طهران تشيّع سليماني... والقائد الجديد لـ"فيلق القدس": عزاؤنا طرد أميركا من المنطقة
وشاركت حشود ضخمة في مراسم التشييع، واحتشد المشيّعون في شوارع طهران، في وقت مبكر الاثنين، لتكريم سليماني. وذكرت وكالة "سباه نيوز" التابعة للحرس الثوري أن التقديرات تشير إلى مشاركة 5 ملايين في تشييع سليماني.
وتجمّعت الحشود قبل الساعة الثامنة (بالتوقيت المحلي)، بالقرب من جامعة طهران، حيث أمّ المرشد الإيراني علي خامنئي، صلاة الجنازة على جثمان سليماني.
Twitter Post
|
وتقدّم المشاركين في التشييع كبارُ المسؤولين الإيرانيين السياسيين والعسكريين، في مقدمتهم المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني، ورئيس البرلمان علي لاريجاني، وساسة آخرون، بالإضافة إلى كبار جنرالات الجيش و"الحرس الثوري" الإيراني.
وأكّد مجلس خبراء القيادة الإيراني، وهو من المؤسسات السيادية، ومنوط به اختيار المرشد الأعلى وعزله، أن "انتقاماً قاسياً في الطريق"، مؤكداً أن "الأعداء"، باغتيال سليماني ورفاقه، "هم الذين بدأوا، لكن النهاية ليست بأيديهم".
ودعا المجلس، في بيان، إلى "تطهير البلدان الإسلامية، وخاصة العراق من القوات الأميركية"، معتبراً ذلك أقل ثمن لاغتيال سليماني ورفاقه، "تنتظره الأمة".
وجاء في البيان أيضاً: "إننا ندعو، في الخطوة الأولى، إلى أن يستعد المجاهدون لطرد جميع القوات الأميركية من العراق"، مشدداً على أن "يد الانتقام ستطاول القوات الأميركية في الأراضي الإسلامية كافة".
من جهته، دعا مستشار خامنئي للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، خلال مشاركته في مراسم التشييع، القوات الأميركية إلى مغادرة المنطقة، مؤكداً أنه "إذا لم تغادر أميركا، فستتحول المنطقة إلى فيتنام لها".
واعتبر ولايتي أنه على الرغم من تهديدات ترامب، "ستتصرف إيران بطريقة تجعل أميركا نادمة على فعلها".
أمّا أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، فأكد مجدداً أن بلاده ستنتقم من واشنطن، مشيراً إلى أنها "ستُظهر في العمل هذا الانتقام".
من جهته، قال مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية، عباس عراقجي، أثناء مراسم تشييع جثمان سليماني ورفاقه، في طهران، إن "سياسة العقوبات والضغوط الأميركية ضد إيران قد فشلت"، مهدداً بأن "أي اعتداء على الأراضي الإيرانية سيُقابَل بردّ صارم وقوي".
وأكد عراقجي أن ترامب "سيرى نتيجة مغامرته الجديدة في المنطقة"، معتبراً قرار البرلمان العراقي يوم أمس الأحد، بإلزام الحكومة العراقية بالعمل على إنهاء الوجود العسكري الأجنبي في العراق، بداية الرد، مشيراً إلى أن ذلك "سيستمر حتى خروج كلّ القوات الأميركية من المنطقة".
وقال عراقجي إنه "على مدى 40 عاماً، جرّب رؤساء أميركيون عدة سياسة التهديد والضغط على إيران، لكنّ جميعهم فشلوا".
كما نقلت وكالة "مهر" الإيرانية، عن قائد القوات الجوفضائية، التابعة للحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زادة، قوله إن "الانتقام لدماء الشهيد سليماني لا ينتهي بإطلاق 4 صواريخ أو إسقاط قاعدة (أميركية) وحتى بقتل ترامب"، مشيراً إلى أنّ الشيء الوحيد الذي يوازي ثمن دماء الجنرال هو إنهاء كامل للوجود الأميركي في المنطقة.
في غضون ذلك، أعلن قائد السلاح البري للجيش الإيراني، كيومرث حيدري، خلال مراسم التشييع، أن بلاده "تمتلك قدرات عالية لمواجهة التهديدات "الأميركية"، معتبراً تهديدات ترامب بضرب إيران حال استهدافها الجنود والمصالح الأميركية "حرباً نفسيةً ودليل عجز".
وأكد حيدري أن "ترامب سيتلقى قريباً ضربات موجعة".
أمّا نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، فوصف من جهته تهديدات ترامب بأنها "عملية نفسية لا تؤثر على إيران"، متوعدا بـ"ردّ مناسب على اغتيال قادة المقاومة".
وفي كلمة خلال مراسم التشييع، قدّم رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، تعازيه للإيرانيين، مشيداً بدور سليماني في دعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة المشروع الصهيوني.
ووصف هنية الهجوم الأميركي الذي أودى بحياة سليماني بأنه "جريمة نكراء ارتكبها الأميركيون"، مضيفاً أنها "تعبّر عن روح البلطجة والعنجهية التي تغطي كل الجرائم وسفك الدماء، وتحديداً على أرض فلسطين".
وأكد هنية، الذي وصل مساء أمس إلى طهران، أن "هذه الجريمة تستحق الإدانة والردّ والعقوبة لمن ارتكبها"، مشدداً على أن "مشروع المقاومة في فلسطين بمواجهة المشروع الصهيوني والهيمنة الأميركية لن يضعف، وسيستمرّ حتى دحر المحتلين عن أرضنا وقدسنا، بإذن الله تعالى"، مؤكداً أن "المقاومة ستنتصر على المشروع الصهيوني".
يشار إلى أنه بعد تشييع جثمان سليماني في طهران، سيُنقَل إلى مدينة كرمان، جنوبي إيران، ليوارى الثرى هناك غداً الثلاثاء. ومن المقرّر أن يلقي القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامي، كلمة خلال مراسم التشييع في مدينة كرمان.
وتوعّدت إيران، على لسان أكثر من مسؤول سياسي وعسكري بالردّ على مقتل سليماني.
وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأميرال علي شمخاني، مساء الأحد، أنّ "ردنا سيكون عسكرياً حتماً، لكنه لن يقتصر على الإجراءات العسكرية"، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأميركية ستعلم أنّ اغتيال الجنرال سليماني "سيكون أخطر عليها من وجوده حياً".
وأعلنت إيران، مساء الأحد، شروعها في تنفيذ خطوات المرحلة الخامسة "والنهائية" من تقليص تعهداتها النووية، وذكرت الحكومة أنها من الآن لن تبقى ملتزمة أيَّ قيود في إنتاج اليورانيوم ومستوى التخصيب والتطوير النووي، في تدبير يمكن اعتباره انسحاباً غير معلن من الاتفاق النووي الموقع مع الدول الكبرى في 2015.
ويمكن اعتبار هذا التصعيد الإيراني في الملف النووي، جزءاً من ردّ الفعل على اغتيال سليماني، إذ كشف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أمس الأحد، خلال مؤتمره الصحافي، أن بلاده كانت قد اتخذت قرارها بشأن خطوات المرحلة الخامسة مسبقاً، لكن "ستطاولها تغييرات بعد الأحداث الأخيرة"، في إشارة إلى اغتيال سليماني.