قادة استخبارات إسرائيليون سابقون: إيران تحتفظ بمزيد من العملاء

23 يونيو 2018
أكرمان: الإيرانيون يحاولون طوال الوقت تجنيد عملاء داخل إسرائيل(Getty)
+ الخط -
رجح ضباط كبار خدموا في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن تكون إيران قد نجحت في تجنيد المزيد من العملاء الإسرائيليين الذين لا يقلون خطورة عن وزير الطاقة الأسبق غونين سيغف، الذي أعلنت تل أبيب أن المخابرات الإيرانية قد جندته إلى صفوفها.

وفي تقرير بثته قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية مساء أمس الجمعة، وتضمن مقابلات معهم، قال هؤلاء الضباط إنه يتوجب الانطلاق من افتراض مفاده إن إيران نجحت بالفعل في تجنيد عملاء لم تتمكن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من إلقاء القبض عليهم.

وقال الجنرال رام بن براك، الذي شغل في الماضي منصبي القائم بأعمال رئيس الموساد وقائد شعبة العمليات في الجهاز: "هناك حرب سرية تدور رحاها بين إسرائيل وإيران كل الوقت، ذلك أن الإيرانيين يحاولون أيضا تجنيد مصادر بشرية، المصادر التي تحاول إيرانية تجنيدها يمكن أن يكونوا شخصيات محبطة داخل سلك الدولة، ويمكن أن تتوجه هذه الشخصيات للتعاون مع إيران من منطلق أيدلوجي".

 وأضاف بن براك: "أن يتمكن الإيرانيون من تجنيد وزير طاقة سابق، وعضو كنيست سابق، وضابط سابق في لواء المظليين مثل سيغف، فهذا يعد إنجازا هائلا بكل المقاييس، تجنيد شخص بهذا المستوى يمكن أن يساعد إيران على التعرف إلى آليات صنع القرار داخل إسرائيل والمسارات التي تمر فيه هذه العملية".

من جهته، قال جاد شمرون، الضابط السابق في شعبة العمليات التابعة للموساد، ومؤلف كتاب "الموساد والأسطورة"، إن "حقيقة أن إسرائيل لم تلق القبض على عميل كبير لإيران في السنوات الماضية لا يعني أن الإيرانيين لم ينجحوا في تجنيد مثل هذا العميل. فحتى أكثر الشخصيات وطنية بالإمكان تضليله ودفعه للاعتقاد أنه يعمل لمصلحة بلاده في الوقت الذي يقوم بخيانة شعبه ودولته دون أن يدري".

وحول طابع المعلومات الخطرة التي يمكن أن يكون الوزير سيغف قد نقلها لإيران، يقول شمرون: "أريد أن أعطي مثالا؛ هل يعرف أحد كيف يصل الوقود إلى القدس، حيث إن هناك 7000 حاوية وقود تصل يوميا إلى ميناء أسدود، وهناك منظومة بنى تحتية تم تدشينها قبل 20 عاما وعبرها يتم نقل الوقود من هذا الميناء إلى المدن الإسرائيلية الأخرى، وغونين سيغف كوزير طاقة سابق لديه معلومات حساسة جدا حول البنى التحتية في مجال الطاقة، وضمنها محطات توليد الطاقة التي يفترض أن تعمل بشكل خاص وقت الطوارئ، إلى جانب مرافق التحكم المتعلقة بتدفق مياه الشرب وغيرها".

أما ليئور أكرمان، نائب رئيس شعبة في جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، فيقول إن هذا الجهاز، المسؤول عن مكافحة التجسس، ينطلق من افتراض مفاده أن الإيرانيين يحاولون طوال الوقت تجنيد عملاء داخل إسرائيل. ولفت إلى أن "الشاباك" يحاول تجفيف البيئة الداخلية التي تمكن الإيرانيين من تجنيد عملاء داخل إسرائيل.

وحول الطرق التي يرجح أن تتبعها إيران في تجنيد العملاء، يقول أكرمان: "عندما يكون لشخص ما علاقة بضباط احتياط أو مسؤولين حكوميين إسرائيليين سابقين، يخدمون في قطاع الأعمال سواء في أفريقيا أو داخل إسرائيل، فإن هذا الشخص بالإمكان استدراجه من قبل الإيرانيين ودفعه ليصبح عميلا لهم ومن خلاله يمكن الإيقاع بآخرين".

من ناحية ثانية، لفتت القناة إلى أن الذي ساعد على تجنيد سيغف للمخابرات الإسرائيلية هو قيس عبيد، وهو أحد فلسطينيي الداخل، الذي انتقل للبنان وعمل لمصلحة حزب الله، مشيرة إلى أن عبيد قام بالاتصال بسيغف في تسعينيات القرن الماضي، وقام بترتيب صفقات له في دول خليجية، وهي الصفقات التي مثلت وسيلة لاستدراجه للعمل لمصلحة المخابرات الإيرانية.

وأعادت القناة للأذهان حقيقة أن أحد العملاء الإسرائيليين الذين عملوا مع العرب لدوافع أيديولوجية كان الناشط اليساري أودي أديب، الذي أدين عام 1973 بالعمل لمصلحة المخابرات السورية.

وأشارت إلى أن وكالة الاستخبارات السوفييتية "كي جي بي" هي التي حققت أخطر الاختراقات الاستخبارية داخل إسرائيل، حيث تمكنت من تجنيد باروج كلمبيرغ، نائب مدير "المعهد البيولوجي" الإسرائيلي، المسؤول عن إنتاج الأسلحة البيولوجية، حيث أدين وأمضى 17 عاما في السجن.

دلالات
المساهمون