليسار الدولي، ويرى أن انتصار ماكرون في فرنسا نقطة تحول مهمة في المواجهة مع اليمين المتطرف، من ظاهرة ترامب في الولايات المتحدة، والبريكست البريطاني، إلى لوبان الفرنسية، وقبل هؤلاء جميعاً الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.