إسرائيل تحاكي هجوم سايبر ضدّ منشآت إيران الذرية

24 يوليو 2015
مسيرات يهودية معارضة ومؤيدة للنووي الإيراني بنيويورك (زم أوزديل/الأناضول)
+ الخط -
تواصل إسرائيل رفضها للاتفاق النووي الإيراني بشتى السبل؛ فبعد التهديد والوعيد بضرب المفاعل النووي الإيراني، بدأت ترسل إشارات لهجومها المفترض، وتتمثل إحدى ساحاته في العالم الافتراضي، حيث تستعدّ لشنّ هجمات إلكترونية على المنشآت الذرية.


اقرأ أيضاً: "أنونيموس" تتوعد الاحتلال: هجمات رداً على اعتداءات الأقصى 

ونشر موقع "يديعوت أحرونوت"، أمس، تقريراً مفصلاً تضمن مقابلة مصورة مع أحد ضباط وحدات السايبر الإسرائيلية، يهدف إلى التدليل على وجود خيار هجوم سايبر إسرائيلي لشل عمل المفاعل الذري، مشيرة إلى تدريبات افتراضية متواصلة على مدار الساعة لمحاكاة هجوم سايبر إسرائيلي على منشآت ذرية.

وبحسب التقرير، فقد تم بناء نموذج "مدينة افتراضية" يقوم فيها مفاعل ذري، وبنى تحتية كاملة، مثل محطة لتوليد الكهرباء، ومصارف، وبورصة. ويقول الضابط الذي تمت الإشارة إليه بالحرف (ق)، إن نموذج "سيم سيتي" يمكّن الوحدة من محاكاة عمليات للسيطرة مثلاَ على مضخات المياه في المفاعل الذري، وبالتالي رفع درجات الحرارة في قلب المفاعل الذري، ووقف عمله. ويستعرض الضابط سلسلة أهداف في هذه الحرب الافتراضية، مثل السيطرة على إشارات المرور، والتسبب في حوادث طرق، والسيطرة على البورصة، والتلاعب في قيم الأسهم والتسبب في انهيارها، وأخيراً السيطرة على صواريخ دفاعية وتوجيهها إلى نفس المدينة، وتحويلها إلى صواريخ هجومية بدلاً من كونها دفاعية. كما يشرح الضابط سبل السيطرة مثلاً على شبكات القطارات وحرفها عن مسارها.

وبحسب الضابط، فإن الهدف من بناء نموذج "سيم سيتي" المدينة الافتراضية، هو تجسيد قدرات السايبر على شن حرب حقيقية تشل عمل المدينة، ثم السيطرة على شبكات الإنذار للعدو وشل عمل المطارات في بلاده. وذكر موقع "يديعوت أحرونوت" أن الجيش الإسرائيلي تمكّن لغاية الآن من تخريج الفوج السابع ممن يطلق عليهم اسم "مدافعي السايبر"، وأن بناء نموذج المدينة المفترضة يهدف إلى تعزيز قدراتهم في عمليات السيطرة على منظومات التحكم من جهة، وتطوير قدرات التشفير من جهة ثانية.

ونقل الموقع عن عريف في جيش الاحتلال، أطلق عليه اسم "ج"، وهو قائد الدورة التدريبية، قوله إن إسرائيل تعرضت، خلال العدوان على غزة، لمحاولات متكررة، لمهاجمة بناها التحتية، وإن هناك حاجة إلى تنسيق وانخراط جهات متعددة لإفشال مثل هذا الهجوم. وأضاف "اليوم بتنا أكثر فاعلية، ولم نعد ننتظر هذه الهجمات".

ويتم خلال تدريبات وحدة السايبر، التركيز على تجربة زرع الفيروس في شبكات مراقبة، وتفعيل أجهزة الطرد المركزية في إيران، عبر برنامج "ستوكسينت" الذي تمكنت إسرائيل من زرعه في المنشآت الذرية الإيرانية قبل عدة سنوات. ويوضح أحد المرشدين، أنه "يوجد في كثير من هذه الصناعات عنصر معين يربط بينها جميعاً، حتى في المصاعد أو القطارات، وبهذه الطريقة تمكن (ستوكسينت) من ضرب ومهاجمة أجهزة الطرد المركزية في إيران".

وتتدرب وحدات السايبر الإسرائيلية اليوم لمواجهة سيناريوهات مماثلة تحاول اختراق الجانب الإسرائيلي. وفي هذا السياق، تتطرق الصحيفة إلى سيناريوهات محتملة للحرب الثالثة مع لبنان، حيث تتوقع إسرائيل أن يطلق حزب الله صواريخ موجّهة وقد ركبت فيها أجهزة "جي .بي. إس"، أو إطلاق طائرات بدون طيار تكون مفخخة باتجاه مواقع استراتيجية، مثل محطة توليد الكهرباء "ريدينج"، في تل أبيب، لقطع التيار الكهربائي عن عشرات آلاف المنازل في تل أبيب ومحيطها.

وبحسب التقرير نفسه، فإن جنود وحدات السايبر الإسرائيلية، خصوصاً في ظل قرار رئيس أركان جيش الاحتلال، الجنرال جادي أيزنكوت، ببناء سلاح (ذراع) سايبر مستقل، وعدم الاكتفاء بالتنظيم الحالي للجيش، حيث توجد عدة وحدات أهمها الوحدة 8200، سيعملون في حال اندلاع الحرب على حماية مجمل أذرع الجيش، وليس فقط الوحدات التقنية والإلكترونية؛ إذ إن جيش الاحتلال، بحسب الصحيفة، بات أكثر تطوراً واعتماداً على المنظومات وشبكات الحرب الإلكترونية وشبكات الإنترنت. ورغم تحوله إلى جيش أكثر فتكاً، إلا أنه أصبح أيضاً أكثر عرضة للإصابة أو تخريب عمله. 

وذكرت الصحيفة أن رئيس الأركان يدير الحرب الإلكترونية من مركز قيادة وزارة الأمن في تل أبيب، من على شاشة كبيرة، عبر برامج حوسبة متطورة، وأن قادة الوحدات القتالية والفرق العسكرية في الميدان يعتمدون على ما تبثه الشاشة (لأجهزة الرصد) بدرجة لا تقل عن اعتمادهم على الناظور العسكري لمراقبة الميدان.

وتكشف "يديعوت" أن السياسة الرسمية للاحتلال في حرب السايبر، تفرض على كل جهاز أو ذراع حكومية أو من القطاع خاص، أن تقوم بنفسها بتأمين الحماية من هجمات الهاكرز، ومن حرب السايبر.

اقرأ أيضاً: إسرائيل حائرة في كيفية إحباط الاتفاق الإيراني

المساهمون