الحدود التونسيّة ــ الليبيّة: تأهّب أمني واستنفار

07 ديسمبر 2014
لا تزال حركة العبور طبيعية بين ليبيا وتونس (الأناضول)
+ الخط -
تشهد الحدود التونسيّة ــ الليبيّة، حالة عالية من التأهّب واليقظة، تحسّباً لأي طارئ، خصوصاً بعد التطوّرات الميدانيّة التي تعيشها ليبيا، إثر إعلان قائد عملية الكرامة، اللواء المتقاعد خليفة حفتر وحكومة عبد الله الثني التي تدعمه، حربها على الكتائب المتواجدة في العاصمة طرابلس، وقصف الطيران الحربي الليبي مواقع تابعة لقوات "فجر ليبيا".

 واستدعت  التطورات العسكريّة الليبيّة، تكثيف الجيش التونسي دورياته العسكريّة وطلعاته الجويّة لمراقبة الحدود تحسّباً لأي تطورات ميدانيّة، وتعزيز عمليات الاستطلاع ونقاط المراقبة على مستوى الحدود الجنوبيّة، خصوصاً في المنطقة العسكرية العازلة وتحديداً معبر رأس الجدير الحدودي في ظلّ انهيار الوضع الأمني في ليبيا.

وفي سياق متّصل، يقول رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، العميد المتقاعد مختار بن نصر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "وحدات من الجيش والأمن التونسيين تتمركز على الحدود تحسباً لأي طارئ وللتصدي لأي هجوم محتمل، كما أنّ المراقبة الجويّة ناشطة على الحدود"، لافتاً إلى أنّ "سيّارات الإسعاف والحماية المدنيّة تنقّلت صباح أمس لتقديم الإسعافات الضرورية إلى الجرحى وهي بصدد التدخّل لمعالجة الحالات الطارئة الوافدة من الجانب الليبي".

ويبدو أن الأجهزة الأمنيّة التونسية رفعت درجة اليقظة عند الحدود منذ نحو أسبوعين، وهو ما يفسّر، وفق بن نصر، "اجتماع خلية الأزمة، المكلّفة بمتابعة الوضع الأمني في السادس والعشرين من الشهر الماضي، برئاسة رئيس الحكومة المهدي جمعة، لمتابعة التطورات الأخيرة في ليبيا وتداعياتها على الحدود بين البلدين في ظلّ تواصل أعمال العنف المسلّح هناك".
وكانت خلية الأزمة قد دعت إلى مزيد من اليقظة لدى القوات الأمنيّة والعسكريّة،
وإلى رفع درجة التحفز ومراقبة الحدود والمعابر والاستعداد اللازم لاتخاذ كلّ الإجراءات التي تقتضيها مصلحة الأمن القومي التونسي.

وفي سياق متّصل، يؤكّد المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع بلحسن الوسلاتي لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاستعدادات التونسيّة انطلقت منذ الانتخابات التشريعيّة، وبالتالي هناك حالة من التأهّب واليقظة على الحدود التونسيّة الليبيّة منذ فترة"، موضحاً "أننا كثفنا الانتشار العسكري منذ مدة، وما يقلقنا إمكانيّة تطوّر الأوضاع في ليبيا، ما قد يؤدّي إلى تدفق كبير للاجئين".
ويستبعد الوسلاتي "عمليات تستهدف التراب التونسي، ولكن قد تسقط بعض القذائف على وجه الخطأ"، مشيراً إلى أنّ "اقتراب المعارك على الحدود الليبية ــ التونسيّة لا ينبغي أن يؤدي إلى الهلع أو الإرباك". ويشير إلى "تكثيف الدوريات البريّة وفرض رقابة أكثر على مختلف النقاط، بموازاة رفع يقظة الدوريات البحريّة".

ويبدو أنّ الأوضاع في ليبيا قد ألقت بظلالها على الشارع التونسي، حيث تعمّقت مخاوف التونسيين من تطوّر الصراع في ليبيا واقتراب المعارك الدائرة في طرابلس أكثر إلى الحدود التونسية.

وفي الجانب الليبي من الحدود، يقول مدير منفذ رأس جدير الحدودي في ليبيا العقيد محمد الجرّافة لـ"العربي الجديد"، إنّ "الاستعدادات الأمنيّة من قبل الجانب الليبي انطلقت منذ فترة"، مؤكّداً أنّ "الأمور الميدانيّة حالياً تحت السيطرة، وحركة العبور من الجهتين عاديّة".
ويوضح المسؤول الليبي أن "الخشية هي من الضربات الجويّة فقط، إذ بإمكاننا السيطرة على الوضع البري لكن لا يمكننا الردّ على القصف الجوي".