وبينما تستمر المعارك والاشتباكات في أحياء أخرى مجاورة لحي اليرموك، الواقع وسط الساحل الأيمن (الغربي) للموصل، يواصل الطيران التابع للتحالف الدولي والجيش العراقي قصفه العنيف على أحياء حاوي الكنيسة ومشيرفة والعريبي والنجار ومناطق أخرى.
وقال طبيب عراقي يعمل لصالح منظمة ألمانية إغاثية، إن "التقارير الميدانية تؤكد وجود ما بين 400 و800 جثة تحت الأنقاض، جميعها لمدنيين، لكن هناك من يتحدث عن أكثر من ألفي جثة، ولن نتمكن من التحقق إلا بدخولنا مع فرق الإنقاذ والدفاع المدني، إلا أن الجيش ومليشيات الحشد الشعبي تمنع ذلك"، مبينًا أن "القصف لم يتوقف، ونشاهد المدينة تهتز بين دقيقة وأخرى، والسحب الكثيفة من الدخان تغطي كل مكان".
من جانبه، اتهم مدير "منظمة السلام لحقوق الإنسان"، محمد علي، الحكومة بتضليل الرأي العام العراقي والعالمي بملف معركة الموصل، مبينًا أن التقارير والأدلة تؤكد أن الحكومة تكذب وتتجنب الحديث عن آلاف الضحايا الذين سقطوا بنيران القوات العراقية، أو القصف الجوي للتحالف الدولي. وأكد وقوع انتهاكات وجرائم بشعة في الموصل ترتقي إلى جرائم حرب.
إلى ذلك، قالت الشرطة الاتحادية العراقية، اليوم الخميس، إنها قصفت أهدافًا وتجمعات لتنظيم "داعش" في منطقة الجسر الخامس، الواقعة شمال الموصل القديمة، موضحة في بيان أنها استخدمت صواريخ "كراد" خلال الهجوم.
من جانبه، أوضح معاون القائد العسكري للمحور الشمالي، العميد أركان عبد الفتاح، لـ"العربي الجديد"، أن "المعارك مستمرة، وتأخذ منحى حرب عصابات أكثر من كونها حربًا نظامية، وهذه الصورة تزداد كلما توغلنا أكثر في الأحياء القديمة ذات الأزقة الضيقة والمباني العتيقة التي تحتوي على سراديب وأنفاق بخرائط معقدة، لا يعلمها سوى الأهالي وداعش"، مردفًا: "التنظيم حاليًّا مهمته إطالة عمر المعركة والاستنزاف، ونحن مضطرون إلى مماشاة ذلك لأنه لا يوجد خيار بالتخلي أو إيقاف المعركة".
وأعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن انطلاق عملية عسكرية واسعة لتحرير الموصل من سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، وتسببت المعارك الجارية، منذ نحو ستة أشهر، في سقوط مئات المدنيين بين قتيل وجريح، كما ذكرت الجهات الأمنية العراقية أنها قتلت عددًا كبيرًا من عناصر "داعش" خلال المعارك.