المرشحون الخمسة لخلافة ماي يتوحّدون ضدّ جونسون... ووزير الصحة ينسحب

14 يونيو 2019
حصد جونسون 114 صوتاً بالجولة الأولى (Getty)
+ الخط -
أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، اليوم الجمعة، انسحابه من سباق خلافة تيريزا ماي، لتقتصر المنافسة يوم الثلاثاء المقبل على 6 مرشحين، يتصدرهم بوريس جونسون، الذي بدأت المحادثات بين منافسيه لتوحيد الصف في وجه حملته.

وكان هانكوك قد حلّ في المركز السادس في التصويت الأول الذي جرى أمس، الخميس، وبتأييد 20 نائباً من نواب حزب المحافظين، من أصل 313.

وقال هانكوك، في بيان انسحابه من المنافسة: "بنيت حملتي على أنني مرشح المستقبل، لكن الحزب يرغب اليوم بمرشح يتعامل مع الظروف الاستثنائية التي نواجهها. سأتشاور مع المرشحين الآخرين حول الطريقة الأفضل للدفع بهذه القيم".

وكانت أندريا ليدسوم وإستر مكفاي ومارك هاربر قد خرجوا من الجولة الأولى، بعد حصولهم مجتمعين على 30 صوتاً. ويظل الباب مفتوحاً حتى الساعة الواحدة بعد ظهر الجمعة بتوقيت لندن أمام المتنافسين المتبقين، لتأكيد خوضهم الجولة المقبلة يوم الثلاثاء المقبل.

وبعيد صدور نتائج الجولة الأولى، أمس، بدأت محادثات بين مرشحي المحافظين لتوحيد الصف في وجه حملة بوريس جونسون، والذي حصد 114 صوتاً، متفوقاً على أقرب منافسيه، وزير الخارجية الحالي جيريمي هنت، عند 43 صوتاً.

وستشهد جلسة التصويت المقبلة تنافس أربعة مرشحين إلى جانب جونسون وهنت، هم مايكل غوف وساجد جاويد ودومينيك راب وروري ستيوارت، وسيحتاج المرشحون إلى 33 صوتاً على الأقل للصعود للجولة التالية المقررة يوم الأربعاء. أما في حال تجاوزهم جميعاً لهذه العتبة، فسيخرج متذيل القائمة من السباق.


وينتظر أن تعقد مساء الأحد مناظرة بين المرشحين المتبقين، إلا أن جونسون يرفض المشاركة فيها. ويقود جونسون حملة انتخابية شديدة الحذر لتجنب الخوض في تصريحات خلافية قد تؤدي إلى الإطاحة به.

إلا أن المرشحين الآخرين يمارسون الضغط على جونسون للمشاركة في المناظرة والظهور على وسائل الإعلام. فقد اتهم جيريمي هنت وزير الخارجية السابق بأنه يهرب من وسائل الإعلام، متسائلاً "ماذا كان سيقول (ونستون) تشرتشل إذا تهرب شخص يريد أن يصبح رئيساً للوزراء من الإعلام، ولم يشارك في هذه المناسبات؟".

ويتخذ جونسون من رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل مثالاً يحتذى به، وخاصة أنه كان قد ألف كتاباً يروي سيرة تشرشل قبل دخوله (أي جونسون) معترك السياسة.

وأضاف هنت "يمكننا خوض هذه المناظرة فقط إذا شارك متصدر السباق وتحلى ببعض الشجاعة في ما يتعلق بالظهور أمام الإعلام والدخول في نقاش حقيقي".

كما حذر وزير الخارجية البريطاني أيضاً من تكرار سيناريو عام 2016، عندما نجحت تيريزا ماي في سباق خلافة ديفيد كاميرون بالتزكية، بعد انسحاب منافستها أندريا ليدسوم في الجولة الأخيرة. وقال في هذا الشأن: "إن ما يقلق الناس هو أننا قد نتجه إلى تكرار لحملة عام 2016 عندما تمّ التتويج من تدقيق. ستكون هذه الحملة أشبه بعام 2005، عندما تمكن شخص غير معروف من خارج دوائر الحزب، ديفيد كاميرون، من خوض السباق وقلب الطاولة. هذه المسابقة الحقيقية والتي تشمل تدقيقاً نحتاجه (في سياسات المرشحين)".

من جهته، ضم روري ستيوارت، وزير التنمية الدولية، صوته لمطالبي جونسون بخوض المناظرة التلفزيونية، قائلاً إن "الخيارالحقيقي أمام أعضاء البرلمان هو في إيجاد منافس لجونسون في الجولة الأخيرة، وهناك طريقة وحيدة يمكنهم الحكم بها على ذلك، وهي في مشاركته إلى جانب الآخرين في المناظرة".

وأضاف "يبدو أنه يشعر بأنه يبلي حسناً، وأنه يكسب، ولا يحتاج للدخول في أي مخاطرة قد تعكر مسار حملته".

"جونسون بلا أخلاق"

إلى ذلك، رسم رئيس المنتدى المسلم في حزب المحافظين مقارنة بين جونسون والزعيم النازي أدولف هتلر، في تصريحات أدلى بها صباح اليوم، مهدداً بالاستقالة من منصبه في حال أصبح جونسون رئيساً للحزب.

وأبدى محمد أمين، في حديث لشبكة "بي بي سي"، عدم رغبته بأن يكون عضواً "في حزب يختار جونسون زعيماً. سأستقيل بعد 36 عاماً". وأضاف لدى سؤاله عن شعبية جونسون بين قواعد الحزب، أن "هناك العديد من الأشخاص السيئين ممن كانت لهم الشعبية بين الناس. الشعبية ليست معياراً. المعيار بأن يمتلك الشخص درجة أخلاقية ليكون رئيساً للوزراء، وأعتقد أن هذا الشخص يفشل في ذلك. العديد من الألمان اعتقدوا أن هتلر كان الشخص المناسب لهم".

وتابع بالقول "لا نتوقع من سياسيينا أو رؤساء حكوماتنا أن يكونوا قديسين، لكن يجب أن يتحلوا بدرجة معينة من الأخلاق والكرامة، ومن بين جميع المرشحين لزعامة الحزب، بوريس جونسون الوحيد الذي يفشل في هذا المعيار".

ورأى أمين أن مقارنة جونسون النساء اللواتي يرتدين البرقع بـ"صناديق البريد ولصوص البنوك" في مقال كتبه في أغسطس/ آب الماضي، وضع النساء المسلمات في خطر.



واستطرد "لقد كان على علم تام بما سينتج عن ذلك. عرّض ذلك النساء المسلمات المرتديات للنقاب والبرقع للعنف اللفظي في الشوارع، وفي أحيان أخرى تم الاعتداء عليهن جسدياً، حيث حاول عدد من الأفراد نزعه عنهن. لقد اختار السخرية من النساء المسلمات المرتديات للنقاب والبرقع لأهدافه الشخصية".

بارنييه: اتفاق ماي الوحيد الممكن

وفيما يترقب الاتحاد الأوروبي نتيجة السباق لخلافة ماي، لتنظيم آلية "بريكست"، قال كبير مفاوضيه ميشيل بارنييه، اليوم الجمعة، إن اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الذي تفاوضت عليه تيريزا ماي هو الوحيد الممكن لتنفيذ "بريكست" بصورة منظمة.

وقال بارنييه "أكرر بهدوء أن المملكة المتحدة لا تزال ترغب في مغادرة الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن الاتفاق المطروح على الطاولة هو الاتفاق الوحيد الممكن للانسحاب المنظم". وأضاف في اجتماع لمجلس الشيوخ الأوروبي والأفريقي في باريس، بمن فيهم رئيس مجلس اللوردات نورمان فاولر: "هنا نقف، ونحن ننتظر تعيين رئيس وزراء جديد في لندن وما سيتم إبلاغنا به، هذا هو المهم".

 

المساهمون