وفد عراقي رفيع يصل إلى أربيل لبحث التوغل العسكري التركي الجديد: هذه أبرز التطورات الميدانية
استمع إلى الملخص
- **تأثير العمليات التركية**: العمليات العسكرية التركية أدت إلى إخلاء 162 قرية في كردستان وتهديد 602 قرية أخرى، مع استهداف مناطق دهوك بشكل رئيسي.
- **مواجهات وتداعيات أمنية**: المواجهات بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني تجاوزت الحدود، مما أدى إلى خسائر كبيرة ونزوح السكان، مع اقتراب العمليات من المدن الرئيسية.
قال مسؤول عراقي كردي، اليوم الخميس، إن وفداً رفيعاً ضم قيادات أمنية وعسكرية وصل إلى مطار أربيل لبحث التوغل التركي الجديد داخل الأراضي العراقية ضمن محافظة دهوك شمالي البلاد، وسط مواجهات وقصف عنيف في المناطق الحدودية العراقية مع تركيا ناجمة عن عمليات الجيش التركي ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني.
وأمس الأربعاء، عقدت الحكومة العراقية اجتماعاً استثنائياً في بغداد لبحث العمليات التركية الجديدة داخل عمق يصل إلى 30 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية، وأوعز رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بإرسال وفد من بغداد إلى أربيل للوقوف على الأوضاع هناك. ونقلت وسائل إعلام عراقية كردية في أربيل عن مسؤولين محليين تأكيدهم وصول مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي وقيادات عسكرية كبيرة إلى مطار أربيل الدولي لعقد لقاء مع مسؤولي الإقليم قبل التوجه الى المنطقة الحدودية العراقية التركية للاطلاع على الأوضاع هناك.
وأكد مسؤول كردي في حكومة إقليم كردستان العراق، لـ"العربي الجديد"، أن اتصالات عراقية تركية مكثفة تجرى منذ يومين بشأن العمليات التي تقوم بها أنقرة داخل العراق. وأضاف أن "الوفد العراقي القادم من بغداد سيعد تقريراً عن الأوضاع الميدانية في ضواحي دهوك والعمادية والزاب وزاخو وكاره، التي تشهد عمليات عسكرية جوية وبرية تركية منذ أيام". وتحدث عن أن "الجيش التركي توغل أكثر مما كان متعارفاً عليه أنه عمليات دفاعية لمنع هجمات مسلحي حزب العمال على أراضيه".
في الأثناء، قالت منظمة صناع السلام، الناشطة في إقليم كردستان، إن "الحرب بين الجيش التركي ومقاتلي حزب العمال الكردستاني أدت إلى إخلاء 162 من قرى إقليم كردستان من السكان تماماً، وهناك 602 من القرى مهددة بالإخلاء. وبحسب المنظمة، فإن أغلب عمليات القصف التركية استهدفت مناطق محافظة دهوك وخاصة جبال كارا ومتين، والقرى التي تعرضت لأكثر عمليات القصف هذه السنة في جبل كارا هي: كوهرزي، برجي، بلافا، كاني، آشكي بيري، وسركلي.
وأمس الأربعاء، عقد المجلس الوزاري للأمن الوطني اجتماعاً برئاسة القائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، وأكد رفض التوغل التركي في العراق. وشدد البيان على أن على تركيا "مراعاة مبادئ حسن الجوار، والتعامل دبلوماسياً مع الحكومة العراقية، والتنسيق معها تجاه أي موضوع يتعلق بالجانب الأمني". ووجه السوداني بإرسال وفد برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي إلى إقليم كردستان، من أجل الاطلاع على الأوضاع العامة، والخروج بموقف موحد من هذا الموضوع الذي يمسّ السيادة العراقية، كما ورد في البيان.
مواجهات متواصلة
في الأثناء، قال الخبير بالشأن الأمني الكردي سلام الجاف، لـ"العربي الجديد"، إن المواجهات المسلحة والقصف المدفعي والجوي تعدت المناطق القريبة من الحدود العراقية التركية باتجاه عمق الأراضي العراقية في إقليم كردستان، وتحديدا مناطق سيدكان وسوران والزاب وكاني ماسي وزاخو والعمادية، وهذا يؤكد أن جيوب ومسلحي حزب العمال تعرضوا إلى خسائر كبيرة على مستوى الجغرافيا التي كانوا فيها".
ووفقا للجاف، فإن "مسلحي حزب العمال يحاولون تعويض خسائرهم في المناطق التي سيطر عليها الجيش التركي، من خلال الدخول إلى مناطق سكنية وقرى مأهولة، وهذا ما يزيد المخاطر على السكان ويهدد بالخسائر البشرية والمالية"، مؤكدا أن أصوات الاشتباكات والقصف يمكن سماعها وسط مدينة دهوك، وهذا يؤكد أنها باتت أقرب من أي وقت آخر من مدن الإقليم الرئيسية". ووصف الأوضاع بأنها "نتاج تجاهل الحكومة في بغداد أنشطة حزب العمال وتوغله واستمكانه منذ سنوات من مدن ومناطق حدودية عراقية كاملة".