تصعيد جديد في البصرة.. مقتل متظاهرين وحرق مبنى المحافظة

04 سبتمبر 2018
السلطات العراقية تحاول السيطرة على الموقف (فرانس برس)
+ الخط -
شهدت محافظة البصرة (جنوب العراق) تصعيدًا خطيرًا، مساء اليوم الثلاثاء، بعد تمكن متظاهرين من اقتحام مبنى المحافظة، وإضرام النيران فيه، فيما تشهد المحافظة إجراءات أمنية غير مسبوقة للسيطرة على الموقف.

وأكد عضو في حركة الاحتجاج في البصرة أن عشرات المتظاهرين اقتحموا، مساءً، مبنى محافظة البصرة، وأضرموا النيران فيه، مبينًا في حديث لـ"العربي الجديد"، أن ذلك تم بعد قيام القوات العراقية بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.

وأشار إلى مقتل اثنين من المتظاهرين، وإصابة ما لا يقل عن 17 آخرين، بسبب استخدام القوات العراقية القوة، موضحًا أن المتظاهرين لن يعودوا ما لم تتم محاكمة الأجهزة الأمنية التي فتكت بالمتظاهرين.

وبيّن أن مناطق مختلفة من البصرة شهدت كذلك احتجاجات رافضة للعنف المفرط ضد المتظاهرين، مؤكدًا أنهم يطالبون بمحاسبة المحافظ أسعد العيداني، ومجلس المحافظة، والقيادات الأمنية في البصرة.


الى ذلك، قال ضابط في شرطة البصرة إن السلطات المحلية هناك قررت الاستعانة بقوات الجيش للسيطرة على الموقف، موضحًا لـ"العربي الجديد" دخول آليات عسكرية إلى المدينة.

وأشار إلى أن القوات الأمنية التي كانت بمحيط مبنى محافظة البصرة لم تكن كافية لمنع المتظاهرين من الدخول وحرق المبنى، متحدثًا عن وجود إصابات بين صفوف القوات العراقية، على خلفية مواجهات مع المحتجين.

وفي السياق، قال عضو مجلس محافظة البصرة، أحمد عبد الحسين، أن المتظاهرين أحرقوا عددًا من الكرفانات الواقعة أمام مبنى الحكومة المحلية، نتيجة لإلقاء قناني مملوءة بالبنزين عليها، لافتًا، في تصريح صحافي، إلى سقوط ضحايا ومصابين من المحتجين والقوات العراقية.
وحذر من تأزم الأوضاع في البصرة، مبينًا أن القوات العراقية استخدمت الغاز المسيل للدموع تجاه المتظاهرين.


وأوضح أن الأوضاع بحاجة إلى خطاب متزن من الحكومة العراقية، يتضمن تلبية لمطالب المتظاهرين، لتلافي تصاعد حدة الأحداث في البصرة.

إلى ذلك، دعا المتحدث باسم العمليات العراقية المشتركة، يحيى رسول، متظاهري البصرة إلى "ضبط النفس خلال تظاهراتهم المطالبة بالحقوق المشروعة"، مؤكدًا في بيان أن "القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء، حيدر العبادي، سيصدر تعليمات جديدة بشأن أوضاع البصرة".

وأكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في وقت سابق الثلاثاء، أن حكومته بدأت التحقيق في حادثة مقتل متظاهر في محافظة البصرة، أمس الاثنين، وأشار إلى أنه أوعز للسلطات المختصة بإجراء تحقيق للكشف عن الجهات التي تحاول الإيقاع بين القوات العراقية والمتظاهرين في المحافظة، موضحًا، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن الحكومة العراقية اتخذت عددًا من الإجراءات اللازمة للقضاء على أزمة ملوحة وتلوث المياه في المحافظة.

وأضاف: "سيتم التشغيل التجريبي لمحطة ماء الهارثة في البصرة خلال الشهر المقبل"، مبينًا أن حكومة بغداد منحت المحافظات صلاحية إجراء المناقلة بالتخصيصات المالية من أجل إنجاز المشاريع.

وبشأن الجدل الدائر في البرلمان، قال إن "الكتلة الكبرى حسمت عدديًا، وعلى مستوى القوائم، طبقًا لتفسير المحكمة الاتحادية والمادة 19 من قانون الأحزاب"، داعيًا الجميع للجلوس مجددًا على طاولة الحوار والالتزام بالتوقيتات الدستورية لاختيار رئيس البرلمان.

وشدد على ضرورة إسراع القوى السياسية في تشكيل الحكومة الجديدة لإنهاء عدد من الأزمات، ومنها ما يحدث في البصرة، رافضًا اللجوء إلى إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين لأي سبب من الأسباب.